رد: شاعر الأسبوع
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني أحمد بن زهير قال حدثني يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا ابن جريج قال أخبرني عمر بن أبي سفيان عن ليث بن عمرو: أنه سمع قيس بن ذريج يقول لزيد بن سليمان: هجرني أبواي في لبنى عشر سنين أستأذن عليهما فيرداني حتى طلقتها. قال ابن جريح: وأخبرت أن عبد الله بن صفوان الطويل لقي ذريحاً أبا قيس فقال له: ما حملك على أن فرقت بينهما؟ أما علمت أن عمر بن الخطاب قال: ما أبالي أفرقت بينهما أو مشيت إليهما بالسيف. وروى هذا الحديث إبراهيم بن يسار الزمادي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال الحسين بن علي رضي الله عنهما لذريح بن سنة أبي قيس: أحل لك أن فرقت بين قيس ولبنى؟ ! أما إني سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما أبالي أفرقت بين الرجل وامرأته أو مشيت إليهما بالسيف. قالوا: فلما بانت لبنى بطلاقه إياها وفرغ من الكلام، لم يلبث حتى استطير عقله وذهب به ولحقه مثل الجنون. وتذكر لبنى وحالها معه فأسف وجعل يبكي وينشج أحر نشيج. وبلغها الخبر فأرسلت إلى أبيها ليحتملها، وقيل: بل أقامت حتى انقضت عدتها وقيسٌ يدخل عليها. فأقبل أبوها بهودج على ناقة وبإبل تحمل أثاثها. فلما رأى ذلك قيس أقبل على جاريتها فقال: ويحك ! ما دهاني فيكم؟ فقالت: لا تسألني وسل لبنى. فذهب ليلم بخبائها فيسألها، فمنعه قومها. فأقبلت عليه امرأة من قومه فقالت له: ما لك ويحك تسأل كأنك جاهلٌ أو تتجاهل! هذه لبنى ترتحل الليلة أو غداً. فسقط مغشياً عليه لا يعقل ثم أفاق وهو يقول:
وإني لمفنٍ دمع عيني بالبـكـا
حذار الذي قد كان أو هو كائن
وقالوا غداً أو بعد ذاك بـلـيلةٍ
فراق حبيبٍ لم يبن وهو بـائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي
بكفيك إلا أن ما حـان حـائن
|