الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال و جهه و عظيم سلطانه و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
نحييكم بتحية الإسلام و تحية الإسلام السلام ..نلتقي بكم إخواني و أخواتي في هذه الحملة الثانية للمنتدى الإسلامي العام
سائلين المولى عز و جل أن يجعل هذه الحملة ذات بركة و معينا لنا على الصبر في وجه الشهوات التي تحيط بنا في هذا العصر..نعم هي حملة موجهة للشباب و للفتيات على حد سواء و هي رسالة لكل الناس باختلاف أعمارهم، بعد كل ما نراه من تضييق على القابضين على دينهم ..فالشباب يتهم أنه رجعي و متخلف و الشابات يمنعن من دخول الجامعات لأنهم يرتدين النقاب ناهيك عن الإستهزاء و اللمز و الهمز...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر)
فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز / عن صحة الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار)، فهل هذا الحديث صحيح، وإذا كان صحيحاً فاشرحوه لنا؟ جزاكم الله خيراً.
لا بأس به فيما نعلم، لا بأس به، حديث جيد، ومعناه أنه يأتي عليه من البلايا والمحن والفتن التي تؤذيه وتضره ما يكون فيها معها كالقابض على الجمر، من شدة صبره على دينه وعلى إيمانه وثباته عليه، كأنه قابض على الجمر من شدة ما يصيبه من الآلام والشدائد في ذلك، وقت الفتن وقت الأذى من الأعداء، والعياذ بالله، وهذا واقع، فينبغي للعاقل إذا بلي بهذا أن يتصبر، وكم قد بلي بهذا في أوقات الفتن وفي الحروب وفي غير ذلك ممن مضى قبلنا وفي وقتنا، فالحاصل أن من ابتلي في أي زمان عليه أن يصبر، قد يبتلى ممن يمنعه من الصلاة أو يؤذيه إذا صلى، قد يبتلى ممن يؤذيه إذا صام فليصبر يصوم ولو سراً، فإذا أوذي في ذلك لا يضره، يصلي ولو أوذي يصبر ويتحمل ولا يدع الصلاة، وهكذا، والله المستعان.
المصدر: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
ما هو أجر الصابر على دينه في هذه الفترة ؟؟
و سئل أيضا فضيلته :
هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه سوف يأتي على أمتي زمان المحافظ فيه على دينه كالقابض على الجمر، وأن له من الأجر خمسين صحابي، وإذا كان الجواب بنعم، فهل زماننا هذا هو الذي أشار إليه النبي- صلى الله عليه وسلم-؟
كل هذا صحيح نعم يأتي على الناس زمان, وهذا يقع في بعض الأوقات, وفي بعض الجهات في زماننا وقبل زماننا أيضاً, وسوف يأتي أيضاً ليس في كل زمان بل في بعض الأزمنة وفي بعض المحلات، قد يكون في بلد لا يقع ذلك من ظهور الخير فيها, وقد يكون في بلد آخر قد قل الخير فيها، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، فإذا اشتدت الغربة حصل هذا, وصار العامل يعادل خمسين من الصحابة كلما اشتدت الغربة اللهم صلي على محمد.
المصدر: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
فهل من مشمر للجنة؟؟
عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر) رواه الترمذي.
وهذا الحديث أيضًا يقتضي خبرًا وإرشادًا.
أما الخبر، فإنه-صلى الله عليه وسلم- أخبر: أنه في آخر الزمان يقلُّ الخير وأسبابه، ويكثر الشر وأسبابه، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة، كحالة القابض على الجمر؛ من قوة المعارضين، وكثرة الفتن المضلَّة، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد، وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها ظاهرًا وباطنًا، وضعف الإيمان، وشدة التفرُّد؛ لقلة المعين والمساعد.
ولكن المتمسك بدينه، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين وأهل الإيمان المتين، من أفضل الخلق وأرفعهم عند الله درجة، وأعظمهم عنده قدرًا.
وأما الإرشاد، فإنه إرشاد لأمته: أن يوطِّنوا أنفسهم على هذه الحالة، وأن يعرفوا أنه لا بد منها، وأن من اقتحم هذه العقبات، وصبر على دينه وإيمانه – مع هذه المعارضات –، فإنَّ له عند الله أعلى الدرجات. وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه؛ فإن المعونة على قدر المؤنة.
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف، الذي ذكره-صلى الله عليه وسلم-، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، إيمان ضعيف، وقلوب متفرِّقة، وحكومات متشتتة، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سرًا وعلنًا للقضاء على الدين، وإلحاد ومادِّيات، جرفت بخبيث تيَّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعايات إلى فساد الأخلاق، والقضاء على بقية الرمق. ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم، وأكبر همِّهم، ولها يرضون ويغضبون، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا، وتدمير الدين، واحتقاره والاستهزاء بأهله وبكل ما يُنْسَب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرها وشرورها قد شاهده العباد.
فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملِّمة، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة – مع هذه الأمور وغيرها – تجد مصداق هذا الحديث.
ولكن مع ذلك، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصورًا على الأسباب الظاهرة؛ بل يكون ملتفتًا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل له بعد عسر يسرًا، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات، وحلول المُفْظِعَات.
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" و "حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة، ويقنع باليسير إذا لم يُحصل الكثير. وبزوال بعض الشر وتخفيفه إذا تعذَّر غير ذلك: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: 2]، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: 3]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق: 4].

محتوى الحملة:
يا إخواني و أخواتي نوصيكم و أنفسنا بتقوى الله في هذه الفترة
فالأجر كبير فهل من مشمر للجنة
فسلعة الله غالية ..نعيم و حور و ملك كبير ...بل و أكبر من ذلك لقاء ربكم القدير
أسأل الله أن يرزقنا الدرجات العُلى يوم القيامة
اللهم ارزقنا النظر إلى وجهك الكريم
ففي هذه الحملة سنعرض لكم بإيجاز الأحاديث التي يتكلم فيها خير الورى -صلى الله عليه و سلم- عن غربة المسلم في آخر الزمان و صعوبة تشبته بدينه..نظرا لما يلقاه من استهزاء و فتن و شهوات و معرضات، وفي نفس الوقت سنبين لكم بإذن الله سُبل الثبات على الحق حتى نلقى الله جل و علا و هو راض عنا