رد: شاعر الأسبوع
في نفس الوقت الذي شهدت نجد فيه مأساة مجنون ليلى شهد الحجاز مأساة أخرى من مآسي الحب العذري بطلاها قيس بن ذريح وصاحبته لبنى.
أحب قيس بن ذريح لبنى بنت الحباب، وهو مضري من كناية، وهى يمنية من خزاعة، تجمع بينهما صلة نسب من جهة الأم، فقد كانت أم قيس خزاعية. وكانت منازل كنانة في ظاهر المدينة، ومنازل خزاعة في ضواحي مكة.
وفى إحدى زياراته لأخواله الخزاعيين رأى قيس لبنى وقد مر بخبائها، فاستسقاها فسقته، وأعجبته فأحبها. ثم تردد عليها وشكا لها حبه فأحبته. ومضى إلى أبيه يسأله أن يخطبها له فأبى.
لقد كان أبوه غنيا كثير المال، وكان قيس وحيده، فأحب أن لا يخرج ماله إلى غريبة، وقال له: بنات عمك أحق بك. فمضى إلى أمه يسألها أن تذلل له العقبة عند أبيه، فوجد عندها ما وجد عنده. ولجأ قيس أخيراً إلى الحسين بن على - وكان أخاه في الرضاعة، أرضعته أم قيس معه - ووسطه في الأمر. وكان طبيعيا أن تكلل وساطة الحسين بالنجاح. لقد مضى الحسن إلى الحباب والد لبنى، ثم مضى إلى ذريح والد قيس، واستطاع أن يجمع بين العاشقين برباط الزوجية المقدس. وتحقق لقيس أمله.و ضمه ولبنى بيت الزوجية السعيد، ولكن القدر أبى عليهما سعادتهما ولم يمض عليها سوى سنوات قليلة. لقد كانت لبنى عاقراً، وخشي أبواه أن يصير مالهما إلى الكلالة، فأرادا له أن يتزوج غيرها لعلها تنجب له من يحفظ عليهما مالهما.
|