فتاوى للشيخ محمــد بــن صــالح العثيمين رحمه الله تعالــى
سئل رحمه الله تعالى :
ما حكم الاستماع إلى الأغاني إذا كانت ليس فيها كلام محرم وإنما أغاني عادية ؟ وإذا كانت حراماً فكيف يتجنب الاستماع إليها ؟
فأجاب رحمه الله : الأغاني المشتملة على المحرم سواء كان ذلك في موضوع الأغنية ، بأن تكون خليعة تدعو إلى المجون , وإلى الغرام , وتعلق كل جنس بالجنس الآخر , أو ما أشبه ذلك , أو كانت مصحوبة بما هو محرم كالعزف , والموسيقى , وشبهها فإنها حرام ولا يحل للإنسان الاستماع إليها وقد ثبت في صحيح البخاري : عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ..» فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها محرمة , لأنه قال يستحلون , ولو كانت حلالا ما نسب استحلالها إليهم , ولكانت حلالاً لهم قبل أن يستحلوها .
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرن هذه الأربعة بعضها ببعض ( الحر والحرير والخمر والمعازف ) , فالحر :هو الفرج ، حيث يستحلون الزنا والعياذ بالله , والحرير معروف وهو الطبيعي ، فهو حرام على الرجال , والخمر معروف وهو كل مسكر , وأما المعازف فإنها آلات اللهو , ولا يستثنى منها شيء إلا ما استثناه الشرع , وهو الدف عند النكاح وفي المناسبات : كقدوم الغائب الذي له قيمته في المجتمع كالسلطان والأمير ونحوه .
وأما كيفية التخلص منها فإن الإنسان لا يستمع إليها , بل يقاطعها ويستعين بالله على ذلك , والإنسان قد أعطاه الله اختيارا وأعطاه قدرة , فإذا شاء الإنسان فعل , وإذا شاء لم يفعل , ومن الأسباب البعد عن الأماكن التي تكون فيها , وهذا الأمر مقدورٌ عليه للعبد . و الله الموفق .