عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-16-2011, 01:28 PM
الصورة الرمزية Ḿooŋ light  
رقـم العضويــة: 71413
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 2,964
نقـــاط الخبـرة: 440
Twitter : Twitter
Formspring : Formspring
افتراضي قصص ألف ليلة وليلة ( الليلة الثانية عشر )








الســـلـااامـ عـــليكمـ ورحـــمة الله

كيفكمـ عشاقـ وعاشقاتــ منتدانا الغاليــ

أتمنى تكـــونو بأتمـ الـــــصحة والعــــافية

اليومـ أقدمـ لكمـ ( الليلة الثانية عشر )

منـ ســــــلسلة قـــصصــ ألفـ لـــيلة ولـــيلة

أتمنى أنـ تنالــ رضائكمـ واستحسانكمـ

اترككمـ مع الاحداثــ

.
.
.
.
.



وفي الليلة الثانية عشرة قالت: بلغني أيها المــلك الســعيد أن الصــعلوك قال للـصبية: ثم خرجتُ إلى

المقابر وفتشت على التربة فلم أعــرفها ولم أزل أفــتش حتى أقبل اللــيل ولم أهتد إليــها فرجعت إلى

القصــر لم آكل ولم أشــرب وقد اشــتغل خاطــري بابن عمي من حــيث لا أعلم له حالًا فاغتممت غمًا

شديدًا وبت ليلتي مغموماً، إلى الصباح فجئت ثانيًا إلى الجبانة وأنا أتفكر فيما فعله ابن عمي، وندمت

على سماعي منه وقد فتشت في الترب جميعًا فلم أعرف تلك التربة، ولازمت التفتيش سبعة أيام فلم

أعرف له طريقاً
.



فزاد بي الوســواس حتى كدت أن أجن فلم أجد فرجًا دون أن سافرت، ورجعت غليه، فساعة وصولي

إلى مدينة أبي نهض إلى جماعة من باب المدينة وكتفوني فتعجبت كل العجب إني ابن سلطان المدينة

وهم خدم أبي وغلماني، ولحقني منــهم خوف زائد، فقلت في نفسي يا ترى أجرى على والدي وصرت

أسأل الذين كنفوني عن سبب ذلك فلم يــردوا علي جواباً
.



ثم بعد حين قال لي بعضــهم وكان خادمًا عنــدي، إن أباك قد غدر به الزمــان وخانته العســاكر وقتله

الوزير ونحن نترقب وقوعــك، فأخذوني وأنا غــائب عن الدنيا بسبب هذه الأخبــار التي ســمعتها عن

أبي فلما تمثلت بين يدي الــوزير الذي قتل أبي وكان بيني وبينه عــداوة قديمة وسبب تلك العداوة أني

كنت مولعًا بضر البنــدقية فاتفق أني كنت واقفًا يومًــا من الأيام على سطح قصر وإذا بطائر نزل على

سطح قصر الــوزير وكان واقفًا هناك، فأردت أن أضرب الــطير وغذا بالبندقية أخطــأت عين الوزير،

فأتلفتها بالقضاء والقدر كما قال الشاعر
:



دع الأقدار تفعل ما تشاء وطب نفسًا بما فعل القضـاء
ولا تفرح ولا تحزن بشـيء فإن الشيء ليس له بقـاء



وكما قال الآخر
:



مشينا خطا كتبت علينـــا ومن كتب عليه خطًا مشـــاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها



ثم قـال ذلك الصعلوك: فلمــا أتـلفت عين الـوزير لم يقدر أن يتكلم لأن والــدي كان ملك المــدينة فهذا

ســبب العداوة التي بيني وبينه فلما وقفت قدامه، وأنا مكتف أمر فضرب عنقي فقلت أتقتلني بغير ذنب

فقال أي ذنب أعــظم من هذا، وأشـار إلى عينه المتلفة فقلت له: فعلت ذلك خطــأ، فقال إن كنت فعلته

خطــأ فأنا أفعله بك عمدًا ثم قــال قدمــوه بين يدي فقدموني بين يديه، فمد إصــبعه في عـيني الشــمال

فأتلفها فصرت من ذلك الوقت أعــور كما تروني، ثم كتفني ووضعني في صندوق وقال للسياف: تسلم

