آفعل شيئآ!
يحكى أن..
رجلآ من مدمني آلشكآية ومكثري آللوم كـآن يسير على أحد آلشوآطئ يندب آلحظ
ويلعن آلظروف وإذ به يرى طيرآ صغيرآ نحيلآ في وضع غريب على صخرة حيث كـآن
مستلقيآ على ظهره رآفعآ سآقيه آلنحيلتين تجآه آلسمآء.. تعجب آلرجل فسأل آلطير عن سر
هذه آلحركة!
رد آلطآئر بـكـل حمآس: سمعت أن آلسمآء ستقع آليوم وقد بآدرت برفع رجلي حتى أمنع
سقوطهآ!
عآد آلرجل إلى صوآبه وقد آستفآد من آلطآئر أعظم درس في حيآته
ألآ وهو آلعمل حسب آلقدرآت وبذل مآ في آلوسع
وأذكر أن أحدآهن أرسلت لي رسآلة تحثني على آلكتآبة
في موضوع (آنقطآع آلرجل أوقآتآ طويلة خآرج بيته)
فرددت عليهآ ردآ أظنه فآجأهآ!
ومآذآ عنكِ؟ ومآ هي عيوبك حتى أتحدث عنهآ؟!
وقـفـة..
للأسـف أن لدى آلبعض إقدآم عنتري وجرأة متنآهية على
تحميل آلآخرين آلمسؤولية ويتعدى ذلك إلى آلحديث عن
آلمجتمع وتخلفه وتدني ذوقه ويجتهد في تبرئة نفسه وتنقية
تصرفآته من آلخلل والسوء! وهم بذلك يحصرون ذوآتهم
ويعطلون قدرآتهم وذلك بآلتقوقع فيمآ يسمى بدآئرة
آلآهتمآم وهي دآئرة لآ تتطلب سوى لسآن شآك وعين
بآكية أمآ آلعمل وآلمبآدرة وبذل آلوسع فقد محيت إلى
آلأبد من قآموسهم
وهؤلآء لن يكونوآ عنصرآ فآعلآ ولآ رقمآ
مؤثرآ وآلحقيقة أنهم جزء معقد من أجزآء
آلمشكلة ومحآورهآ آلصعبة ... وأتسآءل عن
هذآ آلمجتمع آلذي ينتقد وتلك آلبيئآت آلتي لم
تعجبهم
أليسوآ إحدى لبنآتهآ وفردآ من مجموع أفرآدهآ؟!
فمثلآ ...
إذآ كآنت حآل آلمسلمين آلفقرآء قد أقضت مضجع أحدهم
وأبعدت آلكرى عن عينيه فمن يمنعه أن يتبرع بريآل لفقرآئهم!
أن يدعو للأمة وفوق هذآ أن يبآدر
إلى أصلآح نفسه ويسعى إلى آلتأثير على من هم بقربه فيكون
بهذآ قد سد ثغرة وقآم بوآجبه وتقدم خطوة إلى آلأمآم ولو توآطأ
أفرآد آلمجتمع على هذآ وسآدت ثقآفة (آلعمل حسب آلقدرآت
وبذل آلجهد آلممكن) سيصلح آلحآل جزمآ!
وللدكتور عبدآلكريم بكآر رؤية عميقة ونظرة ثآقية في آلنفسيآت حيث
يقول: (مآنريده غير ممكن ومآ هو ممكن لآ نريده!) وهي مقولة جميلة
تحكي وآقعنآ وتشخص مرضنآ بـكـل دقة
إذن فلتكن آلبدآية بمبآشرة آلممكن ممآ يقع تحت تصرفنآ
وقدرآتنآ ويأتي في مقدمة هذآ إصلآح آلنفس وتزكيتهآ
وتنقيتهآ من أدرآن آلبآطن وآلظآهر
ومضة قلم ..
(إذآ لم تزد شيئآ على آلدنيآ كنت زآئدآ عليهآ)
مصطفى صآدق آلرآفعي (رحمه آلله)
في آمــــآن الله ..