كيف يتسرب الملل إلى نفسك

السلام عليكم

قرأت أخيرا موضوعا لأحد الأعضاء يشكو من الملل في منتداه الذي اختاره طواعية وارتأيت بعد أن كتبت ردا سريعا حول الموضوع أن أتطرق لمشكلة الملل عند الكثيرين متمنا من الجميع أن يدلي بدلوه فيما يراه
أنا شخص ممل هكذا ينطق بعضنا أحيانا في نفسه شهادة:
فإذا كنت تعتقد ذلك فاعلم أن رؤاك تلك هي من تمنعك من التحدث إلى الآخرين.
من الأكيد أنك بارع في الحديث وبصورة طبيعية إلى حد ما مع أصدقائك وأقاربك المقربين ذلك لأن ثقتك في نفسك والألفة الناتجة عن تخطي الحساسيات بفعل وضوح الأقنعة تجعلك مفعما بالثقة
فالمشكلة إذا في عدم ثقتك بنفسك عندما تجدها أمام غير من ألفت قربهم وخوفك من اكتشاف نقاط ضعف تحاول إخفاءها حتى لا تظهر بمظهر الممل الروتيني أو الرُّتابي
وهذا الشعور أو الإحساس إعتقاد خاطئ قد يقيد حركة شعورك فيُخْرِس لسانك مما قد يؤدي لفعلية مللك وتشاؤمك وما أنت سوى رجل سوي يركن للترَّهات
لو راقبنا مواضيع الأعضاء وما يريدون توصيله بتمعن وإدراك لوجدت أن كل المواضيع تتحدث عن شيء من اهتماماتك والسؤال الواجب طرحه حينها على نفسك:
هل فعلا لدي اهتمامات تصب في المواضيع أم إن حياتي فارغة جوفاء بالمرة؟؟
فبداية بناء إهتمامات معينة ستجد حتما أن الكثير من الأطروحات والمواضيع تحادثك لو أطلقت العنان لباطن روحك ولوجدت نفسك تخابر الناس بسلاسة موثوقة
لا أحد وُلد وهو يحمل معارف الدنيا لكن الله أوصانا بقوله تعالى: { .. إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم }
هب أن لديك اهتمامات قصوى وتخشى التحدث فيها فذلك معناه أن ليست لك مشكلة في الأصل وأن هروبك للتفاهات هو ردة فعل بشرية ضعيفة وأنك لا تريد علاجا لها والحقيقة أنك لو نبذت الخوف من نفسك وعوضته بالثقة التي منحك الله إياها في ذاتك فستجد نفسك في أتون المعرفة تنتقل من حسن إلى أحسن

وفق الله الجميع بالحسنى

وتحيات عبد العزيز