عاشق جديد
رقـم العضويــة: 481391
تاريخ التسجيل: Oct 2018
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:

المشـــاركـات: 15
نقـــاط الخبـرة: 12
|
رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●
استغل فرصة عودة الشبكة لاقوم بنقل مجموعة من المراجعات القديمة لغرض حفضها ولربما تقوم باحياء النقاش...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zinova

ذئب السهوب
هي رواية مشهورة للاديب والشاعر الالماني "هرمان هسه" , الحائز على نوبل ... الرواية على شكل مذكرات عنونها صاحبها ب "مدونات هاري هللر ((للمجانين فقط))" والتي سيقدمها لنا احد الشخصيات التي كانت على مقربة منه , و هو ايضا قريب صاحبة البيت الذي كان البطل يأجره .
تتخذ الرواية اسلوبا شبيها بالذي سلكه دوستويفسكي بروايته "في قبوي" حيث الجزء الاول منها شبه خال من الاحداث فهو فقط يوثق حوارات البطل الداخلية وعاداته اليومية , اما الجزء الثاني فيمكن القول انه عرف سلسلة من الاحداث والتطورات غلب عليها طابع سرياليي وغريب , خاصة القسم الاخير منها.
البطل هو شخص مثقف سلك حياة العزلة والوحدة , حيث hجر شقة ب أحد منازل الطبقة المتوسطة "لأنني طالما كرهت ومقت ولعنت أكثر من أي شيء اخر هذه القناعة , هذه الصحة التامة والراحة , والتفاؤل الذي تحرص الطبقات المتوسطة على الحفاظ عليه , وهذا النسل من الأناس العاديين , السمينين والمزدهرين ...الا أني أحب هذا التقاطع ما بين حياتي الفوضوية تماما , المنهكة , , الناضبة من الحب , والموحشة , وهذه الحياة العائلية على طريقة الطبقة الوسطى ... ثمة شيء فيه يؤثر بي على الرغم من كرهي لكل ما يمثله ."
يعتقد هاري انه مكون من روحين او شخصين : هاري الانسان وهاري ذئب السهوب . وكلاهما يعيشان في حالة من الصراع الدائم, لكن يحدث انه في بعض الاحيان , ولو لمدة قصيرة ان يكونا على وفاق وحينها فقط ينعم هاري براحة من البال وصفاء للذهن ينسيه كل ما قاساه خلال عقود .و على الرغم من ان هللر كان يعيش حياة مظطربة متقلبة الا انها كانت على الاقل محتملة : " ولكن في الاجمال , لم يكن بالظبط يوما بهيجا كثيرا .كلا بل لم يكن حتى يوما يسطع بالسعادة والفرح , وبالاحرى كان مجرد أحد تلك الايام التي أضحت منذ زمن طويل من نصيبي ; أيام رجل ساخط في منتصف عمره , فاترة , مقبولة ومحتملة بشكل تام , وسارة باعتدال ; أيام بلا الام خاصة , بلا هموم خاصة ,بلا قلق معين , بلا يأس , أيام يجب التساؤل حولها , بانفعال او قلق , بصورة هادئة ونبرة اعتيادية , ان لم يحن الوقت لأحذو حذو ((أدالبرت شتينتد)) ويقع لي حادث مميت أثناء حلاقة ذقني ." وهكذا يقضي أيامه حتى يسلمه ذلك البائع المتجول كتاب بعنوان "أطروحة في ذئب السهوب. ليس للجميع" ولعل هذا الحدث هو الاهم بالجزء الاول , او ما يمكن تسميته حدثا بهذا الجزء . فمن هنا تبدأ الغرابة والسريالية , فالكتاب عبارة عن تحليل عميق لشخصية هاري و أفكاره , وكأن صاحب هذا التحليل يعرفه اكثر من نفسه ... حيث اتخذت هذه الدراسة من هاري هللر نموذجا لتحليل ظاهرة من سماهم صاحب الاطروحة ب (( الانتحاريين)) وهو لا يقصد الدواعش هنا بل فئة خاصة وفريدة , يعيش معظمها حياتهم دون ان يمسو انفسهم بأذي مميت ... ودعوني اقتبس لكم بعضا مما جاء بهذه الدراسة التي اعتبرها افضل ما جاء بالرواية ,فالكاتب أبان على مقدرة تحليلية نفسية وفسلفية مذهلة .