هذا وأشهر حســامك، وخذه واذهـب به إلى خاــرج المدينة واقتله ودعه للوحــوش، تأكله فــذهب بي

الســياف وصار حتى خرج من المدينة، وأخــرجني من الصــندوق وأنا مكتــوف اليدين مـقيد الرجلين

وأراد أن يغمي عيني ويقتلني فبكيت وأنشدت هذه الأبيات
:



جعلتكمو درعًا حصينًا لتمنعوا سهام العدا عني فكنتم نصالها

وكنت أرجي عند كل ملمة تخــص يميني أن تكون شـــــمالها
دعوا قصــة العذال عني بمعزل وخلوا العـدا ترمي إلي نبالها
إذا لم تقوا نفسي مكايدة العدا فكونوا سكوتًا لا عليها ولا لها


وأنشدت أيضًا هذه الأبيات
:



وإخوان اتخـــذتهم دروعـــاً فكانــوها ولكــن للأعـــادي
رحلتهم ســهاماً صــائبات فــكانوا ولكــن في فـــــــؤادي
و قالوا قد صفت منا قلوب لقد صدقوا و لكن عن ردادي
وقــالوا قد سعينا كل سـعي لقد صدقوا ولكن في فسادي


فلما سمع الســـياف شعري وكان ســـياف أبي ولي عليه إحسان، قــال يا ســيدي كيف أفعل وأنا عبد

مأمور ثم قال لي فر بعمرك ولا تعد إلى هذه المدينة فتهلك وتهلكني معك كما قال الشاعر
:



ونفسك فر بها إن خفت ضيمًا وخل الدار تنعي من بناها

فإنك واحـــد أرضًا بأرض ونفســـك لم تجد نفسًا سواها
عجبت لمن يعيـــش بدار ذل وأرض الله واســـعة فلاها
و من كانت منيته بأرض فليس يمـوت في أرض سواها
وما غلظت رقـــاب الأسد حتى بأنفســها تولت ما عناها


فلما قال ذلك قبلت يديه وما صدقت حتى فررت وهان علي تلف عيني بنجاتي من القتل، وسافرت حتى

وصــلت إلى مدينة عمي فــدخلت عليه وأعلمته بما جرى لوالدي، وبما جرى لي من تلف عيني فبكى

بكاء شــديدًا وقال لقد زدتني همًا على همي وغمًا على غمي، فإن ابن عمك قد فقد منذ أيام ولم أعلم

بمــا جرى له ولم يخبرني أحد بخبره وبكى حتى أغمي عليه فلما اسـتفاق قال يا ولـدي قد حزنت على

ابن عمك حزنـــاً شديداً وأنت زدتني بما حصــل لك ولأبيك، غمًا على غمي، ولكن يا ولــدي بعينك ولا

بروحك ثم إنه لم يمكني السكوت عن ابن عمي الذي هو ولده فأعلمته بالذي جرى له كله ففرح عمي

بما قلته له فرحًا شديدًا عند سماع خبر ابنه، وقال أرني التربة فقلت والله يا عمي لم أعرف مــكانها

لأني رجعت بعد ذلك مرات لأفتش عليــها فلم أعرف مكانها، ثم ذهبت أنا وعمي إلى الجبـانة، ونظرت

يمينًا وشمالًا فعرفتها ففرحت أنا وعمي فرحاً شديداً ودخلت أنا وإيــاه التربة وأزحنا الــتراب ورفعنــا

الطـــابق ونزلت أنا وعمي مقدار خــمسين درجة، فلما وصلنـا إلى آخر الســلم وإذا بدخان طلع علينا

فغشي أبصارنا، فقال عمي الكلمة التي لا يخاف قائلها وهي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم

مشينا وإذا نحن بقاعـــة ممتلئة دقيقًا وحبوبًا ومــأكولات وغير ذلك ورأينـــا في وســط القاعة ستارة

مسبولة على سرير فنظـر عمي إلى الســرير فوجد ابنه هو والمــرأة التي قد نزلــت معه صــار فحمًا

أســود وهما متعانقـان كأنهما ألقيا في جب نار، فلما نظر عمي بصق في وجهه وقال تستحق يا خبيث

فهذا عـــذاب الدنيا وبقي عـــذاب الآخرة وهو أشد وأبقى ...

وأدرك شـــهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
.



يتبـــ‘ع بإذنـ الله

.
.
.