الموضوع: بنات أفكاري
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2012, 12:02 PM   #5
Akagami
 
الصورة الرمزية زياد شورابي
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 40
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي إني أبكيك يا وطني

السلام عليكم،

إن المتابع للأحداث التي وقعت وتقع في سوريا يشعر بالأسى والألم

لما يحدث في هذا البلد الشقيق من قتل للأبرياء دون وجه حق و من تدمير

منظم للبلاد بدعاوى محاربة عصابات إرهابية لا وجود لها إلا في العقل المريض

للرئيس السادي الذي يستمتع بعذابات شعبه ونظام على أهبة الإستعداد

لحرق البلاد مقابل أن يستمر قابعاً على سدة الحكم ويبقى جاثماً على صدور

السوريين الذين ثاروا ضد الظلم والإستعباد وتاقوا -وهذا حقهم- للحرية والإنعتاق

من براثن هذا النظام الجائر الذين عانوا منه الويلات زمن الأب والإبن على حد السواء...

إن جرعة العنف الزائدة التي أصبح يتلقاها المشاهد العربي يوميا من كافة الوسائل

الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة أخشى أنها تنبأ بالأسوأ عند نشأة جيل لا مبال

يتقبل هذه الجرعة المفزعة وربما قد تجد أحدهم يحتسي كوباً من الشاي كأن شيئا لم يكن.

فلا يشاهد في القنوات الإخبارية إلا...

القتل المجاني ومشاهد الأشلاء فالروح البشرية لم تعد تساوي حتى ذبابة

ولا تسمع في الراديو إلا "قتل.. إطلاق نار..إلخ" وهكذا دواليك من هذه العبارات

وتلك المفردات التي صارت شئنا أم أبينا خبزنا اليومي، بل ولا تقرأ في صفحات

الجرائد إلا عن هذا الحديث وما شابهه عن إزهاق الأرواح والتعلات الواهية

بإسم السياسة تلك اللعبة القذرة التي تفوح منها رائحة الخيانة العفنة...

كما أن القمة العربية لم تكن ولن تكن يوماً مؤثرة فهي فاشلة قبل أن تبدأ

وفاشلة حين تبدأ وفاشلة بعد أن تنتهي وتكتفي بإمطارنا ببيانات الشجب والإستنكار

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد... فشلنا حتى في جمع شملنا فقد سجلت هذه الأخيرة

غيابات بالجملة.. يا للسخرية فشلنا حتى في أن نجتمع فكيف نأمل يوماً في رأب صدعنا ؟

ففي عهد التكتلات، الإتحاد الأوروبي وحد العملة ويبني إقتصادًا يمكّنه من الحد من هيمنة

بلاد العم السام والعقول اليابانية الخارقة والمارد الصيني ثم لا ننسى اللوبي الصهيوني

الذي يحشد جنوده ويعطي غطاء للمستوطنين في فلسطين المحتلة-فك الله أسرها-

لبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس...

ففي عهد التشرذمات قُسم السودان وكذلك يراد لليبيا واليمن السعيد أصبح تعيساً

المغرب العربي يعيش على وقع ثورات الربيع العربي والخليج أغناه نفطه وإنكفأ على ذاته

وإكتفى بمجلس التعاون، في مصر لم تهدأ الأمور بعد وفي بلاد الشام حدّث ولا حرج شعب

يباد عن بكرة أبيه والعرب يتفرجون.. الشباب شباب الأمة غارق في "عرب أيدول" و"ستار أكاديمي"

وما لف لفها من برامج التفسخ الأخلاقي والتقليد الأعمى للغرب..الغرب الذي فيه

عندما يسيؤون للحبيب المصطفى برسومات كاريكاتورية مغرضه هم يعدون هذا حرية الفكر والتعبير

وعندما يمنعون الحجاب يعدون هذا كذلك تحرير للمرأة أما صوت الآذان فهو تلوث سمعي ...

قال تعالى { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }

تصور معي أخي،لو أطلقت رصاصة على الجولان المحتل أو صاروخ مقاومة في تل أبيب لو

حدث هذا وسجلت ضحايا لأقام الصهاينة، جذاذة الكفر في العالم، الدنيا وما أقعدوها ولنعتوا

الإسلام والمسلمين بأقذع التهم وأبشع الجرائم، وحده دم العرب والمسلمين رخيص..

يقول رسول الله صلى الله عليه

(مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى )

ترى هل ما زلنا نحس ببعضنا البعض حقاً ؟

هل مازال بعد في الأمة من يحملها همها وينوء بحملها ؟

هل ماتت قلوبنا فلم تحرك فينا ساكنا مناظر القتل المتعمد والإنتهاك الصارخ للأعراض ؟

كلها وغيرها أسئلة حيرى أترك للأيام وتصاريف الأقدار الإجابة عنها.
زياد شورابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس