عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 05:15 PM   #18
أستغفر الله
 
الصورة الرمزية عبد المتين
رقـم العضويــة: 72130
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,610
نقـــاط الخبـرة: 30

رد: ۞ حملـــــة النـــــظـــرات الخائنــــــة ۞ معا ضد المواقع الاباحية '' ''


قد علمت الآن أخيه حقيقة الأفلام و الصور الإباحيةوأنها أفيون خطير لن يبارحك حتى يهوي بدينكِ و إيمانكِ إلى أسفل سافلين بعد أن يدمر دنياك و صحتك الجنسية و النفسية و الجسدية . فأولى لكي أن تعلني توبتك و تستعيني بالله على بليتك و ستجدي ربا غفورا رحيما يعينك على الخروج مما أنت فيه : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

أعلني توبتك
قال تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم/ءاية 8)
ويقول تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صا لحًا ثم اهتدى) (سورة طه/ءاية 82.
وروى ابن ماجه رحمه الله أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له«.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع روعن ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:«لو أنّ لابن ءادم واديًا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا الـــتـــراب، ويــتــوب الله على من تاب« رواه البخاري ومسلم.
وفي قصة المرأة من جهينة لما زنت وحملت ووضعت ثم شُدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرُجمت ثم صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال: «لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدْت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل« رواه مسلم رحمه الله.
شؤوط قبول التوبة :
أما شروط التوبة فهي التي لا بد منها لقبول التوبة عند الله وهي:
1- الإقلاع عن المعصية أي تركها فيجب على شارب الخمر أن يترك شرب الخمر لتُقبل توبته والزاني يجب عليه أن يترك الزنا، أما قول: أستغفر الله. وهو ما زال على شرب الخمر فليست بتوبة.
2- العزم على أن لا يعود لمثلها أي أن يعزم في قلبه على أن لا يعود لمثل المعصية التي يريد أن يتوب منها، فإن عزم على ذلك وتاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى نفس المعصية فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب عنها توبة صحيحة فلا تكتب عليه من جديد.
3 - والندم على ما صدر منه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الندم توبة« رواه الحاكم وابن ماجه.
4 - وإن كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام:«من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم« رواه مسلم رحمه الله.
5- ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة، والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر« رواه الترمذي وقال حديث حسن. ويشترط أن تكون قبل الاستئصال، فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرق مثل فرعون لعنه الله وكذلك يشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إن في المغـــرب بابًا خلقــه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه« رواه ابن حبان. وقال عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه« رواه مسلم.فمن أراد الله به خيرًا رزقه التوبة النصوح والكاملة والثبات عليها حتى الممات.

تذكر نعمة الله عليك و حلمه عنك
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
ألا تذكرك هذه الأبيات بشخص تعرفه ؟ ألا تذكر نفسك و أنت متلبس بالمعصية ؟ ألا تذكر حين أطفأت الأنوار و أغلقت الأبواب ثم شرعت في النظر إلى ما لا يحل ؟ نسيت أو تناسيت نظر الله إليك , و لم تذكر ما كتبه الملكان عن يمينك و شمالك .
لا بد أن تعلم أن الله تعالى كان مطلعا عليك و أنت تقترف المعصية , كان يراك و أنت تغلق الأبواب لكي لا يراك أحد ، و مع ذلك كله سترك و لم يفضحك و أمهلك و هو قادر على أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر ( و لقد حصل هذا مع غيرك ممن ماتوا على الفاحشة) .
حين تتذكر كل هذا تعلم أن الله أنعم عليك بنعمة عظيمة . فلاحظ هذه النعمة و الشكر الله عليها و اصدق الله في توبتك .

والآن و قد عرفتي خطر ما أنتي بصدده , و أن هذه الصور الإباحية في النت و غيره إنما تدمر حياتك و تسلبك سعادة الدنيا و نعيم الآخرة , و بعد أن قمتي بالخطوة الأولى التي تتمثل في إعلان التوبة النصوح و التوكل على الله و إعلان الحرب على هذه الآفة التي تنخر في صحتك و تهدم إيمانك . حان الوقت لتسلكي أول خطوة عملية تثبت بها من جهة صدق عزيمتك , و تقضي بها على أصل و مادة خطيئتك .

