عقيدة أهل السنة والجماعة ـــ1ـــ

عقيدة أهل السنة والجماعة
نتناول هنا تعريفا وتفيهما بعقيدة الإسلام الصحيحة وهي عقيدة أهل السنة والجماعة حتى يستفيد منها كل من قرأها ، بعيدا عن العقائد المنحرفة الضالة ، ليسلم للمسلم دينه ، وينجو من العذاب ، ويفوز برضوان الله جل وعلا .
[1] معنى كلمة (عقيدة) :
كلمة عقيدة لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا المعنى المعروف والمصطلح عليه الآن. فهي من المصطلحات الجديدة التي استعملها العلماء للدلالة على مسائل الدين المتعلقة بالقلب والعقل والفكر دون العمل كالإيمان بوجود الله تعالى ، ووجوب توحيده ، والإيمان بالرسل ، وبالبعث بعد الموت ، وغير ذلك من مسائل الاعتقاد ، وقد أخذ مدلول هذه الكلمة من أصل استعمالها اللغوي , فهي في اللغة من (العقد والتوثيق) [عقد الحبل] والربط على الشيء بشدة ، وبقوة ، وفي معناه قول العرب : "اعتقد الشيءُ : صَلـُبَ واشتد" [لسان العرب] والعقد نقيض الحل ، ويقال : عقده يعقده عقداً ، ومنه عُقدة اليمين ، وعُقدة النكاح ، وفي معناه قول الله تعالى : (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) [المائدة/39] . وعقيدة جمعها عقائد ، وكل ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً .

[2] العقيدة في الاصطلاح :
هي الإيمان الجازم الذي ينبعث من أعماق النفس البشرية ، ولا يخالطه أو يتطرق إليه أدنى شك في وجود الله جل وعلا ، وما يجب له من إخلاص التوحيد , وكمال الطاعة ، والرضا به ربا وإلها لا يعبد سواه ، وكذا الإيمان بملائكة الله تعالى ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وجميع ما ورد بالأدلة الصحيحة من أصول الدين ، وأمور الغيب ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم لله تعالى في الحكم ، والأمر ، والقدر ، والشرع ، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطاعة والتحكيم والاتباع . مع معرفة ما يضاد ذلك من الأديان المحرفة ، والفرق الضالة .
[3] والعقيدة الإسلامية :
إذا أُطلقت ؛ فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .


[4] أسماء علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة:
يطلق أهل السنة والجماعة على علم العقيدة أكثر من اسم وكلها تدل على مفهوم واحد ، وهذه الأسماء هي : (1ـ العقيدة والاعتقاد، والعقائد) (2ـ التوحيد) (3ـ السنة) (4ـ الشريعة) (5ـ الإيمان) (6ـ أصول الدين، أو أصول الديانة) .

[5] معنى أهل السنة والجماعة :
هم كل من تمسك بهدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانوا على مثل ما كان عليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم علما ، واعتقادا , وقولا ، وعملا ، وأدبا ، وسلوكا . وهم سلف الأمة الصالح من الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وأئمة الهدى المتبعون لهم، وكل مسلم سار على ذلك النهج. وهم الذين استقاموا على الاتباع، وجانبوا الابتداع في أي مكان وزمان، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة.
وسموا (بالسنة) لانتسابهم لسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وسموا (بالجماعة) لاجتماعهم على الأخذ بالسنة ظاهراً وباطناً، في القول ، والعمل ، والاعتقاد، أو لاجتماعهم على الحق واتباع منهج علمائه.

[6]أسماء أخرى لأهل السنة والجماعة :
يطلق على أهل السنة والجماعة أسماء متعددة وكلها أسماء حسنة ، ومن ذلك أنهم يسمون :
(1ـ أهل السنة والجماعة) ،
(2ـ أهــــل الســـنـــــــــة) ،
(3ـ أهـــــل الجــمــاعـــة) ،
(4ـ الجمـــــــــــــــــــاعة) ،
(5ـ الســـــلف الصــــالح) ،
(6ـ أهــــــــــــــــــل الأثر) ،
(7ـ أهــــــــــــــل الحديث) ،
(8ـ الفــــــــــرقة الناجية) ،
(9ـ الطــــائفة المنصورة) ،
(10ـ أهــل الاتبــــــــــاع) .

