احذر هذه الآفة ( الغيبة و النميمة)

} السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

.....بسم الله الرحمن الرحيم {

الصلاة و السلام على أشرف الخلق اجمعين

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
اما بعد ...
سأتحدث عن أمر خطير يجب الانتباه له و عدم الوقوع به
و هو آفة من آفات اللسان الخطرة التي يجب ان نتخلص منها لننال رضى الله عز و جل
و هذه الآفة هي ( الغيبة و النميمة )

الغيبة: هي ذكر أخاك بما يكره فتذكر عيوبه و تقول فلان فيه كذا و كذا و إن لم يكن فيه فتكون هذه غيبة وبهتان.

حيث سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه : " هل تدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله اعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكرهه
قيل أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ ، قال : " إن كان فيه ما تقول فقد بهته "
( رواه مسلم )

و قال تعالى : " { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }
(الحجرات : 12 )

و لكنـ....}

هناك ما يباح من الغيبة....
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين )
باب : (بيان ما يباح من الغيبة)

اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب

الأول: التظلم... فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه

فيقول: ظلمني فلان بكذا.

الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب... فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه، ونحو ذلك

ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.

الثالث: الاستفتاء.. فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟

وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة
ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص أو زوج : كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء اللَّه تعالى.

الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه؛ منها جرح المجروحين من الرواة والشهود

وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة
ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته
ويجب على المشاوَر أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة
ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك
فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يُغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبِّس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنها نصيحة فليُتَفطن لذلك
ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً ونحو ذلك
فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح
أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به
وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به.

الخامس: أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلماً وتولي الأمور الباطلة

فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه.

السادس: التعريف.. فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك

ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.

الدلائل من السنة النبوية المطهرة

عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رجلاً استأذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: " ائذنوا له بئس أخو العشيرة "

( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).. احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب

وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً"

( رَوَاهُ البُخَارِيُّ ). قال: قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين.‏

وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم

قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).‏

وعن فاطمة بنت قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني

فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه"

(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وفي رواية لمسلم: "وأما أبو الجهم فضراب للنساء" وهو تفسير لرواية: "لا يضع العصا عن عاتقه"



و قال الإمام النووي أيضا :

اعلم أن الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها، يحرم على السامع استماعها وإقرارها

فيجب على من سمع إنساناً يبتدأ بغيبة محرّمة أن ينهاه إن لم يَخَفْ ضرراً ظاهراً

فإن خافه وجب عليه الإنكارُ بقلبه ، ومفارقةُ ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته

فإن قدر على الإنكار بلسانه أو على قطع الغيبة بكلام آخر لزمه ذلك

فإن لم يفعل عصى

فإن قال بلسانه اسكتْ ، وهو يشتهي بقلبه استمرارُه

فقال أبو حامد الغزالي : ذلك نفاقٌ لا يخرجُه عن الإثم، ولا بدّ من كراهته بقلبه



و بذلك نكون قد انتهينا من قول الإمام النووي

عقاب الغيبة



عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ فِي النَّارِ

فَإِذَا بقَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ

فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟

قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ . . . "

(أخرجه أحمد بسند صحيح)

النميمة: نقل الكلام بين الناس لقصد الإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء

فالنم خلق ذميم ؛ لأنه باعث للفتن وقاطع للصلات ، وزارع للحقد ومفرق للجماعات

يجعل الصديقين عدوين والأخوين أجنبيين

فالنمام يصير كالذباب ينقل الجراثيم

والنميمة اسم يطلق على من ينم قول الغير إلى المقول فيه

كما تقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا وليست النميمة مختصة به ، بل حدها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه ثالث، وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتاب أو بالرمز أو بالإيماء

فكل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي أن يسكت عنه إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية .



ويجب ان نحذر من هذا يا اخواني

يجب ان نحذر من النمام فقد يوقع بيننا و بين اعز الأصدقاء

فيجب ان نتأكد من الكلام الذي نسمعه أولآ



قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ) (الحجرات/6).



