رفيقة الطفولة

يؤلمني أن لا أفكر فيك
بعد اليوم
يا رفيقة الطفولة ..
ويجرحني أكثر .. أن أرمي
تفاصيلا صغيرة لا تتكرر إلا في
طفولتنا يا صغيرة ..
يؤلمني أن تنتحر أدواتنا
المدرسية ..
ومحافظنا ..
ومآزرنا ..
وطبشورنا..
وشجاراتنا الطويلة ..
يؤلمني ألا نختفي بعد اليوم ..
وألا تراقبنا العيون ..
فهل يا ترى ذبحنا
الطفولة ..
... ... ...
مؤلمة ..
مؤلمة براكين تفجرها يدينا ..
وحب كان وشما فينا ..
قد محاه الهراء
يا صغيرة ..
محاه فكرنا الذي أضحى مجنونا ..
نجيء آخر المساء ..
يغسل الدمع خدينا ..
نعاتب الدنيا ..
نعاتب الريح .. والشمس
والبردَ ..
نعاتب .. ونحن أردنا ..
... ... ...
مات عشقنا يا صغيرة ..
سقطت حضارتنا ..
سقطت أسوارنا ..
وسقط تاج كان فوق رأسينا ..
فمن يا ترى
بعد الموت يحيينا ..
من ذا سيبنينا ..
حجارتنا في كتب اليأس
ضاعت ..
خطانا في صحاري اللوم تاهت ..
فمن ذا ..
يعيدنا أطفالا .. صغارا ..
تفرحنا قطع الحلوى ودنانيرا ..
وقصاصات ورق نقطعها ..
من ذا سيكتب على الجدران
إسمينا ..
ومن يا ترى يكسر بعد رحيلنا
زجاج نوافذنا ..
... ... ...
مات أمسنا يا صغيرة ..
وأضحى يا بكائي حاضرنا يتيما ..
فلا تبحثي
بين عواطفي ومشاعري
عن جملة تريدك ..
إذهبي واسكني البعدا ..
إني أريد
أن أظل وحيدا..