" .... ان هناك عددا كبير من الناس من أشباه هاري . و العديد من الفنانين بوجه خاص هم من الفئة نفسها. وينطوي كل من هؤلاء الأشخاص على وجودين . ففي داخلهم الله والشيطان , دماء الأم ودماء الأب , المقدرة على السعادة والمقدرة على التألم , وفي مثل هذه الحالة من العداء والتشابك كان الذئب والانسان داخل هاري. هؤلاء الرجال , الذين لا توفر لهم الحياة أي راحة , يعيشون أحيانا لحظات من السعادة النادرة باندفاع هائل وبجمال يعصى على الوصف , ورذاذ لحظات سعادتهم ينتشر عاليا وبشكل مذهل فوق بحر الامهم المترامي , حتى ان بريقه , الذي ينشر بهاءه, يلمس اخرين ايضا بسحره .وهكذا ترتفع كل تلك الاعمال الفنية , مثل زبد طاف , نفيس , فوق بحر الالام , يحلق فرد واحد وهو ينغمس فيها مدة ساعة من الزمن مرتفعا عاليا جدا فوق فدره الشخصي حتى ان سعادته تشرق كنجمة وتتبدى لكل من يراها كشيء سرمدي وكأنه حلمه الخاص بالسعادة . كل هؤلاء الرجال, مهما كانت انجازاتهم او اعمالهم , ليست لديهم حياة حقيقية , أي أن حياتهم هي بلا وجود ولا شكل لها . وهم ليسوا أبطالا , او فنانين , او مفكرين كما يغضو غيرهم قضاة , او أطباءا , و حذائين او معلمين . ان حياتهم تتألف من حركة مد وجزر مستمرة , تعيسة يمزقها الألم الرهيب المتعالي والعبثي ..... وقد تبدت لؤهلاء الفكرة اليائسة والرهيبة التي مفادها ان كامل الحياة الانسانية ربما ليست اكثر من نكتة سخيفة , اجهاض مشؤوم , عنيف , للأم الأولية , وكارثة طبيعية , مغمة وهمجية . ولكن تبدت لهم أيضا فكرة أخرى تقول ان الانسان قد لا يكون فقط حيوانا نصف عاقل وانما طفل للالهة وأن الخلود هو قدره . "
"وأحد جوانب ذئب السهوب انه جواس الليل. والصباح هو أسوأ وقت بالنسبة اليه من النهار وهو يخشاه ولا يجلب له ابدا أي خير , فلم يحدث قط في صباح حياته أن كان مستبشرا أو قام بأي عمل مفيد قبل منتصف النهار , ولا استلهم أي فكرة جيدة , ولاتسبب في أي متعة لنفسه أو لغيره . وشيئا فشيا خلال فترة بعد الظهر يأخذ الدفء يسري في أوصاله وتدب الحياة فيه , ولا يغدو منتجا , ونشطا , وأيضا , أحيانا , متقدا بالفرح , الا مع اقتراب المساء , وفي يامه السعيدة . وتقترن بهذا حاجته الى العزلة والاستقلال . "
"من العلامات الاخرى انه كان من فئة الانتحاريين. وهنا يجب أن أقول انه من الخطأ حصر الانتحاريين بأولئك الذين ينتحرون بالمعني الحرفي للكلمة . في الحقيقة ان من بينهم عديدين انتحاريين بمعنى ما وبالمصادفة وليس للانتحار في وجودهم مكان ضروري . وبين الأناس العاديين هناك العديد من أصحاب الشخصية الضعيفة ولم يترك القدر عليهم أي بصمة عميقة . الذين وجدوا ن نهايتهم في الانتحار بدون أن ينتموا الى نمط الانتحاريين بالنزعة , في حين أن , من ناحية أخرى , من بين الذين يعتبرون انتحاريين من عمق أعماق طبيعتهم كثيرين , وربما الأغلبية , لا يمسون أنفسهم بأي أذى في الحقيقة .... ان ما يميز الانتحاري هو