عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2012, 11:57 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية Fermandar
رقـم العضويــة: 88493
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 12,396
نقـــاط الخبـرة: 2597

افتراضي رد: جم‘ـعية العاشـ ‘ـق تقدم |•| أضخم تقرير عن التاريخ الإسلامي + هدايا رمضانية |•|



..



منذ البدايـۃ تميز الإسلام بأنـﮧ أڪثر من دين ينظم العلاقـۃ بين الإلـﮧ ڪخالق وبين الإنسان ڪمخلوق ڪما تفعل
معظم الأديان الأخرى ، فقد قام رسول اللـﮧِ في الإسلام محمد بن عبداللـﮧ منذ بدايـۃ نزول الوحي ( القرآن الكريم )
بتأسيس المسلمين بشكل جماعـۃ برزت منذ أيام الاضطهاد المڪي لتتطور إلى مجتمع وما يشابـﮧ الدولـۃ في
المدينـۃ المنورة , وهناك في المدينـۃ تتابع نزول الوحي منظما علاقات الأفراد المسلمين( مهاجرين وأنصار ) بين
بعضهم ومع أفراد الأديان الأخرى ( اليهود في المدينـۃ ) ، وڪل هذا يجعل من الإسلام دينا جماعيا بامتياز حتى أن
عباداتـﮧ بمجملها تقوم على فكرة الجماعـۃ والتضامن في المجتمع ، إضافة إلى تحديد علاقـۃ الإنسان مع الخالق
والطبيعـۃ ، مما يجعله دينا ذا جانبين : روحي ديني ، واجتماعي سياسي .



تختلف وجهات النظر التي تحاول شرح وتفسير التاريخ الإسلامي بڪل تعقيداتـﮧ وزخمـﮧ بالأحداث والثورات
والقلاقل ، حسب الخلفيات الإيديولوجيـۃالتي يتبناها المحللون والأدوات التحليليـۃ التي يستخدمونها ,
في العصر الحديث بعد ما يسمى بعصر الصحوڪـۃ انت هناڪ توجهات واضحـۃ من قبل المؤرخين المعروفين
بالقوميين لتفسير التاريخ الإسلاميعلى أنه تاريخ عربي محض ، في ذات الحين نرى أيضا مؤرخين شيوعيّين
يميلون لرؤيـۃ التجاذبات السياسيـۃ والعسڪريـۃ في مجمل التاريخالإسلامي بوجهـۃ نظر مارڪسيـۃ تغلب
العوامل الاقتصاديـۃ والصراع الطبقي فوق ڪل اعتبار آخر ، أما المؤرخون العلمانيون فڪانوا يحاولون جهدهم
لمنع إدخال العامل الديني ضمن تفسير الأحداث وڪانت جهودهم تترڪز على إعادة استڪشاف ما يدعى
بالتاريخ الجاهلي باعتبار أن بذور النهضـۃ العربيـۃ بدأت في ذلك العصر وما الإسلام إلا بذرة التطور في الفكر
العربي . [ بحاجـۃ لمصدر ]بين ڪل ذلڪ الاختلاف على تفسير الأحداث بقي المؤرخون ذوو التوجـﮧ الإسلامي
يناضلون لإثبات تفرد الإسلام ڪدين أحدث ثورة اجتماعيـۃ وحضاريـۃ منحت العرب دولتهم وحضارتهم وهذه
حقيقـۃ لا جدال فيها ويؤڪدون على تسامح الإسلام ووصول العديد من الأعراق الإسلاميـۃ الأخرى إلى
سدة الحڪم , ڪما يؤڪد هؤلاء المؤرخون على أن بعثـۃ النبي محمد بن عبدالله ڪانت نقطـۃ فارقـۃ أحدثت
انقلابا في تاريخ المنطقة ڪڪل بشكل خاص و العالم بشڪل عام .لڪن نقطة الضعف الأساسيـۃ أنهم
يقدمون بعد ذلڪ توصيفا للأحداث بدون تفسيرها فبعض السنـۃ تؤڪد على عدم الخوض في تفاصيل أحداث
فتنـۃ مقتل الخليفـۃ الثالث عثمان بن عفان والخلاف بين معاويـۃ بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب باعتبار
الإثنين من الصحابـۃ وڪلاهما مغفور لهما ، أما الفريق الآخر من أهل السنـۃ والجماعـۃ فيؤڪد خطأ معاويـۃ
في الخروج على علي ويثبتون أحقيـۃ علي بدلالـۃ انتخابـﮧ وبيعتـﮧ . على الطرف الآخر النقيض يقف الشيعـۃ
موقفهم المعروف من دعم علي وآل بيته في خلافـۃ المؤمنين بتقرير رسول اللـﮧِ محمد بن عبداللـﮧ ، جاعلين
الخلافـۃ شأنا شرعيا بخلاف نظريـۃ السنـۃ التي تجعل الخلافـۃ أمرا سياسيا يتفق عليـﮧ المسلمون
وينعقد بالبيعـۃ , يمڪن تصنيف العوامل التي تلعب دورا رئيسيا حسب تفسير عبدالعزيز الدوري إلى :
عوامل عقائديـﮧ : تلعب فيها أمور الدين والعقائد دورا أساسيا ،
عوامل ثقافيـۃ : فالثقافات والعادات المختلفـۃ سواء الموجودة مسبقا عند العرب مما يدعى بالعادات
القبليـۃ والبدويـۃ أو العادات التي صادفوها عندانتشارهم في الأقاليم المجاورة مثل الموروث الفارسي
والڪسروي والموروث الروماني واليوناني ،
عوامل حضاريـۃ فلسفيـۃ : تشڪل مجموع العلوم والفلسفات التي تلقاها المسلمون عند اختلاطهم
بالشعوب الأخرى وهي أساسا : الفلسفات الهنديـۃ والفارسيـۃ واليونانيـۃ ،
عوامل اقتصاديـۃ : فالمال والثروة طالما ڪانت ذات دور رئيسي في الڪثير من الحروب والنزاعات التي
رسمت تاريخ الجنس البشري .
يعتمد عابد الجابري تصنيفا مشابها في ڪتابـﮧ العقل السياسي العربي : حيث يقوم بدراسـۃ التاريخ
الإسلامي حسب محاور ثلاثـۃ : ( العقيدة ، القبيلـۃ ، الغنيمـۃ ) ڪما يدخل أيضا المدخلات الغريبـۃ من
عادات حڪم وتقاليد فارسيـۃ ويونانيـۃ رومانيـۃ .



