الموضوع: شاعر الأسبوع
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2011, 11:49 PM   #242
حنين المنتدى
 
الصورة الرمزية همسة حنين
رقـم العضويــة: 78867
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 683
نقـــاط الخبـرة: 16

رد: شاعر الأسبوع

عروة بن الورد العبسي أبو الصعاليك،شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها وأبطالها الميامين، اجتمعت فيه صفات النخوة والكرم والشجاعة والنبل والعفة، وإغاثة الملهوف، وحفظ الذمام، ورعاية حق الجار. ولا تكاد تذكر صفة من صفات الفضيلة إلا وجدتها عنده.

نشأ في قبيلة "عبس" ولم يكن ذا يسار، لأن ماله ينفقه كله في ما يراه حقاً عليه، من إطعام الجائع والسعي على الضعفاء والمساكين
.


كان يكره الفقر كراهية تملؤها المرارة لأن نظرة الناس إلى الفقير فيها ازدراء واحتقار واستهانة، فيسعى إلى الغنى لأن الناس تقدر الغني وتوقره
.

يقول في ذلك
:

دعـيني للغنى أسعـى فـإني

رأيت الناس شرهـم الفقيـر
وأبعـدهم وأهـونهم عليهم
وإن أمسى له حسبٌ وخيـرُ
ويُلفى ذو الغنى وله جلالً
يكــاد فـؤاد صـاحبه يـطيــر
قـليـلٌ ذنبُـه والـذنبُ جــــمٌ
ولـكـن للغِـنى ربٌّ غـفـــــور

لذلك كان يلقي بنفسه في مهاوي الردى مغيراً على أعدائه، ليرجع إلى قومه وأهله غنياً فيغنيهم، يقول مخاطباً زوجته التي تحثه على حفظ ماله والبقاء بين أهله
:

ذريني أطــوف فـي البلاد لعـلني

أخليك أو أغنيك عن سوء محضري
فـإن فــاز سهم للمنيـة لـم أكــــن
جزوعـاً وهل عن ذاك مـن متـأخـــر
وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد
لكــم خلـف أدبـار البيـوت ومـنظـــر


كانت نفسه الأبيّة ترفض أن تتضاءل أمام غني يداريه الناس ويتقربون إليه، بل ربما كان موقف الناس من الغني أحد الدوافع القوية التي تهيب به إلى سلوك سبل المخاطر لأن في المال دعماً لقوة النفس كما يقول
:

ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً

من المالِ يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً، أو يصيب رَغيبة
ومبلـغُ نفسٍ عـذرهـا مثـل منجح
ويقول
:
فلَلموتُ خيرٌ للفتى من حياته

فقيراً، ومن مولى تـدِبُّ عقـاربـه
وسائلـةٍ أيـنَ الرحيـلُ وسائلٍ
ومن يسألُ الصعلوك أين مذاهبُه
مذاهبُـه أن الفجـاج عريضـة
إذا ضـنّ عـنــه بـالفَعــال أقـاربُــه

وفي المال كذلك إغناء للأهل والجيران
:
فــإذا غَـنيتُ فــإن جــاري نيلـه

من نائلي وميسّري معهـودُ
وإذا افتقرتُ فلن أرى متخشعاً
لأخي غِنىً، معروفُه مكدود

ولا يكتفي بهذا بل يحث الفقراء الصعاليك أن ينهجوا نهجه ويركبوا المخاطر والأهوال ليصيبوا غنى من غزوة أو غارة يشنونها على الأعداء. فيثني على أولئك الصعاليك الممتلئة نفوسهم بالشجاعة والنخوة والعزة، وينحي باللائمة على أولئك الصعاليك التعساء ذوي النفوس الخوارة الضعيفة التي تعيش بين بيوت الحي لا هم لهم إلا ملء بطونهم يعينون نساء الحي من غير طلب منهن ينامون على الأرض كالإبل المرهقة المتعبة
:

لحى الله صُعلوكـاً إذا جَنّ ليلُه

مصافي المشاشِ آلفاً كل مَجزر
يَعُـدُّ الغِنـى من نفسـه كل ليلـة
أصاب قراها من صديق ميسّـــــر
يعين نساء الحي ما يستعِنـَّـــه
ويمسي طليحـاً كالبعيـر المحسّـر
ولكـنّ صُعلوكاً صفيحة وجهه
كضَـوءِ شهـاب القـابس المتنـور
مطـلاً علـى أعدائـه يزجرونـه
بساحتهـم زجَـر المنيـح المشهــر
فـذلك إن يلــق الـمنيـة يلقهــا
حميـداً وإن يستغـنِ يومـاً فـأجـدر


همسة حنين غير متواجد حالياً