أولا: تدمير جميع المواد الإباحية التي بحوزتك
1 - قومي بحرق جميع المجلات الإباحية التي بحوزتك و أتلفي كل شريط فيديو أو قرص DVD فيه لقطات إباحية.
2 - تخلصي من جميع الأفلام و الصور الخليعة المسجلة على جهاز الكمبيوتر الخاص بكي, و لا تدعي منها شيئا.
3 - تخلصي أيضا من كل الصور التي تعرض العري و أجساد النساء: و خاصة الفيديو كليب العربي و الأجنبي.
4 - لا تقتصري على الصور الإباحية فقط, بل دمري كل الصور التي تعرض نساء لا يلتزمن بالزى الشرعي.

ثانيا : التخلص من القنوات الهدامة على التلفاز
قومي بمسح جميع القنوات الإباحية من شاشة تلفازك .
لا تنسي قنوات العري و الفيديو كليب فهي أول الطريق إلى الفاحشة . .
والمرء ما دام ذا عين يُقلّبُها *** في أعينُ الغير موقوف الخطرِ
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضر

ثالثا : تحصين الإيميل الخاص بك
امسحي كل الإيميلات الإباحية من بريدك الإلكتروني , و إياكي أن تفتحها , بل امسحيها على الفور .
إن كنتي قد سجلتي في لوائح بريدية إباحية فامسحي تسجيلك من تلك اللوائح (من دون ان تنظري إلى أية صورة ).
إن كان لديك إيميل يستقبل الكثير من المواد الإباحية و علمت أنك لن تستطيع منعها كلها, فالأفضل لكي أن تمحي هذا الإيميل و تسجلي لنفسك إيميلا آخر .

رابعا التخلص من الإنترنت:


يقول المثل الشعبي : "الباب الي يجيك منو الريح , سدو و استريح " . فإن كنتي تعلمي أن أصل دائك هي هذه الشبكة العنكبوتية فلم لا تتخلصي من التسجيل فيها ؟ أو على الأقل لا تجعليها في بيتك . فما دمت ترى الخيط ممتدا من حاسوبك إلى العالم الخارجي فأخاف عليك كل الخوف أن تضعفي في لحظة من اللحظات, ثم تذرفي بعدها دموع الحسرة و الندم . فخذي بنصيحتي و تخلصي من هذا المارد إلى أن تشفى من مرضك هذا , فإن لم تستطع بحكم عملك أمام الحاسوب أو حاجتك الماسة الملحة إليه في أمر من أهم أمور دنياك أو دينك فقومي على الأقل بالخطوة الخامسة .

خامسا : تحصين الحاسوب ببرنامج حماية :
إن كنتي مضطرة للعمل على النت فأقل ما تعمليه هو أن تحصني حاسوبك و تمنعي عنه الدخول إلى المواقع الخبيثة ولقد جلبت لكي كل ما استعطت جمعه من هذه البرامج في الحملة فما عليكي سوى التحميل
المطلوب منكي يا من تعاني هذه الآفة أن تكون الأم و الطفل في آن واحد فطالما أنتي الذى سيضع كلمة السر هذه فربما راودك الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء الى إزالة البرنامج فى أى وقت ومعاودة المعصية مرة أخرى .
لذلك لا بد أن تضعي كلمة سر بحيث تنسيها أنتي نفسك , وهذا بطريقة سهلة جدا :
1- فتح ملف وورد أو أى برنامج كتابة
2- أغمضي عينيك وأضغطي على لوحة المفاتيح عشوائيا لمدة دقيقة مثلا . سينتج عن ذلك سطر طويل من الحروف الإنجليزية العشوائية .
3- أختاري بالفأرة من وسط هذا السطر أى جزء عشاوئيا " تقريبا 15 حرف مثلا أو أقل أو أكثر قليلا"
4- قومي بنسخ هذا الجزء , ثم هناك فى البرنامج فى الجزء المخصص لإدخال كلمة السر ألصقي ما نسخته ( أنقر بالزر الأيمن للفأرة على المكان المخصص وأختر paste أو أضغط ctrl+insert) وفى مكان إدخال السؤال السرى أكتبي اى شىء , وفى مكان إجابة السؤال السرى يمكن أن تنسخي وتلصقي جزء آخر من السطر الذى كتبته .
5- أمسحي السطر العشوائى الذى كتبته .