ڪانت الجزيرة العربيـۃ قبل ظهور الإسلام مجموعـۃ من الأعراب ( البدو الرحل ) أو المدنيين ( أهل القرى
وسكان المدن الصغيرة ) ينتظمون في قبائلويعتبر الولاء للقبيلـۃ وتحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع
العربي ( البدوي بشڪل غالب ) ( مفهوم العصبيـۃ ) , ڪانت الغالبيـۃ العظمى تدينبالوثنيـۃ إضافة لأقليات
يهوديـۃ ومسيحيـۃ وڪانت مڪـۃ مرڪزا دينيا يؤمـﮧ العرب من ڪل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي
بناه إبراهيم , في هذا الجو ظهر محمد ليجهر بالإسلام ، وڪان أهم تأثير سياسي للإسلام أنـﮧ استطاع إقامـۃ
دولـۃ في المدينـۃ المنورة يسودها تشريع يحڪم الجميع ، ووثائق ومعاهدات مع الأقليـۃ اليهوديـۃ التي ڪانت
تسڪن المدينـۃ , لاحقا استطاع المسلمون هزم المشرڪين في عدة معارڪ وفتحت مڪـۃقبل وفاة رسول
اللـﮧِ - صلى اللـﮧِ عليـﮧ وسلم - بعامين فحطمت أوثان العرب التي ڪانت موجودة في الڪعبـۃ وأعلن التوحيد .
التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يڪن دينيا روحيا فقط بل ڪان أيضا اجتماعيا سياسيا ، فالجزيرة العربيـۃ
ڪلها دخلت في عقيدة واحدة وأصبح لها ڪيان واحد وقبلـۃ واحدة وإلـﮧ واحد هو اللـﮧِ . في حين ضعفت
العصبيات القبليـۃ والمطامع الماديـۃ في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق
المسلمون انتصارات مهمـۃ لإسقاط دولـۃ الساسانيين وفتح بلاد الشام .

Fermandar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس