الموضوع: كتاب .. (لا تغضب)
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2011, 02:58 PM   #4
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية rexson
رقـم العضويــة: 60517
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 2,852
نقـــاط الخبـرة: 28

افتراضي رد: كتاب .. (لا تغضب)

]شقائق الرجال[



كنتُ مستغرقاًً في قراءة كتاب " العقلانية هداية أم غواية " للأستاذ عبد السلام بسيوني

أتتبع باهتمام ما أورده من آراء و أقوال لبعض منأُصيبوا بلوثة العقلانية المعاصرة .. و إني لمرتحل مع الكتاب رحلة ذهنية صرفتني عماحولي
إذ رن الهاتف الذي كان صامتاً ، كان رنينه أقوى من المعتاد أو أنني ظننتههكذا في لحظتها
و رفعتُ سماعته و بادرتُ المتحدث بالسلام فرد عليّ السلام صوتٌرقيق بدا لي من نبراته أنه يحمل قدراً كبيراً من الجرأة .

قالت : أنت فلان ؟؟

قلتُ : نعم .

قالت : هل أنت مستعدللحديث معي ؟؟ إني أريد سؤالك عن أمرٍ شغل بالي ..

قلتُ لها : إن كان سؤالكِمتعلقاً بفتوى أو قضية فقهية ، فعليكِ بالمتخصصين في هذا المجال .

قالت : كلا .. إنها قضية عامة ، لها علاقة بالدين و لكني أود أن أسمع رأيك فيها ، لقدكلمتُ عالماً قبل أيام فما إن طرحتُ عليه السؤال حتى قرعني بكلام فيه قسوة شديدة ثموضع سماعة الهاتف .

قلتُ : يبدو أن طرحكِ كان مستفزاً .

قالت : و إنكان كما قلتَ ، أليس من حقنا عليكم أن تسمعوا منا ، و أن تجيبوا عن أسئلتنا بهدوء؟؟

قلتُ لها : لكِ ذلك مني ، فهاتِ ما لديكِ ..

قالت : أنا أرى أننصيب الرجال من الحياة أكبر من نصيب النساء ، للرجل كل شيءوليس للمرأة شيء
أبي في منزلنا هوالذي يصرف الأمور .. أما والدتي فلا يتجاوز رأيها حدود المطبخ
بل إن أبي يتدخلفي هذا الأمر أيضاً فيفرض علينا أحيانا صنفاً من الطعام لا نريده ، و قد انتقلت العدوى إلىإخواني فهم يتسلطون علينا و يفعلون ما يشاؤون
يخرجون متى أرادوا ، و يعودون متىأرادوا ،، و أنا و أخواتي نعيش على هامش الحياة في منزلنا .
صدقني لقد ألغيتُفكرة الزواج تماماً من تفكيري ، فأنا لستُ مستعدة لوضع القيد في عنقي !!
أسألكبالله هل يصح هذا ؟؟
لماذا لا يكون لنا ما للرجال من حرية التصرف ؟؟
لماذاهذا الانغلاق ؟؟
أنا أريد أن أخرج متى أشاء ، و أن أقضي حاجاتي بنفسي ، و أنأتخلص من هذا الكابوس الذي يلاحقني ، ألا و هو ( الرجل ) !!

أليست النساءشقائق الرجال – كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام - ؟؟
لماذا لا يتحقق هذاالمعنى ، لماذا لا أُعطى حريتي كاملة كما أُعطيها أخي ؟؟
إنكم تقولون : بأنالإسلام أعطى المرأة حقوقها ، فأين هذه الحقوق ؟؟
لماذا يُفضل الرجل على المرأة، و ينال من إيجابيات الحياة ما لا تناله المرأة ؟؟
أنا واثقة من نفسي .. يمكنأن أخرج و ألاقي الرجال دون أن تهتز شخصيتي ، فلماذا لا يثق بي أبي و أخواني؟؟

كانت تتحدث بانفعال ، و حمدتُ الله أن بيني وبينها مسافات طويلة ، و إلا لربما نالني من وهج حديثها ما أكره

قلتُ لها : هوني عليكِ ، و هدئي من روعكِ ، إن الأمر واضح لمن يريدالحق ، المسألة لا تستحق كل هذا الانفعال .

قاطعتني قائلة : لأنك لا تصطليبما أصطلي به ، و لأنك رجل فالأمر في صالحك ، لكم القوامة علينا ، فالقضية هينةمادمتم تأخذون كل شيء و لا تدعون لنا شيئاً .