سادسا : اجعلي عملك على الحاسوب في مكان عام
ضعي الحاسوب في مكان يراه جميع من في البيت , نفس الشيء بالنسبة للمكان الذي تعملي به , و اجتنبي أن تستعملي الإنترنت حين تكوني وحدك , بل احرصي أن يكون دائما معكي شخص ما
و بهذا تكون قد أقفلتي على نفسك بابا من أعظم أبواب المعصية , و أثبتي لله حسن نيتك و صدق عزيمتك على التخلص من هذه البلية . و تستطيعي الآن أن تكملي طريقك إلى الخلاص و الحياة الحرة العفيفة, متوكلة على ربك راجيا عفوه و رحمته .

الخواطر و ما أدراك ما الخواطر
اعلمي أخيه أنك لن تتخلصي من بلية الأفلام الإباحية بمجرد أن تخرجيها من بيتك, بل لا بد أن تخرجيها من عقلك و فكرك . فلا يطمع من يشغل عقله في تذكر صورة عارية رآها أو لقطة خليعة يتخيلها أن يشفى من داءه و أن يتخلص من شر الصور الإباحية. يقول أحد الإخوة و هو يروي قصة توبته من مشاهدة المناظر الخبيثة "عزمت على ترك ما أنا فيه واستغفرت الله . لكني - والأمر بيد الله والحكم حكمه – لا أزال أعاني من توارد تلك المشاهد والصور ، على تفكيري تشغلني كثيراً في أغلب أوقاتي ، ومع كثرة هذه الأفكار التي ترد عليّ وإلحاحها على ذهني ، وقعت في الفخ مرة أخرى !!!
كلام كالشهد عن الخواطر
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله : وأما الخطرات فشأنها أصعب فإنها مبدأ الخير والشر ، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم ، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب . ومن استهان بالخطرات قادته قهراً إلى الهلكات ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير مني باطلة منحت بقيعة يحسبه الظمأن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وأحسن الناس همة أوضعهم نفسا من رضى من الحقائق بالأماني الكاذبة واستجلبها لنفسه وتحلى بها وهى لعمر الله رؤس من أموال المفلسين ومتاجر الباطلين وهى قوة النفس الفارغة التى قد قنعت من الوصل بزورة الخيال ومن الحقائق بكواذب الآمال... وهي أضر شيء على الإنسان ويتولّد منها العجز والكسل ، وتولد التفريط والحسرة والندم ، والمتمني لمّا فاتته مباشرة الحقيقة بجسمه حوّل صورتها في قلبه وعانقها وضمها إليه ففتح بوصال صورة وهمية خيالية صورها فكره ، وذلك لا يجدي عليه شيئا ، وإنما مثله مثل الجائع الظمآن يصور في وهمه صورة الطعام والشراب وهو لا يأكل ولا يشرب ، والسكون إلى ذلك واستجلابه يدل على خسارة النفس ووضاعتها ، وإنما شرف النفس وزكاؤها وطهارتها وعلوها بأن ينفي عنها كل خطرة لا حقيقة لها ولا يرضى أن يخطرها بباله ويأنف لنفسه منها . حتى يقول : .. واعلم أن ورود الخاطر لا يضر وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته !( الجواب الكافي 198 - 199 ) .
و يقول في غير هذا الكتاب : دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة فدافعها فإن لم تفعل صارت همّاً وغرادة فدافع ذلك فإن لم تفعل صار عملاً وسلوكاً فدافع ذلك فإن لم تفعل صار عادة وسجية !!
إذا..............
لا بد لمن ترجو التخلص من إدمان المواقع الإباحية أن تحارب خواطر السوء التي تأتيها و هي لا شك آتية و لكن الحاذقة اللبيبة هي من تدعها تمر دون أن تسترسل معها و ذلك بأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و تستغفر الله ثم تفكر في أي شيء آخر .

دافع الخواطر
اعلمي أن خير وسيلة تعينك على ترك ما اعتدته من الحرام ، أن تقفي عند الخاطرة والهم والتفكير ، فادفعي كل خاطرة تدعوكي للمشاهدة ، قبل أن تصبح رغبة وهمّا وقصدا ثم فعلا . قال الغزالي رحمه الله : ( الخطوة الأولى في الباطل إن لم تدفع أورثت الرغبة ، والرغبة تورث الهم ، والهم يورث القصد ، والقصد يورث الفعل ، والفعل يورث البوار والمقت ، فينبغي حسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر ، فإن جميع ما وراءه يتبعه ) إحياء علوم الدين 6/17 وهذا مأخوذ من قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) النور/21
إن من يستجلب الأفكار الإباحية و يعيش الزنا في عقله يجد صعوبة حتى في معاشرة زوجته , فهو قد ألف أن يستثير شهوته إما بفيلم إباحي أو بخيال جنسي فتجد المسكين لا يحس بانجذاب تجاه زوجته و إن كانت أجمل الجميلات كما يروي الكثير ممن ابتلو بالنظر إلى المواقع الإباحية أنهم يسترجعون الصور التي رأوها قبل إتيان زوجاتهم .