أنه يشعر , أمحقا كان أم مخطئا, ان ذاته (أناه) هي جرثومة الطبيعة الخطرة الى أقصى حد , والمريبة , والمدانة , وأنه دائما يرى نفسه عرضة لخطر هائل , وكأنه يقف وهو بالكاد يجد موطئ قدم على قمة جرف شديد الانحدار , حيث تكفي دفعة صغيرة من الخارج , او برهة ضعف من الداخل كي تطيح به الى الهوة . ان خط القدر في حالة هؤلاء البشر يحددها ايمانهم بأن الانتحار هو الاسلوب الاكثر احتمالا لموتهم . ولعل من المسلم به أن مثل هذه الأمزجة , التي تتبدى عادة في مرحلة الشباب المبكر وتلح عليهم على امتداد حياتهم , تكشف عن نقص فريد في الطاقة الحيوية . الا ان العكس هو الصحيح , فبين ((الانتحاريين)) يوجد ذوو طبائع متماسكة ومتشوفة وأيضا شجاعة بشكل فائق للعادة . ولكن كما أن هناك من يصابون بالحمى لدى أقل انحراف من الصحة , ثمة ايضا اولئك الذين نسميهم بالانتحاريين وهم دائما متوثبو المشاعر ومرهفو الحس , ولدى تعرضهم لأقل صدمة يفكرون بالانتحار ."
"ينبغي ألا نفاجأ اذ نرى انسانا بذكاء وثقافة هاري , يعتبر نفسه ذئب سهوب ويحجم نظام حياته الغني والمعقد الى صيغة غاية في البسااطة , والبدائية , والسذاجة . ان الانسان عاجز عن الارتقاء بالفكر عاليا , وحتى أشد الرجال روحانية وعلوا في الثقافة , يرى عادة العالم ونفسه من خلال صيغ مضللة وتبسيطات خرقاء _ وخاصة نفسه . اذ يبدو أن كل انسان بحاجة ملحة وفطرية الى اعتبار نفسه وحدة واحدة . ومهما تكرر تهشيم هذا الوهم وكان ذلك موجعا , فانه دائما يعود فيلتئم . والقاضي الذي يطل من فوق مجلسه على القاتل ويحدق الى وجهه , ويتعرف برهة من الزمن على كل مشاعر وامكانات واحتمالات القاتل داخل روحه هو ويسمع صوت القاتل وكأنه هو يعود في اللحظة التالية واحدا لا يتجزأ بوصفه قاضيا , ويهرع متراجعا الى قوقعة ذاته المثقفة ويؤدي واجبه ويحكم على القاتل بالموت . فاذا ما انتاب الشك ذوي القدرات الخارقة , والتصورات المرهفة بشكل خارق في كيانهم المتعدد الجوانب , بحيث أنهم , وكما يحدث مع كل العباقرة , يخترقون وهم وحدة الشخصية ويدركون ان الذات مؤلفة من حزمة من الذوات , ويكفي أن يقولوا هذا حتى تعمد الاغلبية وعلى الفور الى حبسهم بالقفل والمفتاح , وتطلب مساعدة العلم , وتثبت وجود انفصام في الشخصية , وتحمي الانسانية من ضرورة سماع صرخة الحقيقة المنبعثة من بين شفاه هؤلاء التعساء ..... وفي الأدب أيضا حتى في اشد انجازاته غنى , نعثر على هذا الهم المألوف عند الشخصيات الروائية مجتمعة ومنفردة . ومن بين كل فروع الابداع الادبي الذي أنتج حتى يومنا هذا هذا ظلت الدراما هي الشكل لأعلى تقديرا من الكتاب والنقاد , وهم على حق , بما أنها تقدم (أو قد تقدم ) الاحتمالات الأعظم لاظهار الذات كهوية متعددة الجوانب , ولكن فقط أمام الوهم البصري , الذي يجعلنا نصدق أن شخصيات المسرحية هي هويات أحادية الجانب بايداع يجعلنا نصدق أن كل منها في جسد رائع , منفرد , منفصل وبشكل نهائي ."
