و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله بخير و في أفضل حال , و أنت كيف حالك؟
بداية أشكرك و كل الأعضاء الذين سبقوا بالرد علي كلماتهم الرائعه ونقاشهم المفيد و قد
قرأت أغلب الردود كلها تقريبا و منهم من ذكر ما كنت أود إلقاء بعض الضوء عليه
ألا و هو الطرف الآخر
فكلنا نعلم أن أطفال الشوراع أو الغير شرعيين أو أصحاب السلوك السيء الفاقدون لأهليهم
لأي علة كانت فالعبرة أنهم في النهاية واحد , كلنا نعلم أنهم أصحاب سلوك سيء
وهذا علي غالبيتهم , ولا أقول أنهم هم السبب بل السبب أولا و اخيرا علي أهلهم ثم علي المجتمع
أنا كأم لأطفال لن أقبل بصديق منهم لأبنائي , ستقول لما ؟
سأقول لأنه من الأساس سيء التربية فليس له والد يربيه أو أم تعلمه وتحتويه
والمجتمع العربي ينفض يده من غبار هؤلاء الأطفال تماما
ربما أشارك مجتمعي في مد يد العون لهم بالمال أو بالتعليم إن كنت صاحبة علم في أي أمر
لكن هذا سيقتصر علي الأماكن التي تعتني بتربيتهم - هذا إن وجدت -
أما أن أجعل إبن لي أو أخ أصغر يقيم علاقة صداقة مثلا مع أي منهم فهذا لن أقبله علي الراجح
أنا أكلمك من الواقع و ليس من باب التنظير الذي إعتدناه
أن نقول علينا مساعدتهم ومد يد العون لهم و كذا و كذا و كذا لكن واقعنا شيء مختلف تماما
ربما أمد أنا كشخص بالغ يد مساعدة لكن سأجعلها لا تتطرق و لا تصل لأبنائي
و هذا يذكرني بمشروع أخبرتني عنه فتاه في الثامنة عشر من عمرها
في جمعية خيريه تكفل الأطفال الذين لا أهل لهم
ثم أقامت مشروع للشباب من سن الجامعة إلي ما تحت منه
وكان يتلخص فيما يلي:
أن يتكفل كل شاب أو فتاة بطفل او طفلة ما بين عمر عامين إلي السادسة أعوام
كأنه أخ له و يكتب أوراق تدل علي ذلك و يمكنه إصطحابه للمنزل بإذن من الدار المسئولة
و يزوره و يلعب معه و ما إلي ذلك
أنا كنت ضد هذا المشروع تماما عندما سمعت به و لذلك أسباب
أهمها : أن هذا الطفل سيكبر و هم يقولون له هذا أخيك و سينشيء علي ذلك
و في نفس الوقت الشباب في مرحلة الثانوية و الجامعه يكونون في مرحلة نضج و منها إلي صعاب الحياة
فكم من شاب غادر بلده لأجل عمل في بلد آخر و كم من شاب تغير كثيرا عندما اصطدم بسوق العمل
ورظهرت له أمور غيرت في شخصيته و شكلت كثيرا من نفسيته و تصرفاته
هذا ناهيك عن الفتيات و مصيرهن إلي الزواج الذي قد يأتي في أغلب الأحيان في مكان بعيد
عن مكان نشأة الفتاة , و الذي يصبح تغيرا جذريا في حياة الفتاة
بين كل هذه الأمور أين سيكون مكان هذا الطفل الذي تربي و كبر علي أن له أخا ؟!!!
ما هو شعوره عندما يفارقه هذا الأخ أو هذه الأخت منشغلا عنه بحياته الخاصة؟
و سواء رضينا أم لم نرضي فالكثير الكثير من الشباب و الفتايات قد اقدم علي هذه الخطوة بمشاعر و عواطف
فترة المراهقة و التي تكون الشخصية فيها غير مستقرة و المستقبل مبهم نوعا ما
هنا أنا أفكر في الطفل أكثر مما أفكر في الشاب أو الفتاة
فلما لا نكتفي بزيارتهم و اللعب معهم و مساعدتهم بكافة ما نستطيع
أما أن نربي الطفل علي أخوة وهمية فهذا ما أنا ضده
و لكن إن صدر هذا من أب رب أسرة عاقل واعي و صاحب حياة مستقرة فالأمر يختلف
لنفس الأسباب التي ذكرتها آنفا فهو لا يصدق في حقه كل السلبيات في حق الشباب.
الأمر أظنه كبير حقا و يعد قنبلة في كل بلادنا
و يحتاج جهد الفرد و المجتمع حتى نصل إلى اليوم الذي لا نخشى علي أبنائنا
فيه من صحبة هؤلاء الأطفال
أطلت عليك و معذرة أن كلامي غير مرتب نوعا ما
تحياتي لك