ما يعينكي على حفظ الخواطر
1. العلم الجازم باطلاع الرب -سبحانه- ونظره إلى قلبك وعلمه بتفاصيل خواطرك.
2. حياؤك منه.
3. إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته ومحبته.
4. خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.
5. إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.
6. خشية أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة اللـه فتذهب جملة وأنت لا تشعر.
7. أن تعلمي أن تلك الخواطر بمنزلة الحَبِّ الذي يُلْقَى للطائر ليصاد به ، فاعلمي أن كل خاطرة منها فهي حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.
8. أن تعلمي أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً.
9. أن تعلمي أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له ، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته ، فيطلب الخلاص منه فلا يجد إلى ذلك سبيلاً.
10. أن تعلمي أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين ، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي

الفراغ مجلبة لخواطر السوء
سبق أن تحدثنا في خطوة سابقة عن ضرورة ملئ أوقات الفراغ كشرط أساسي للتخلص من هذه الآفة و أعيد لأذكركي أخيه أن الإنسان الفارغ غالبا ما يكون هدفا لخواطر السوء .فاحذري الفراغ و املئ وقتك بما ينفعك في دنياك و آخرتك .
فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لابد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب ، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ.

إن الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية ، لا يختلف الأطباء أبداً في أثر الفراغ في الجسم البشري أو حتى الحيواني وأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والروماتيزم والجلطات القلبية والدماغية ، وهم أيضاً لا يختلفون كذلك أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي والهم .
املأ الفراغ بما يقربك من ربك
لقد نبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال : » نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس : الصحة والفراغ «. فالفراغ نعمة و أيما نعمة إذا صرف في طاعة الله و في العمل الصالح و الأعمال الصالحة كثير :
  • الصلاة في المسجد و الذكر و القرآن و الصوم و حلق الذكر و حضور الدروس و المحاضرات ...
  • المشاركة في جمعيات خيرية و العمل في مشاريع كرعاية الأيتام و محو الأمية و مساعدة المحتاجين
  • الدعوة إلى الله في العمل و الجامعة و أيام الإجازة ...
أعمال الخير كثيرة لا تحصى , فلا عذر لمن ٌ قعد عن عمل الخير و جلس فارغا مستسلما لوساوس الشيطان و أماني النفس , يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إني لأرى الرجل فيعجبني ، فإذا سألت عنه فقيل لا حرفة له ، سقط من عيني .وقال أيضاً : إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً (أي فارغاً) لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة .. وقال حكيم : من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه !

فيم تفكري ...
لابد من إصلاح الخواطر . وطريق إصلاحها من ثلاث جهات :
- الأولى : تفريغ القلب من الخواطر الرديّئة بعدم الالتفات أو استدعاء الرديء منها .
- الثانية : فإذا تفرّغ القلب كان لابد من ملئه .. فاملآه وأشغله بالله وبمحبته و اشغل عقلك بالتفكير في دراستك أو عملك أو في أي شيء ينفعك .
- الثالثة : حماية الخواطر من الحرام والخطيئة . وذلك بطريقين : - مفارقة دواعي الحرام ومواطنه الحسّية . - الموازنة والمقارنة ومعرفة العواقب والمآلات .
وازني بين لذّة الإقبال على الله ولذّة الإقبال على الرذائل ! وازني بين لذّة الذنب ولذّة العفة ! وازن بين لذّة الانتصار على الشيطان وقهره ولذة الظفر بالمعصية والخطيئة !! وهكذا وازني تذكّر العواقب والمآلات فإن ذلك مما يحمي الخواطر من أن تستدعي الحرام الردي

ملخص الكلام
لا تستبدلي ما هو أدنى بالذي هو خير , لا تستبدلي الخيال بالحقيقة , لا تستبدلي الفحش بالعفة و الطهارة . نظفي عقلك من الأفكار الإباحية تنجي بإذن الواحد الأحد .

عبد المتين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس