تنين أزرق

((الفصل الثاني ))

في هذه الأثناء كان التنين يفكر ويحدث نفسه :



(لما أيها القرد وضعتني بهذا الموقف؟)








وكان لابد للحاكم أن يتخذ القرار ،ويوقف هذه الفوضى ،فقال بصوت
عالٍ: (أنسيتم أن هذا احتفال ! كفوا عن الجدال ولنكمل الاحتفال)






،ثم التفت إلى القرد وقال بصوت منخفض:




( لا بأس إن لم ترد الكلام الآن .إني أثق بك)





نظر القرد للتنين ،فعرف أنه يخطط لشيء ما، وقال في نفسه :




(سامحني أيها الحاكم أنا لا أريد أن أخيب ظنك بي ،ولكن قطعت وعداً ،ويجب أن أفي به، وسوف أخبرك بكل شيء لاحقا).







وقبل أن ينتهي الاحتفال بقليل همس لتنين بأذن الغزال :




(أريد أن أُوكل إليك مهمة ،فانتظر ولا تغادر).





انتهى الاحتفال وغادر الجميع ،ولم يبقَ سوى التنين والغزال





التنين :




(أريد منك أن ترافب القرد دون أن يشعر ،ثم توافيني بتحركاته)





الغزال:


(سيدي ‘نه لشرف لي أن تثق بي ، ولكن القرد صديقي أرجوك أعفني من هذه المهمة)





ابتسم التنين وقال:


(أجل أنتما صديقان لهذا وقع اختياري عليك دون سواك ،وهذا أمر ويجب عليك تنفيده)

غادر الغزال بحزن وهو يقول:




(ماذا أفعل يا صديقي ؟إن لم أنفذ الأمر سأنال العقاب ،ماذا لوكنت مكاني ..كيف ستتصرف؟)









لم ينم القرد ذلك اليوم ،فقد كان ينتظر انصراف الحيوانات، وبداية بزوغ الفجر وعتمة الظلام ليذهب لعامر، وحين جاء الوقت المنتظر خرج القرد من بيته مسرعاً ،وفي الطريق كان الغزال يسير متجهاً لبيته ،إذ به يرى ظلاً مسرعاً في الظلام ! انتابه شعور بالخوف ،وقال:






(لمن هذا الظل ،ومن ذا الذي يسير في هذا الوقت المتأخر،فكل الحيوانات ذهبت لبيوتها؟)






ثم قام باللحاق بالظل .



كان القرد ينتقل من شجرة لأخرى ،ولم ينتبه أنه ملاحق من الغزال ؛ وصل القردإلى الكهف ،وكانت الشمس قد بدت بالطلوع ،دخل القرد إلى الكهف فوجد عامر متكىء إلى أحد جدران الكهف ،فدنى منه وقال:







(عامر استيقظ،فقد جئت كما وعدتك)






،فتح عامر عينيه وقال بفرح:

((شكرا لمجيئك ،فقد أعقدت بأنك ستتركني بهذا الكهف ،ولن تعود..أشكرك أشكرك كثيرا..

أرجوك أخرجني من هذا الكهف ،وهذه الغابة فقد كنت خائفاً طوال الليل ولا أدري كيف نمت))

القرد:




( آه لو تدري ماذا حصل لي بسببك؟ بات التنين يشك بي ، والحيوانات تتهمني ، والجميع يسأل عن سبب تأخري عن الاحتفال!)

عامر بخوف وقلق شديد:




(ماذا قلت لهم ؟)





القرد:




(لاتخف لست ممن يُعطي العهود ثم ينقُضها)





في هذه الأثناء كان الغزال يقف بأحد جوانب الكهف ،وقد سمع الحوار الذي دار بين عامر والقرد ،وقال في نفسه :





(أهذا ما كنت تخفيه ،لقد خرقت قانون الغابة بإخفاءك لهذا البشري )









لم يشعر كلاً من عامر أو القرد بأن في الكهف شخص آخر سواهما



،بعد ذلك استدار الغزال عائداً إلى الغابة ومتوجهاً لبيت التنين ليخبره بالخبر .







القرد:




(هيا يا عامر لنرحل من هذا الكهف ،ولنسلك طريق الجبال ،فهي آمنه ،ولا تسلكها الحيوانات كثيراً ؛ عليّ أن أجد طريقاً أخرجك به من الغابة )









في بيت التنين روى الغزال كل ما رآه وسمعه،غضب التنين غضباً شديداً،وقال :




(لماذا أيها القرد تخيب ظني بك ،لما آويت هذا البشري ،ألا تعلم قوانين الغابة؟).








ثم نظر إلى الغزال وقال:





(أيها الغزال نادي على الضباع ،وقل لهم أن الحاكم يريدكم في التو واللحظة)

الغزال:(أمرك سيدي)

خرج الغزال من بيت التنين ويتملكهُ شعور بالخوف والندم "خوف على مصير صديقه ،وندم لأنه وشى به"






في الطريق كان عامر والقرد يسيران بين الجبال بطمأنينة ،بينما كان التنين غاضباً وينتظر وصول الضباع " كان عدد الضباع أربعة "، وحين حضوهم؛ قال لهم:

(احضروا لي القرد ومن يرافقه حالاً دون أن تتقاتلوا معه ،وقولوا له:"الحاكم يريدك فقد انكشف سرك").



لم تفهم الضباع ما رمى إليه التنين! ،وقالت :




"ما الذي تعنيه أيها الحاكم؟!"










التنين:




(ستعلمون بالخبر حينما ترون القرد)






الضباع:
(أي اتجاه أوطريق سنسلك ؟)

التنين :




(الغابة واسعة لذا انقسموا إلى مجموعتين ،واحدة تبحث في الغابة وشجيراتها ،والمجموعة الأخرى تتجه نحو الجبال).




..........................................





((انتهى الفصل الثاني ولنا لقاء مع الفصل الأخير بإذن الله ،وإلى ذلك الحين أترككم في أمان الله وحفظه ))