اليوم يـ أعزائي أحببت أن آتيكم بحلة جديدة من معشر عنترة ، حديث أعتبره حقا سبقا لا سابق له ..
زمن عجيب وعصر غريب ، أخاله هارب من عصور الظلمات ..
ولكم يأعزائي أن تقرأوا مابين السطور وتخرجوا من مضمون الطرح بكل اندهاش وذهول..
:
في صباح الأمس، وأنا بالعمل ، وساعات طوال قد أنهك جسدي كثرة الاجتماعات ، وعبء المهام ، أحسست أنني بحاجة لفنجان من القهوة ، فشرعت مع إحدى زميلاتي لتناول القهوة بالكافتريا المخصصة لنا ، وبالفعل ما إن بدأنا احتساء القهوة ، متناولين أطراف الحديث عن العمل وهمومه ، وحجم العمل المنهك ، لفت انتباههنا حديث مجاور ، استوقفنا الحوارمن شدة
غرابة ماكان يقال ، وبدأنا نسمع بكل ترقب وصمت عجيب مشدوهي الفاه لعجب العجاب ، لم نرى له حقا تفسير ولامنطق بالتبرير ..
كان في الطاولة المجاورة رجلان يتحاوران عن الزواج ومشاكله ، وفجأة سمعنا أحدهم يقول أتعرف كيف يمكنك التخلص من زوجتك....
بدون محاكم وقضاء !!
وهنا حقا بدأت اتشحُ الصمت ، والتركيز على محور الحديث ، وإذ بعنترة يبدأ بالاستطراد والنصح والإرشاد ، ويمطر الزيت على النار ، ليستهل حواره بكلمة اسمع ياصديقي لاعليك ، فالأمر بمنتهى اليسر والسهولة ، عليك أولا أن تكثر من الآتي :
انتقد طبخ زوجتك دائما، أو طريقة تنظيفها للمنزل، وقل لها آن الأوان لأتعلم كيف أطبخ !!
انتظرها حتى تنتهي من تنظيف المطبخ ، وتكون منهكة ، وبمجرد أن تشرع بالجلوس للراحة ، قل لها : يا حبيبتي ممكن كأس ماء ،
( أنا ظهري يوجعني من شدة التعب!! )
وأنت تتفرج على التلفزيون ، تظاهر بأنك نعسان وتعبان ، وأول ما تمسك زوجتك "الريموت" لتغيير القناة ، تظاهر بالضيق والتبرم، وأنك منذ ساعة في انتظار هذا البرنامج !!! ، ويمكنك أن تتهمها أيضا بالأنانية !!
قبل أن تضع ثوبك في الغسالة ،تأكد انك قد وضعت كمية لا بأس بها من المحارم في الجيوب!!
حينما تكون الزوجة خاضعة لبرنامج ( ريجيم ، تخفيف الوزن ) املأ الثلاجة بكل ما لذ وطاب وبصورة خاصة الآيس كريم والبسكويت ، نوع من أنواع المكايدة!!
حينما تشعر أن جهازا ما يوشك على العطل اطلب منها استخدامه، ولا تنسَ أن تتهمها بعد ذلك بأنها هي سبب عطل الجهاز !!
في ذكرى ميلادها، قل لها " عيد سعيد ..والله قد تقدم بك العمر ياأميرتي"!!
من دون مناسبة قدم لها هدية كريم تجاعيد الوجه!!
بدون مناسبة احضر لها صبغة للشعر حتى تشعر بتقدم عمرها !!
( (كرر هذه الوصفة صباحا ومساء وقبل وبعد كل طعام ..) )
وهنا بدأت أشعر حقا بالغثاء ، فنهضت من مقعدي ، وضيقة الصدر تتملكني ، وكادت تخنقني العبرات ، من هول ماسمعت ،
أهل أنا في حلم أم علم ويقين؟؟؟ !!!
لم أمتلك حينها إلا أن أتمتم ساخرة ، .... وإن تكبدتم العناء يامعشر عنترة ، فلن والله تصلوا إلى كيد النساء .. واعجبي !!
فلهكذا رجال ، كيد النساء ياإخوان أهلا به وألف أهلا ..
عذرا فليس كل آدم من معشر حُلّة عنترة..
((لا تـ‘ـنـ‘ـسـ‘ـوا أنـ تـ‘ـقـ‘ـيـ‘ـم‘ـونـ‘ـيـ))