بعد أن قرأ البطل هذه الاطروحة والتي وجدها مصيبة بشكل مرعب تقريبا في كل ما قالته , انهار هاري تماما وتبددت كل تلك الاوهام التي جعلت أيامه الرتيبة تلك محتملة , وانقض عليه الالم وبدأ ينهش في كل جزء من روحه المظطربة "أما كان مقدرا لي أن أعايش كل هذا من جديد؟ كل هذا العذاب, كل هذه الحاجة الملحة , كل هذه النظرات الخاطفة الى حقارة ذاتي وتفاهتها , والخوف المريع من أن أستسلم , والخوف من الموت . أما كان من الأفضل والاشد بساطة أن أمنع تكرار الكثير من الالام وأن أغادر مسرح الأحداث ؟ حتما لكان أشد بساطة وأفضل .
وقرر انه لم يبقى له الا موسى الحلاقة كي ينهي هذه المعاناة : "وقرار موتي لم يكن نزوة وليدة ساعة , بل كان ثمرة ناضجة , متينة نمت ببطء حتى اكتمل حجمها , هدهدتها رياح القدر بخفة وكانت تكفي هبة واحدة لكي تسقطها الى الأرض ."
ومن هنا يبدأ القسم الثاني من الرواية والذي في رأيي لم يكن الى تمثيلا لأطروحة ذئب السهوب في شخوص حية وأحداث من وحي الواقع ....
"اه , ما أصعب العثور على هذا الأثر القدسي وسط هذه الحياة التي نعيشها , في هذا العصر الممل المخبول من العمى الروحي , بطرازه المعماري , وأعماله التجارية , وسياسته , ورجاله! كيف يمكن ألا أغدوا ذئبا متوحدا , وناسكا غريب الأطوار , وأنا لا أشاطره حتى هدفا واحدا من أهدافه , ولا أفهم متعة واحدة من متعه ؟ انني اعجز عن المكوث طويلا في دار للمسرح والسينما . ولا أستطيع ان أحتمل قراءة صحيفة . لا أكاد أقرأ أي موقف مؤلف حديث . انني لا أستطيع أن أفهم المتع والمسرات التي تدفع الناس الى أن يتزاحموا في محطات سكك الحديد والفنادق , وأن يحتشدوا في المقاهي المزدحمة حتى اخرها والتي تضج بموسيقى متطفلة خانقة , وفي الحانات وفي مرابع التسلية المتنوعة ...."
"ما أشد حماقة المرءاذ يرهق نفسه عبثا توقا الى الدفء! ان العزلة استقلال . ولطالما كانت منيتي وقد بلغتها مع مرور السنين . لقد كانت باردة . أوه , ما أشد برودتها ! لكنها أيظا ساكنة بشكل رائع ومترامية الارجاء مثل سكون الفضاء البارد الذي تدور فيه النجوم في أفلاكها ."
