عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-29-2011, 11:36 PM
الصورة الرمزية هدىgb  
رقـم العضويــة: 23810
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشـــاركـات: 5,545
نقـــاط الخبـرة: 14
عندما حللـــو دمعي




غرقت نظراته الخبيرة في عيني..

وبعد طول تأمل قال لي :ـ


أريد منك إجراء تحليل لدموعك ..


كانت أول مرة اسمع فيها عن تحليل الدموع ..في الطريق نحو المختبر كنت خائفــــــــــ . .


ماذا سيكشف لهم تحليل دموعي ؟


بل وكيف سيحصلون على الدمع مني ؟ ولكن لم لا ؟


أنها فرصة رائعة للبكاء بعد طول احتباس لمطر القلب سأنتهز الفرصة وسأبكي طويلا . .



.وحتى حينما يأتي الممرض ويقول لي أن الأنبوب الذي ملأته


بالدمع امتلأ, فلن أرد عليه وسأملأ له إبريقا من الدمع . . .


و جاؤوا بقطعة قطن وحكوا بها جفني فانهمر الدمع


. نقطة واحدة كانت تكفيهم , ولكنها لم تكن تكفيني !


وحين غادرت المختبر فرحت لأنها كانت


ولم يكن في وسعي أن أوقف مطر الدمع في حنجرتي المالحة كمغارة محشوة بالشوك . .


قال لي الرجل


تعال بعد أيام من أجل نتيجة التحليل وعشت أياما شبه قلقة . . .
ترى هل سيقرؤون في دموعي تاريخي كله




تاريخ أحزاني كلها ؟. . .


هل سيقرؤون أيضا أسماء . . و تواريخ .؟


هل ستتراءى للمحلل وجوه و وجوه ،


وجوه أمسكت بها و وجوه راحت مني في زحام ذلك الزمن الهارب


هل سيقرأ في دموعي حكايتي ؟





وهل سيرتجف جسده ضحكا مني ،


من غباء أسميته ( حباً ) . .



وانهيارات أسميتها تجارب؟!



ترى هل ينبت الذين نحبهم داخل دموعنا ، وهل يسبحون في بحرها المالح كما الأسماك تسبح ؟



ترى هل تسجل دموعنا زلازل أعماقنا


وفواجعنا بحيث تبقى دوائرها مرتسمة ،



هادئة حيناوصاخبة حينا و هل . . و هل .؟



في اليوم الموعود ذهبت لإحضار نتيجة التحليل .


تخيلت انه سيدفع إلي بعدة مجلدات فيها حكايات عمري التي لا يعرفها احد غير دمعي !
و فوجئت بصفحة بيضاء وعبارة واحد تتوسطها :


[ الدمع خالي من كل شيء ! ] . .


لم تذكر الورقة أي شيء غير حساسيه لأحد المركبات الكيميائية. أما بقية "حساسيات عمري " فلم تلحظها .


ما أشد قصور العلم أمام قطرة دمعة أنسانية واحدة هي بحر من الأسرار!


لا ،لم تذكر أية أسماء

..أية حكايا..أي شوق ..أي جنون..لم تذكر أية تواريخ ..



رد مع اقتباس