[7] معنيان لمصطلح أهل السنة :
مصطلح أهل السنة له معنيان : معنى عام ، ومعنى خاص .
(1ـ المعنى العام) : هو ما يقابل الشيعة ، فيدخل فيه جميع الطوائف الذين يترضون عن الصحابة رضي الله عنهم ولا يكفرونهم ولا يقعون فيهم ولا يسبونهم، فيدخل في ذلك الصوفية، والأشاعرة ، والمعتزلة ، والماتريدية،
بخلاف الشيعة الرافضة ؛ ولذلك يقال أحيانا : أهل الإسلام طائفتان : سنة ، وشيعة .
(2ـ وأما المعنى الخاص) : فهو المعنى الذي نقصده هنا ، وهم أهل السنة المحضة ، وهم الذين سبق وصفهم قبل قليل في الفقرة رقم [5] وهم الذين لم يتلبثوا ببدعة الأشعرية ولا المعتزلة، ولا الماتريدية ، ولا بأي منهج أو نحلة تخالف السنة كالصوفية والمتفلسفة وغيرهم .
[8] معنى السلف :
سبق في رقم (5) من الفقرة [6] أن من أسماء أهل السنة (السلف الصالح) .
والسلف : كل من مضى وتقدم ، يقال: سَلَف الشيء سَلَفاً ، أي مضى ، والسَّلف : الجماعة المتقدمون ، أو القوم المتقدمون في السير .
والسلف في الاصطلاح :
(هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم) ،
أو (الصحابة والتابعون معا) ،
أو (الصحابة والتابعون وتابعوهم وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة) ؛ وهذا أيضا هو المعنى الذي نقصده بقولنا سلف هذه الأمة ، ومن اتبع طريقهم من الأئمة الأعـلام المشهود لهـم بالإمامة والفضل واتباع السنة والإمامة فيها ، واجتناب البدعة والحذر منها ، وممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظيم شأنهم في الدين ، ولهذا سمي الصدر الأول بالسلف الصالح . وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ... " [متفق عليه]. فهؤلاء هم السلف ، وكل من اتبع نهجهم وسار على طريقتهم في الاعتقاد والعمل والسلوك فهو السلفي .
[9] أسماء يقصد بها الذم لأهل السنة زورا وكذبا وبهتانا :
من المعروف أنه من ديدن أهل البدع، ومن طبع فرق الضلال أنهم يطلقون على أهل السنة والجماعة أسماء يقصدون بها ذمهم وتنفير الناس منهم ومن معتقدهم الصحيح ، وقد يكون فيها تحريض لذوي السلطان عليهم ومن هذه الأسماء :
(التكفيريون) : ويطلق أعداء أهل السنة والجماعة، بل أعداء الله ورسوله هذا المصطلح على أهل السنة ليوهموا السامع أن أهل السنة لا هم لهم ولا عمل إلا تكفير الناس بالجملة مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ، وهذا اتهام باطل وتسمية جائرة, وأهل السنة والجماعة منها براء , لأن أهل السنة والجماعة يعلمون أن التكفير حكم خطير يترتب عليه أحكام خطيرة ، ومن ثم لا ينبغي للمسلم أن يلقي بهذا الحكم جزافا على الناس بدون سند أو برهان . وهم الذين يروون ويعتقدون ما يدل عليه حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" [متفق عليه] .
(الوهابيون) : أو أتباع (الوهابية) من الألقاب التي يطلقها أهل البدع والضلال على أهل السنة ، وهم يريدون بذلك الطعن في مذهب أهل السنة والجماعة والذي قد دعا إليه ونشره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ . وهو لم يأتي بشيء جديد مخالف لعقيدة الإسلام ولا لأحكامه , بل هو أزاح ركام الغفلة والجهل عن الناس وبصرهم بعقيدة الإسلام الصحيحة ، بعد أن ابتعد عنها الناس بل نسوا حقيقتها وأصولها ، وأصبح دينهم عبارة عن مجموعة من الضلالات والخرافات المتعلقة بالأموات والقبور . كما يريد أهل البدعة والضلال بذلك أيضا صد الناس عن التعرف على أصول هذه الدعوة المباركة ، وأن يجعلوا بينهم وبين تلك الدعوة المباركة حاجزا نفسيا يمنعهم من التعرف عليها والالتزام بها .
ولكن صاحب الحق، المتبع للسنة، لا يهمه، ولا يضره ذلك النبز من أهل الباطل ، بل يزيده تمسكا وإصرارا على الحق ، والدفاع عنه ، والدعوة إليه . ثم يقول كما قال الشيخ الملا عمران وهو شيخ من علماء أهل السنة في إيران ، حين قال :