قلتُ لها : هل يمكن أن تسمعيمني كما سمعتُ منكِ ؟؟
قالتْ : لهذا اتصلت بك .

قلتُ لها : إن النساءشقائق الرجال ، و للمرأة قيمتها و مكانتها في ديننا ، و إن المشكلة في تصرف بعضالرجال ممن يفهمون القوامة فهماً قائماً على التسلط و إلغاء شخصية المرأة ، و هذالا يجوز .

قالت : إن الدين قد جعلنا في الدرجة الثانية بعد الرجال فلماذا؟؟

قلتُ لها : أنتِ كما يبدو فتاةٌ مؤمنةٌ بدينكِ ، هكذا أحسبكِ ، فهل هذاصحيح ؟؟

قالت : نعم ، و لله الحمد لكنني مازلتُ حائرة أمام هذا التفضيلللرجل على المرأة في كل شيء حتى في الميراث ، حتى في الشهادة ( رجل و امرأتان ) هذاما يجعلني أتوقف !

قلتُ لها عفواً لا تخلطي الأمر أنا أريد أن أناقشكِ وأبيّن لكِ ما أفهم في هذا الأمر ، و لابد من معرفة مدى عمق إيمانكِ بدينك حتى يكون النقاش مثمراً .
قالت : أنا مؤمنة بديني و الحمد لله .


قلتُ : إذن لاتسقطي مواقف الناس الخاطئة على الدين و لا تخلطي بين الأمور
أما حقوقك فهيمحفوظة في الإسلام ، و لا يفرط فيها إلا صاحب هوى ، لكِ حق التفكير و التعلم ، ولكِ حق الملكية الخاصة ، و لكِ حرية مقررة في الإسلام بضوابطها المعروفة في اختيارالزوج ، و لكِ حق المناقشة و الاختلاف في الرأي
هذه مسائل واضحة في ديننا ، وهنالك أمور محددة فضل الله بها الرجال على النساء لحكمة عظيمة يعلمها الله و يظهرأثرها في حياة البشر .
إذا أردتِ أن تنالي حقوقكِ المشروعة فلا تخلطي بين الأمورخلطاً يلتبس فيه الحق بالباطل ، فهنا مكمن الخطورة في دعاوى تحرير المرأة في زمانناهذا .


قالتْ : ألسنا بشراً ، ألسنا كالرجال من أبناء آدم و حواء فلماذاالتفريق ؟؟


قلتُ لها : أرجو ألا يشتط بك جموح العاطفة و سورة الغضب ، فتقوليما لا يُرضي الله ، التفريق بين المرأة و الرجل وارد في الإسلام ، لكنه محددالمعالم ، إن هذا التفريق هو الذي يضمن للحياة البشرية الاستقرار و الصلاح .


أسألكِ عن نفسك ،،
هل قدرتكِ البدنية كقدرة أخيكِ ؟؟
هل عاطفتكِكعاطفته ؟؟
هل استعدادكِ لخوض غمار الحياة بكل نواحيها كاستعداده؟؟


قالت:كلا،قلت لها:إذن فالتفريق بينك وبينه في بعض الجوانب أمر طبيعي لابد منه لمصلحتك ومصلحته.



قالتْ : كأنك الآن تحكم علي بالخطأ حكماً كلياً..





قلتُ لها : كلا .. أنتِ أخطأتِ في تجاوزكِ الحد في القضية .. ما دمتِ مؤمنة بالله ، فاعلمي أن منكمال الإيمان التسليم بما فرض و قدر .

و فيما فرض الله و قدر ما يحفظ لكِ حقوقكِالمشروعة كاملة .




أبوكِ ليس على حق في إلغائه لشخصية والدتكِ – على حسب قولكِ - إن سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام تؤكد لنا قيمة رأي المرأة في المجتمع المسلمو الأسرة المسلمة ، و تعطينا دلائل واضحة على قدرٍ من الحرية كبير تتمتع به المرأةفي الإسلام .




و لكن المرأة مُطالبة بالوقوف عند ما شرع الله لها فلا تتجاوزهإلى ما يخص الرجل ، لأن في هذا التجاوز ما يضر بهما معاً ، و بالأسرة و المجتمع والأمة .




