سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نتحّدث اليوم عن الأنانية والحُب الجَم للنفس هذه الخصلة المذمومة في الإنسان والتي لها دورٌ سلبيٌ بارز في المُجتمع ويجب علينا التكاتف للقضاء على هذه الخصلة التي تسبب العداء بين الناس ويجب علينا أن نرّبي الجيل الصاعد من أبنائنا على البُعد عن الأنانية وما نحبه لأنفسنا يجب أن نحُبه لغيرنا من نعومة ألأظافر وسوف نضع لهذا الموضوع ثلاثة أسئلة يجب الإيجابية عليها ولو بشكل ٍ موجز وهم ما هي الأنانية؟ وما هي أسبابها؟ وما هي طرق علاجها؟
ما هي الأنانية؟
الأنانية هي الفردية الشرسة و حُب التمّلك والغيرة الجنونية التي تدفعُ الإنسان إلى إرادة السيطرة على أملاك الغير بدون حق، فيدرج من الأنانية أشياءٌ كثيرة منها حُب الاتكالية والاعتماد على الغير وإراحة النفس والصُعود على أكتاف وظهور الآخرين بضمير ٍ ميت وبدون مُبالاة، والأنانية أيضاً هي رغبة ٌ ذاتية للاستحواذ على حاجات الغير وتريده فقط لنفسها وتحرّمه على غيرها فمثلا ً تجد بعضُ الدول همُها الاستيلاء على خيرات الدول الفقيرة بدون حق ولا نعرف على أي أساس وتريدُ أن تحلل لنفسها كل شيء وتمنعه على غيرها فهذه أنانية ٌ مؤكدة ، و يندرج من الأنانية أيضاً الغرور والتكبّر فالشخص الأناني يرى كل من حولهُ خدم ٌ وعبيد ٌ عنده وحُبه لذاته لا يفوقهُ حُب أي شيء قال الإمام علي ( عليه السلام ) [ عجبتُ للمُتكبر الذي كان بالأمس نطفة ً ويكونُ غداً جيفة ]، والأنانية أيضاً هي إتباع ُ الأهواء الشيطانية بضر الآخرين والانتفاع الشخصي، والأنانية هي حُب النفس لدرجةٍ جُنونية التي تصطحبها الشهوات واللذات والخيلاء وقلة الإيمان وعدم الشعور بالآخرين،
ما هي أسباب الأنانية؟
سوف نتحدّث عن أسباب الأنانية بشكل ٍ موجز وبرؤوس أقلام فالأسباب التي تدفعُ الإنسان للأنانية كثيرة منها التربية الخاطئة من الأبوين للأبناء في الصغر وعدم توعيتهم على اجتناب الأحقاد والاستيلاء الفردي وغيرها ذلك قد يسبب الأنانية ولكن في بعض الأحيان يكون الوالدين هم مُصابون بالأنانية فهذه علة ٌ أكبر، الحرمان أيضاً سببٌ مهم و نحنُ نقول لا نريد كثرة الدلال للأبناء لأنها قد تفسدهم ولكن لا نريد أيضاً حرمانُهم ويجب أعطائهم متطلباتهم بشكل ٍ معقول وغير مُفرط وخاصة ً الأمور المادية كي لا يتوسع ذلك الحرمان والأنانية في الكبر، أيضاً كثرة العقاب على أتفهُ الأمور و السفاسِف هي ليست بالتربية السليمة لأنها قد تحوّل ذلك الناشئ لشخص أناني في كبره يتلذذ بعقاب الآخرين كما عُوقب في صِغره، أيضاً من الأسباب تحقير وكسر الشخصية والتقليل من الشأن والضرب خاصة ً أمام الآخرين والإحراج الغير مقبول والإهانة قد توّلد الأنانية والكره للغير، ومن الأسباب أيضاً تفضيل الأبوين أبن على ألآخر (أخوك أفضلُ مِنك بكذا وأنت لا تفهم وغيرها ) قد تدفعه لكره أخوه وتسيطر عليه الأنانية،
ما هي طرق علاج الأنانية؟
في نظري الأناني شخصٌ مريض يحتاج للعلاج ويريد من يقف معه للقضاء على الأنانية في ذاته فالمجتمع والأسرة لهم دورٌ كبيرٌ في ذلك لأن المولود في الواقع يتأثر بالعوامل المحيطة به فيجب تعليمه وتعويده من صغره على عدم الأنانية وأن يحُب لغيره ما يحبه لنفسه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ حب لأخيك ما تحب لنفسك ]، ويجب علينا أن نصّفي أنفسنا من صفة الأنانية هذه الصفة المكروهة ونبتعد عن الرغبات النفسية لأنها منشأ الاختلافات وهي من أهواء النفس الشيطانية، والتعوّيد على حب التعاون والأعمال الجماعية والاختلاط والتقارب أيضاً له دور مهم ، والأنانية هي نتيجة تربية أسرية خاطئة فيجب على الأسرة مراجعة قراراتها للتخلص من هذه الآفة والسلوك الخاطئ، ويجب أن نقطع نبتة الأنانية المزروعة في أنفسنا ونزرع فيها المحبة قال الإمام علي ( عليه السلام ) [ ثمرة المحاسنة صلاح النفس ] بهذا القول المأثور للإمام سوف نختم موضوعنا الذي يدعو فيه إلى صلاح النفس وتطهيرها من الشرور.
هذة الموضوع يؤثر في حياتنا جميعا وقد طرحته من وجهة نظري وارجو منكم أصدقائي أن تشاركوني آرأكم القيمة لكي نحاول أن نتجاوز تلك الأخطاء التي تتحكم في حياتنا ولكي نبدأ بتصحيح مافي قلوبنا قبل أن نصحح اخطاء غيرنا
تحياتي
ساسكي أوتشيها