و عليكم السلام...
أحب أشكرك بداية على ما طرحته من موضوع و قدمته من قضية...
و لكنني احب أن أبدأ بقوله تعالى: ""و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا""
هذا هو الدستور الذي يحكم البشر في حياتهم اليومية و الإجابة المبسطة لسؤالك في العنوان "طبعا حلال"..فإن كان الله سيخلق هذه النعم كلهاثم سيحرمنا من التمتع بها في حدود شرعه الواسع طبعا فلماذا خلقها الله لنا؟
و إن كان الزهد واجبا فإن المقصد الأسمى من الزهد هو"أن تقنع بما في يدك و تزهد فيما عند الناس"
و إن كان التمتع بحلال الدنيا حرام فلماذا سمي حلالا؟
يعني بشكل أسهل لماذا سمح الله لنا أن نأكل لحوم البقر و الماعز و الإبل و الطيور و السمك و غيره و حرم أكل الخنازير؟
لماذا حرم العلاقات المحرمةبين الرجل و المرأة و سمح بالزواج؟
و عندها سيقول قائل و لماذا شرع الله الصيام إن كان يريدنا أن نتنعم بعيشنا؟
و هنا تكون الإجابة أن الله شرع الصيام ليعلمنا دروسا عدة و الزهد و إمساك النفس عن المحرمات ما هو إلا أبسط درس.
لو كان الله ينوي أن يحيينا في ضيق من العيش ـ و حاش له أن يفعل طبعا ـ لما عشنا أصلا, لأن الله خلق النفس البشرية باحثة عن متعها و نعيمها من مأكل و ملبس و مشرب و مسكن.
و تذكروا دوما قول سيد المرسلين و خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم: "إني أصوم و أفطر و أقوم و أنام و أتزوج النساء و آكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني" .