إن كان تابع أحمد متوهبا ،،،،،،،،،،،،،،،، فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي ،،،،،،، رب سوى المتفرد الوهابِ
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ،،،،،،،،،،،،،،، قبر له سبب من الأسبابِ
كلا ولا حجر ولا شجر ولا ،،،،،،،،،،،، عين ولانصب من الأنصابِ
أيضا ولست معلقا لتميمة ،،،،،،،،،،،،، أو حلقة ، أو ودعة أو نابِ
لرجاء نفع أو لدفع بلية ،،،،،،،،،،،،،،،،، الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث ،،،،،،،،،،،، في الدين ينكره أولو الألبابِ
أرجو بأني لا أقاربه ولا ،،،،،،،،،،،،، أرضاه دينا وهو غير صوابِ
وأعوذ من جهمية عنها عتت ،،،،،،،،،،،، بخلاف كل موؤل مرتابِ
والاستواء فإن حسبي قدرة ،،،،،،،،،،،،،، فيه مقال السادة الأنجابِ
الشافعي ومالك وأبي حنيـ ،،،،،،،،،،،، ـفة وابن حنبل التقي الأوابِ
وبعصرنا من جاء معتقدا به ،،،،،،،،،،، صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلــــــــــــــــــــيبك المحب لغربة الأحبابِ
فالله يحمينا ويحفظ ديننا ،،،،،،،،،،،،،،،،،، من شر كل معاند سبابِ
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة ،،،،،،،،،،،،،،،، متمسكين بسنة وكتابِ
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ،،،،،،،،،،، ولهم إلى الوحيين خير مآبِ
قد أخبر المختار عنهم أنهم ،،،،،،،،،،، غرباء بين الأهل والأصحابِ
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى ،، ومشوا على منها جهم بصوابِ
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا ،،،،،،،،،،،، عنهم فقلنا ليس ذا بعجابِ
نفر الذين دعاهمُ خيرُ الورى ،،،،،،،،،،،،،،،، إذ لقبوه بساحر كذابِ
مع علمهم بأمانة وديانة ،،،،،،،،،،،،،،، فيه ومكرمة وصدق جوابِ
صلى عليه الله ما هب الصبا ،،،،،،،،،، وعلى جميع الآل والأصحابِ
================
ولنا عودة إن شاء الله تعالى لنكمل بقية المفهوم الصحيح لعقيدة أهل السنة والجماعة . نفع الله بها كل من قرأها ونظر فيها بمنه وكرمه .

ملاحظة هامة : هذه المشاركة بقلمي شخصيا ، وقد وضعتها في أكثر من منتدى للفائدة ، فهي غير منقولة ولا منسوخة ، وأنا وضعتها في أكثر من منتدى من أجل الفائدة العامة ، واسال الله ان ينفع بها كل من قرأها ، وأن يكتب لي بها الأجر والثواب بمنه وكرمه وإحسانه، آمين