و كثيرآ منا ينم ولا يدرك ان النميمة كبيرة من الكبائر

لأنها أخطر ما يكون على المجتمع

عقاب النميمة



عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " خرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ

فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا فَقَالَ يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ

كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ

ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بِكِسْرَتَيْنِ أَوْ ثِنْتَيْنِ فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا وَكِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا

فَقَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا "

و هذا غير عقاب الآخرة طبعا



فيجب ان نحذر من اللسان فإن آفاته كثيرة

و يجب ان نعوده على الذكر



فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار

قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله -تعالى- عليه

تعبد الله ولا تشرك به شيئا

وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أدلك على أبواب الخير؟

قلت : بلى يا رسول الله

قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل

ثم تلا قوله -تعالى-: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ: يَعْمَلُونَ

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟

قلت: بلى يا رسول الله

قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله،

ثم قال:

ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟

قلت: بلى يا رسول الله

فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟

قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم

(رواه الترمذي)

و في الختام اسأل الله ان يوفقنا لما يحبه و يرضاه

اللهم عملنا ما ينفعنا و انعفنا بما علمتنا

و اجعل العلم حجة لنا لا علينا

ولا تنسوني من صالح دعائكم ^^

يُمنع وضع روآبط لـ منتديات آُخرى .

لا حول ولا قوة إلا بالله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
.
اتم الله عليك و على الجميع بالصحه
الله يجزاك الخير مواضيعك بلغت منتهى المفيد صراحة جزاك الرحمن الف حسنة عليها
.
اما بالنسبة للغيبه و النميمة اسأل الله ان يكفنا شرهما و ان يرطبنا السنتنا بذكره
سبحانه الله يغفر الله للزاني ولا يغفر لمن اغتاب حتى يسامحه الشخص المغتب " و الله أعلم "
و قول رسولنا الكريم " من يضمن اللسان و الفرج ضمن له الرسول عليه الصلاة و السلام الجنة"
.
ربي لا تمقتنا و تجاوز عنا و اعفو عنا و إجعل كل مانقوله عظى لنا و طريق لصلاح قلوبنا و أعمالنا
أتمنى انك ما تحرمنا من مواضيعك الحساسه .. و التي نغفل عنها كثيراً
و كتب لك الله اجر التذكير و الفائدة // و ان شاء الله كل دعوة دعوتها تكون لك و للجميع نصيب منها (=
.
مع السلامة ..~

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ⱬọⱬọ ⌐ ᾱẏᾱ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
.
اتم الله عليك و على الجميع بالصحه
الله يجزاك الخير مواضيعك بلغت منتهى المفيد صراحة جزاك الرحمن الف حسنة عليها
.
اما بالنسبة للغيبه و النميمة اسأل الله ان يكفنا شرهما و ان يرطبنا السنتنا بذكره
سبحانه الله يغفر الله للزاني ولا يغفر لمن اغتاب حتى يسامحه الشخص المغتب " و الله أعلم "
و قول رسولنا الكريم " من يضمن اللسان و الفرج ضمن له الرسول عليه الصلاة و السلام الجنة"
.
ربي لا تمقتنا و تجاوز عنا و اعفو عنا و إجعل كل مانقوله عظى لنا و طريق لصلاح قلوبنا و أعمالنا
أتمنى انك ما تحرمنا من مواضيعك الحساسه .. و التي نغفل عنها كثيراً
و كتب لك الله اجر التذكير و الفائدة // و ان شاء الله كل دعوة دعوتها تكون لك و للجميع نصيب منها (=
.
مع السلامة ..~

أهلين اختي
آمين
و إياكي اختي ^^

و إذا لم يستطع الشخص الاعتذار لمن اغتاباه فاليدعو له و يدعو الله ان يسامحه هذا الشخص

آمين

تسلمي اختي على ردك المميز
جزاكي الله خيرا