03-16-2012, 06:55 PM
|
#10
|
Cosmic
رقـم العضويــة: 110841
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:

المشـــاركـات: 240
نقـــاط الخبـرة: 67
|
رد: رجل صلب ، لا يثق بأحد ، ولا حتى بنفسه ..
مؤتمر طهران :
انعقد مؤتمر طهران في الفترة ما بين 28 نوفمبر/تشرين الثاني ديسمبر/كانون الاول عام 1943 في العاصمة الإيرانية طهران . واجتمع فيه للمرة الأولى ما يسمى ب "الترويكا (الثلاثة) الكبيرة" وهم فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة ووينستون تشيرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى وجوزيف ستالين رئيس مجلس المفوضين الشعبيين للاتحاد السوفيتي.
وكان المؤتمر أول قمة لرؤساء الحكومات في الدول الثلاث المتحالفة بالحرب العالمية الثانية.، ثم تلاه مؤتمرا يالطا وبوتسدام في عام 1945.وكان مؤتمر طهران يهدف الى وضع الاستراتيجية النهائية للتصدي لألمانيا وحلفائها. وكانت مسألة فتح الجبهة الثانية في أوروبا الغربية موضوعا رئيسيا في المؤتمر، علما بانه لم يتم فتحها في عام 1942 ولا في عام 1943 ، بالرغم من التزامات اخذتها على نفسها بهذا الصدد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ، وذلك في الوقت الذي كان فيه الجيش السوفيتي يخوض منذ عام 1941 معارك دامية. كما أدرجت في جدول أعمال المؤتمر منح ايران الاستقلال.
حرصا على ضمان الأمن أقام الرئيس الامريكي لدى وصوله إلى طهران لا في السفارة الامريكية بل في السفارة الروسية الواقعة بالقرب من السفارة البريطانية. وقد أنشأ في مجال بين السفارتين ممر مغطىً بالمشمع للحيلولة دون مراقبة تحركات الزعماء ، ثم أحيط المجمع الدبلوماسي ب 3 أطواق من المشاة والدبابات. كما تم فرض الحصارعلى المدينة في فترة أنعقاد المؤتمر باستخدام القوات الخاصة والمخابرات حيث توقف عمل وسائل الاعلام ، وانقطع الهاتف والتلغراف والإتصال اللاسلكي.
واتضح في المؤتمر أن روزفيلت وستالين يسعيان إلى إتفاق. وكان وينستون تشرشل في البداية يلتزم بإستراتيجية سابقة تكمن في عزل الروس. واقترح روزفيلت بأن يحضر الممثل الروسي كل اللقاءات الامريكية البريطانية التي سبقت القمة. وبالرغم من قرارات متخذة سابقا أصر تشرشل على تأجيل عملية إنزال القوات الامريكية والبريطانية في فرنسا. وبنتيجة مناقشات مطولة دخلت مسألة "أوفرلود" ، وهي التسمية السرية لعملية انزال قوات الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما في فرنسا الشمالية الغربية ، إلى مأزق. فقام ستالين من كرسيه وقال بنوع من الإنزعاج متوجها الى أعضاء الوفد السوفيتي المرافقين له: " تنتظرنا أشغال كثيرة في البيت . ولا نريد أن نضيع وقتنا سدىً ، فيبدو لي أننا لن نستفيد شيئا". وحانت لحظة محرجة ، وفهم تشرشل ذلك ، ولهذا أقدم على قبول حل وسط خوفا من فشل المؤتمر. وفي النتيجة تم التوصل إلى اتفاق على فتح الجبهة الثانية في شمال فرنسا في شهر مايو/أيار عام 1944 . وتعهد ستالين بأن تبدأ القوات السوفيتية هجوما على الألمان في هذا الموعد تقريبا ، وذلك للحيلولة دون نقل القوات الألمانية من الجبهة الشرقية حيث دارت المعارك مع القوات السوفيتية إلى الجبهة الغربية.
تجدرالإشارة إلى مناسبة تتعلق بالاحتفال بعيد ميلاد تشرشل يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1945 في السفارة البريطانية بطهران حيث رفعت أنخاب كثيرة.غير أن نخبا واحدا تذكره الجميع حين قال رئيس الولايات المتحدة : " في الوقت الذي نحتفل به بعيد ميلاد رئيس الوزراء البريطاني لا يزال الجيش الاحمر يسحق الجحافل الالمانية. فلنرفع نخب نجاح السلاح السوفيتي".
كان روزفيلت وستالين منذ وقت طويل من أنصار التسوية الشاملة للعلاقات الدولية. أما تشرشل فكان يتميز بنوع من التحفظ في هذا الشأن ، ولم يصدق بإمكانية التعاون مع الإتحاد السوفيتي في فترة ما بعد الحرب. لذلك شكك تشرشل بفعالية المنظمة الدولية المستقبلية التي كان من شأنها أن تجمع بين الامم. كما كان تشرشل يشك بأن هذه الفكرة طرحت لدفع بريطانيا الى هامش السياسة الدولية.
واتفق مشاركوا المؤتمر على أن العالم في فترة ما بعد الحرب ستديره الدول الاربعة، وهي الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، الامر الذي اعتبر إنتصارا كبيرا بالنسبة للاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي تولت للمرة الاولى (بعد الرئيس وودرو ويلسون الذي بادر بدخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الاولى) وظيفة عالمية شاملة. أما الدور البريطاني في النظام العالمي فانكمش الى حد كبير.
ناقش المؤتمر ايضا مسألة مستقبل ألمانيا. ودعا ستالين وروزفيلت الى تقسيم ألمانيا الى دويلات صغيرة للحيلولة دون التوسع الألماني مجددا. غير أن القرار النهائي بهذا الشأن لم يتخذ في المؤتمر.
غدت مسألة بولندا في المؤتمر موضوعا مؤلما ومتنازعا عليه بالنسبة للعلاقات السوفيتية البريطانية. وأكد ستالين في طهران أن الحدود السوفيتية البولندية الشرقية يجب ان تمر بالخط المحدد في سبتمبر /ايلول عام 1939 ، مقترحا بدفع الحدود البولندية الغربية الى نهر أودر الالماني. ووافق تشرشل على هذا المقترح ملاحظا أن الاراضي التي تحصل عليها بولندا أحسن بكثير من تلك التي تتركها. كما أعلن ستالين أن الإتحاد السوفيتي يعول على استحواذ كينسبيرغ ( كالينينغراد حاليا) وإبعاد الحدود مع فنلندا عن لينينغراد (بطرسبورغ حاليا).
وفي ختام المؤتمر تعهد ستالين بالدخول في الحرب ضد اليابان بعد انهزام المانيا.
|
|
|