ألا حي لبنى اليوم إن كنت غـاديا
وألمم بها من قبل أن لا تـلاقـيا
وأهدِ لها منك النصـيحة إنـهـا
قليلٌ ولا تخشى الوشـاة الأدانـيا
وقل إنني والراقصات إلى منـى
بأجبل جمعٍ يتظرون الـمـنـاديا
أصونك عن بعض الأمور مضنةً
وأخشى عليك الكاشحين الأعـاديا
تساقط نفسي حين ألقاك أنفـسـاً
يردن فما يصـدرن إلا صـواديا
فإن أحيا أو أهلك فلسـت بـزائل
لكم حافظاً ما بل ريق لـسـانـيا
أقول إذا نفسي من الوجد أصعدت
بها زفرةٌ تعتادني هي مـا هـيا
وبين الحشى والنحر مني حـرارةٌ
ولوعة وجدٍ تترك القلب ساهـيا
ألا ليت لبنى لم تكـن لـي خـلةً
ولم ترني لبنى ولم أدر مـا هـيا
سلي الناس هل خبرت سرك منهم
أخا ثقةٍ أو ظاهر الغـش بـاديا
يقول لي الواشون لما تظـاهـروا
عليك وأضحى الحبل للبين واهيا
لعمري لقبل اليوم حملت ما تـرى
وأنذرت من لبنى الذي كنت لاقيا
خليلي مالي قد بـلـيت ولا أرى
لبينى على الهجران إلا كما هـيا
ألا يا غراب البين مالك كـلـمـا
ذكرت لبينى طرت لي عن شماليا
أعندك علم الغيب أم لست مخبري
عن الحي إلا بالذي قد بـدا لـيا
جزعت عليها لو أرى لي مجزعاً
وأفنيت دمع العين لو كان فانـيا
حياتك لا تغلب علـيهـا فـإنـه
كفى بالذي تلقى لنفسك نـاهـيا
تمر الليالي والشـهـور ولا أرى
ولوعي بهـا يزداد إلا تـمـاديا
فما عن نوالٍ من لبينـى زيارتـي
ولا قلة الإلمام أن كنـت قـالـيا
ولكنها صدت وحملت من هـوىً
لها ما يؤود ألشامخات ألرواسيا
**********
مشكور على هذا ألشاعر مجنون لبنى
وتحياتي ألك أخي
ألمبدع أبو أفاق