"فكما أرتدي ملابسي وأخرج لأقوم بزيارة الاستاذ وأتبادل بضع عبارات التملق الكاذبة الى حد ما معه , دون أية رغبة حقيقية في ذلك , كذلك الامر مع أغلبية البشر يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة في حياتهم اليومية وفي شؤونهم. وبلا اي رغبة من جانبهم , يؤدون الزيارات وينخرطون في أحاديث, ويمضون أوقات عملهم جلوسا على طاولات مكاتب او كراس , وكل ذلك اجباري , الي وضد الفطرة ... والحق ان هذا الالية التي تمنعهم من أن يكونوا مثلي , نقاد حياتهم الخاصة ومن ان يتعرفوا عى حماقتهم وسطحيتهم , وعلى مأساة حياتهم العبثية وعقمها التي يعيشون , وعلى الغموض الهائل الذي يكشر هازئا بكل هذا . وهم على حق , على حق ألف مرة بعيشهم على هذا النمط يؤدون أدوارهم التمثيلية وينهمكون في أداء أعمالهم , بدل أن يقاوموا الالة الرهيبة ويحدقوا الى الفراغ كما أفعل أنا الذي خرجت عن الخط المرسوم . "
من حوار هاري هللر مع الشاعر الكبير غوته في الحلم :
"لقد ميزت , يا يوهان فون غوته , بوضوح وشعرت , ككل العظماء , بلغز الحياة الانسانية وعبثها , بلحظات سموها التي تعود لتغوص الى درك البؤس , واستحالة ارتفاعها الى ذروة شعور مؤاتية واحدة الا بعد دفع ثمنها أياما عديدة من الرضوخ لاستعباد الكد اليومي ; ومن بعده الاشتياق المتقد لعالم الروح في حربها الأبدية المبيدة مع الحب المقدس الذي لا يقل اتقادا لبراءة الطبيعة الضائعة , وكل الحيرة المخيفة وسط الخواء والضياع , هذا الشجب للزائل الذي لا يمكن ان يغدو فعالا , التجريبي دائما , والمؤقت; باختصار , الفقدان التام للهدف المحكوم به الوضع الانساني - حتى درجة اليأس المهلك . لقد عرفت هذا كله , نعم وتحدثت بالقدر نفسه وكررت القول , غير أنك كرست حياتك بأكملها للتبشير بعكسه مناديا بالايمان وبالتفاؤل وناشرا أمامك وأمام الاخرين وهما مفاده أن لكفاحنا الروحي مغزى ما , وأنه باق . لقد صممت أذنيك دون أولئك الذين سبروا الاعماق وخنقت الأصوات التي جهرت بحقيقة اليأس , ليس فقط داخلك أنت , بل أيضا داخل ((كلايست)) وبتهوفن . ومرت السنون وبعدها سنين وأنت تقيم في فايمار تكدس المعرفة وتجمع الأشياء , تكتب الرسائل وتجمعها , وكأنك أسست خلال سنين شيخوختك السبيل الحقيقي لاكتشاف الأبدي في اللحظي , وان كل ما فعلته هو أنك حنطته , ولاضفاء الروحي على الطبيعة وان كل ما فعلته هو أنك أخفيتها تحت قناع جميل , ولهذا ترانا نتهمك بالنفاق ."
"والحقيقة البغيضة كانت ما يلي : كنت أرتعب من أن أحز عنقي رعبا سحق قلبي . فقد كان خوفي عنيفا وعضالا وكأني أوفر الناس صحة وكأن حياتي جنة . وأدركت حقيقة وضعي بتهور وبدون أي وهم . أدركت أن التوتر الذي لا يطاق المتولد عن عجزي عن أن أحيا وعجزي عن أن أموت هو الذي جعل الفتاة المجهولة , الراقصة الجميلة في "النسر الأسود" , مهمة بالنسبة الي . "
"ان احساسي بالذنب لا يتعدى كون أما حملت بي . انني محكوم علي بالعيش . انني مضظر الى أن أنتمي الى أمة , وأن أكون جنديا , وأن أقتل , وأن أدفع ضرائب على الأعتدة الحربية . والان في هذه اللحظة أعادني شعوري بذنب كوني حيا مرة اخرى الى ضرورة قتل الناس كما فعل بي في زمن الحرب . وهذه المرة أنا لا أشعر بأي اشمئزاز . لقد تكيفت مع الشعور بالذنب . ولا اعتراض لدي على أن يدمر هذا العالم المحتقن الأحمق عن اخره .ويسعدني أن أمد يد العون في ذلك ويسعدني أن أفنى معه . "
|
|