النِعم التي بين أيدينا مسؤولون عنها

قال تعالى :



{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}.




أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن زيد بن أسلم عن أبيه قال :

[قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ألهاكم التكاثر )يعني عن الطاعة


(حتى زرتم المقابر )يقول :حتى يأتيكم الموت


(كلا سوف تعلمون) يعني لو قد دخلتم قبوركم


(ثم كلا سوف تعلمون) يقول : لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم


( كلا لو تعلمون علم اليقين) قال :لو قد وقفتم على أعمالكم بين يدي ربكم لترون الجحيم وذلك أن الصراط يوضع وسط جهنم ، فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكدوش في نار جهنم

( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) يعني شبع البطون وبارد المشرب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم .



وقال قتادة : إن الله سبحانه سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه .



وقال زيد بن أسلم ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:
( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) يعني : شبع البطون ، وبارد الشراب ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم ).
رواه ابن أبي حاتم



وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال :

النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، يسأل الله العباد فيما استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله تعالى :
{ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } [ الإسراء : 36 ] .




أين نحن من هذا التحذير ؟


بالرغم أن النعم التي كانت عندهم محدودة ،ولكنهم يحذرون ويخافون من غضب الله وعقابه



ماذا لو رأو هذه المناظر ، والتي تعب المصلحون من الكلام والتذكير والتحذير منها؟!
























عفواً : هذه ليست زبائل -أعزكم الله- ،وإنما هي فائض الولائم ،،والاحتفالات والأعراس

(ولا حول ولاقوة إلا بالله)




لماذ؟





من المسؤول عن ذلك ؟



لن تجد إجابة !




النعم التي بين أيدينا إن لم نحافظ عليها ستزول..




انظر لحال هؤلاء :


























ليس بهم مرض معدي ،لكنهم من الجوع و الفقر يموتون ،ونحن لا زلنا نردد:


أف هذا الأكل ما أحبه ،والبعض يغضب إذا حُرق الأكل قليلاً ، أوكثر الملح أونقص على والدته أثناء الطبخ ، وربما يترك الطعام ويقوم من المائدة .



روي عن الأمام علي -رضي الله عنه- أنه قال:

(لو أن الفقر رجلاً لقتلته)




أين نحن من معاناتهم وآلامهم ؟





أخيراً..



ليس المقصود من كل هذا أن لا نأكل ونشرب مانريد ،ولكن أن نعتدل ولا نسرف ،وإذا فاض منه شيء وكان بحالة جيدة ،فإما أن تغلفهُ وتعطيه بنفسك لأحد الفقراء والمحتاجين .


أو أن تتصل بجمعية حفظ النعمه أو الجمعيات الخيرية ،وهم يقومون بما يلزم .