إن لكِ الحق أن تعترضي على من يحاول مصادرة كل ما تستحقين اعتراضاًقائماً على الوعي بحقوقك المشروعة, ولكنّ الواجب عليك أن ترضي بما فرض الله عليكِمقابل ذلك وتسلِّمي تسليماً.




وأود أن أذكِّرك بقول الله تعالى في سورةالنساء:

(





ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعضٍ للرجال نصيب ُ مّمّااكتسبوا وللنساء نصيب مّمّا اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيٍءعليماً)

هل تعرفين معنى هذه الآية, وفيمن نزلت؟




قالت: لا أكتمك أننيأسمعها الآن وكأني أسمعها لأول مرة .أعترف بتقصيري في قراءة القرآن .




قلتلها: لماذا هذا الإهمال, إني أعجب من هذه السلبية ؟




صدقيني لو أنك تقضينجزءاً من وقتك في قراءة القرآن و شيء من تفسيره ، و في قراءة السيرة النبوية ،وسيرة النساء الفضليات من الصحابيات وغيرهن ، لما نشأت عندك هذه الأسئلة المضطربةالتي شغلت بالك واستأثرت بجهدك.




اسمحي لي أن أسألك : كيف يطالب الإنسان بحقوق هو لا يعرفها ؟؟


و سكتُ و سكتت سماعةالهاتف ، حتى ظننتُ أنها قد أُغلقتْ ..

و لكنها قالت و قد بدا صوتها مشوباًبشيء من الندم – أو هذا ما تخيلته في حينها -



قالت: أنت على حق في هذا فما معنى الآية ؟


قلت لها: يُروى أنأم سلمة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو , ولنا نصفالميراث , فأنز الله الآية ( و لا تتمنوا ما فضل به بعضكم على بعض )
ثم أنزلالله قوله في سورة آل عمران ( إني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى )



و يُروى أن امرأةً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله , للذكر مثل حظ الأنثيين , وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا إن فعلت المرأةحسنة كُتبت لها نصف حسنة؟ فأنزل الله هذه الآية
(ولا تتمنوا...).



و يُروىأن رجالاً قالوا : إنا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء كما لنا فيالسهام سهمان ، و قالت النساء ، إنا نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الشهداء فإنا لانستطيع أن نقاتل و لو كُتب علينا القتال لقتالنا ، فأبى الله ذلك و نزلت الآية ( ولا تتمنوا .... )



أرأيتِ أيتها الأخت الكريمة ، إن الأسئلة التي خطرتْببالكِ خطرتْ ببال أم سلمة و غيرها من النساء
فأنزل الله ما أنزل و رضيتْ أمسلمة بما أنزل الله .
أتدرين ما الفرق بينك و بين أم سلمة ؟؟
أن أم سلمةسألتْ حرصاً على الأجر " أجر الشهادة " أما أنتِ فحرصاً على خوض غمار الحياة كمايخوضها الرجال ، و شتان بين الهدفين .



يا ترى هل اتضحت القضية في ذهنكِ؟؟


قالت بصوت مضطرب : و الحل ؟؟


قلت لها : الحل عندك القضية واضحة وأنتِ صاحبة عقل ومؤمنة بما شرع الله



قالت:إنك لاتعرف أبي وقسوته.


قالت لها:اكسري حاجز التردد و تزوجيممن يخاف الله و يعطيكِ حقوقكِ المشروعة .


قالت : و من أين لي بمعرفة حقيقةمن يتقدم لخطبتي ؟؟


قلتُ لها : تحري الأمر ، و استخيري و استشيري ، و توكليعلى الله .



قالت : و حريتي و طموحي ؟؟


قلتُ لها : حريتك محفوظة ، وطموحكِ يمكن أن يتحقق .. المهم أن تكوني على معرفة دقيقة بما تستحقين .
إنكن " شقائق الرجال " و إن من كمال شخصية المرأة المسلمة أن تعرف معنى هذه الكلمة و أنتدرك أبعادها و حدودها .



و أغلقت سماعة الهاتف ،و ظللتُ في مكاني أستعيدُ ما قالت الفتاة
و أعجب من حال بعض الآباء الذين لايراعون شرع الله في منازلهم ، و ينسون أنهم يفتحون بقسوتهم الجامحة أبواباً للشيطان .
و تذكرتُ قول الرسول صلى الله عليه و سلم " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي "
فتمنيتُ لو أن هذا الحديث يُنقش على واجهة كل بيت



********
rexson غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس