وفي رواية غير الترمذي : (
احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في
الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر،
وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) .
الوصية الثالثة : فضل طلب الـعـلم
عن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه ، قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقال : ياقَبيصةُ ماجاء بك ؟ قلت : كبُرت سنّي ، ورقّ عظمي فأتيتُك لتعلّـمني ماينفعُـني الله تعالى به ، فقال : ( ياقبيصة، ما مررتَ بحجرٍ ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لكَ ، ياقبيصةُ إذا صليت الفجر فقل : سُبحان الله العظيم وبحمده ، تُعافى من العمى ، والجُذام ، والفلج ، ياقبيصةُ قل : اللهمّ إنّي أسألك مما عندك فأفضْ عليّ من فضلك ، وانشر عليّ رحمتك ، وأنزِل عليّ من بركاتك ) .
[ رواه أحمد ]
هذه الوصية الشريفة تدلُّ على شرف العلم ، وجاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان
في جوف الماء، وإن فضلُ العالم على العابد كفضل القمر ليلةَ البدر على سائر الكواكب ، وإنّ العلماء ورثةُ
الأنبياء ، وإنّ الأنبياء لم يُرّثوا ديناراً ولا درهماً ، إنّما ورّثوا العلم ، فمن أخذهُ أخذَ بحظّ وافرٍ ) .
[ عن أبي الدرداء والترمذي وابن حبان في صحيحه]
الوصية الرابعة : في فضل طلب العلم أيضاً
عن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه ، قال : أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم :
وهو في المسجد متكئٌ على برد له أحمر ، فقلت له : يارسول الله إنّي جئت أطلبُ العلم ،
فقال : ( مرحباً بطالبِ العلم ،إنّ طالبَ العلم لتحفُّه الملائكةُ وتُظلُّـه بأجنحتها ،
ثم يركبُ بعضُهم بعضاً حتى يبلغوا السماءَ الدُّنيا من محبّتِهِم لما يطلب ) .
[ رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له ]
الوصية الخامسة : فضل السجود لله تعالى
عن معدان بن أبي طلحة - رضي الله عنه - ، قال : لقيتُ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقلت : أخبرني بعمل أعمله يُدخلني الله به الجنة ، أو قال : قلت : بأحب الأعمال إلى الله فسكت ، ثم سألته الثالثة
فقال : سألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : ( عليك بكثرة السُّجـود ، فإنك لا تسجُد للهِ سجدةً إلإّ رفعك الله بها درجة ، وحطّ عنك بها خطيئة ) .
[ رواه مسلم والترمذي عن ثوبان وأبي الدرداء]
وإتماماً للفائدة نروي الحديثين الآتيين :
الأول :
عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم :
يقول : ( ما من عبد سجد لله سجدةً إلا كتب الله له بها حسنةً ، ومحا عنه بها سيئةً ، ورفع له بها درجةً ، فاستكثروا من السُّـجود )
[ رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ]
الثاني :
عن حذيفة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقول: ( ما من حالةٍ يكون عليها العبدُ أحبّ إلى الله من أن يراه ساجداً يُعَـفّـر وجهه في التراب )
[ رواه الطبراني في الأوسط ]
يتبع بإذن الله ....