. . . . . .
التمسُّك بالصدق في القول والعمل دِعامة ركينة في خُلُق المسلم،
ومن ثَمَّ كان بناء المجتمع الإسلامي قائمًا على محاربة الكذب، والنهي عن الظنون، ونبذ الإشاعات.
إن رذيلة الكذب تُنْبِئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها، وعن اندفاعه إلى الشرِّ
عن هوى في النفس وضعف في الرجولة، فإنه لا عذر لمن يتَّخذون الكذب
خُلُقًا أو يعيشون على خديعة الناس.
والكذب ينافي الإيمان؛ فقد سُئِل الرسول أيكون المؤمن كذّابًا،
قال: "لاَ". وكُلَّما اتَّسع نطاق الضرر إثر كذبة يُشيعها أفَّاق جريء كان الوزر عند الله أعظم،.
ومن ضروب الكذب -الفاحشة في حقيقتها، الوخيمة في عاقبتها- الكذب على دين الله،
والنسبة إليه أو إلى الرسول ما لم يَقُلْهُ؛ فإنَّ هذا من أقبح المنكرات،
قال رسول الله "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"
لذلك نجد الإسلام يوصي بأن تُغْرَس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال؛
حتى يَشِبُّوا عليها وقد أَلِفُوها في أقوالهم وأحوالهم كلها،.
لقد كان يؤكِّد على الأُمَّهات والآباء أن يُنشئوا أولادَهم تنشئة يقدِّسون فيها الصدق، ويتنزَّهون عن الكذب،
ولو أنه تجاوز عن هذه الأمور وحسبها من التوافه الهيِّنة؛ لخشي
أن يكبر الأطفال وهم يعبرون الكذب ذنبًا صغيرًا وهو عند الله عظيم.
.
من نماذج الصدق
الصدق في التجارة وهو أمر بالغ الأهميَّة، وطريق إلى البركة، فإن من المشترين
من يُقْبِل على الباعة وهم قليلو الخبرة، سريعو التصديق لِمَا يقال لهم،
فمن الإيمان ألاَّ تستغل سذاجتهم في كسب مضاعف، أو تغطية عيب .
كما أن الحيف في الشهادة من أشنع الكذب، فعلى المسلم
أن يقول الحقَّ -مهما كان- دون ميلِ قرابةٍ أو عصبيَّة،
ولا تَزْيِيغَه رغبة أو رهبة؛ وتزكية المرشَّحين للمناصب العامَّة نوع من الشهادة
ينبغي ألاَّ يخالطه كذب أو زور؛ فإن التزوير كذب كثيف الظلمات، لا يكتم الحقَّ فحسب،
بل يمحقه ليثبت مكانه الباطل، وكما أنه خطير على الأفراد في القضايا الخاصَّة؛
فإن خطره يشتدُّ على الأُمَم في القضايا العامَّة، ومهما هجس في النفس
من مخاوف -إذا قيل الحقُّ- فالأجدر بالمسلم أن يتشجَّع، وأن يتحرج من لوثاتِ الكذب.
من الفضائل التي يتحلى بها المسلم:الصبر واحتمال الاذى في ذات الله تعالى.
والصبر هو: حبس النفس على ما تكرهه او احتمال المكروه بالرضا و التسليم .
وفي الصبر احتمال الأذى وكظم الغيظ والعفو عن الناس ومخالفة الهوى وترك الأشرار والبطر.
والمسلم يحبس نفسه على ما تكرهه من عبادة الله وطاعته و لا يغفل عن الله و لا يتكاسل
عن تحقيق الاداب والسنن ،فيلازم الصبر و يحبس نفسه عن معاصي الله عز وجل
وعن البلاء اذا نزل بها فلا يتركها تغضب او تسخط، ويعلم ان اقدار الله جارية وقضاءه
عدل و حكمه نافذ لان مع الصبر الاجر ومع الجزع الاثم
.
قال الحجاج :"اقدعوا هذه النفوس فانها طلعة الى كل سوء فرحم الله امرءا جعل
لنفسه خطاما و زماما فقادها بخطامها الى طاعة الله وصرفها بزمامها عن معاصي الله ،فان
الصبر عن محارم الله ايسر من الصبر على عذابه ".
فضل الصبر.
فاذا كان البلاء خير فاعلم ان الصبر عليه باب من ابواب السعادة وانه من اعلى المقامات
وان سنده اليقين .قال ابو الدرداء رضي الله عنه :ذروة الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر .
وبما ان الصبر رمز الايمان والصابر مؤمن قوي لان الصبر لا يقوى عليه الا اقوياء الايمان
فالمسلم يتوسل الى الله تعالى ان يرزقه الصبر، بذكره ما ورد في القران الكريم بما جمع الله
عز وجل للصابرين من : هدى ورحمة و صلوات
فقال سبحانه : { وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله ، وانا اليه راجعون }
" فجزاء الصبر عند الله مطلق بلا حساب
والاحاديث في فضائل الصبر كثيرة :
قال صلى الله عليه وسلم ان اعظم الجزاء مع عظم البلاء و ان الله تعالى اذا احب
قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط )رواه الترمذي وابن ماجة .
وقال عليه افضل الصلوات من يرد الله به خيرا يصب منه ) رواه البخاري .
وقال إن الصبر ضياء ) رواه البخاري .
احتمال الاذى فهو اشق من الصبر وهو خلق الصديقين ونهج الانبياء .
وان يؤذى المسلم في ذات الله فيصبر ويتحمل ولا ينتقم او يتاثرلشخصيته
ما دام ذلك في سبيل الله ، و مؤديا الى مرضاة الله، وقدوته في ذلك المرسلون
والصالحون، الذين نالوا به عز الدنيا والاخرة .
. . . .
[ منقول من عدةة كتب وموآقع ]
ختآما
أسال الله أن تكونوا استفدتم من الموضوع الذي قدمته
وأن يجعلنا الله من الذين قال لهم قوموا مغفور لككم
وأن يرزقنآ الفردوس الأعلى وجميع المسلمين