عن وعلى وارتباطهما بالجواب
السلام عليكم
كثيرا ما يختلط على أبنائنا وفي الكثير من الكتابات الصحفية وضع على بدل عن
إن الإجابة ـ وهي مصدر ـ تعني: التلبية كما قال الفرّاء.
ومن أسماء الله سبحانه وتعالى : المجيب، ( وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول). وهو إسم فاعل من أجاب يجيب. والجواب معروف: رديد الكلام، والفعل: أجاب يجيب وهذا ما ورد في لسان العرب ويضيف إليه : الإجابة رجع الكلام نقول: إجابة عن سؤاله، وقد أجابه إجابة وجوابا وجابة.
ما الذي يجعل الحرف (عن) يلحق الإجابة حيثما وردت هذه الكلمة فعلا أو إسما؟
لنلتمس الإجابة عن سؤالنا هذا في البحث عن معاني الإجابة: إنها تعني الخرق، والشق، كما جاء في اللسان، والدكتور مصطفى جواد يضيف إليهما: القطع والإبانة. ويورد اللسان حديث أبي بكر رضي الله عنه، قال للأنصار يوم السقيفة: إنما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحى عن قطبها. أي خُرقت العرب عنا، فكنا وسطا، وكانت العرب حوالينا كالرحى، وقطبها الذي تدور عليه.
وانجاب عنه الظلام : إنشق . وانجابت الأرض: انخرقت. ويزيد الدكتور مصطفى هذه الجمل وضوحا بقوله ( قل ولا تقل ) وبهذا علّمنا أن معنى (أجاب عنه) هو: شق عنه، وأبان عنه، وقطع عنه، وخرق عنه. أي شق عنه الغموض أو الجهل، ولا يجوز استعمال الحرف (على) فكما لا يقال شق الإبهام عليه، ولا أبان الإبهام عليه، ولا خرق الإبهام عليه، كذلك لا يقال : أجاب عليه بل أجاب عنه، أي السؤال.
وإذا أريدت الظرفية فلا مانع من استعمال الحرفين معا، فيقال: أجاب المسؤول عن السؤال على ورقة، وكما يقال: تكلم المحامي عن موكله على القضية، وذلك باستعمال حرفي الجر معا (عن وعلى)ولكل منهما معناه وموضعه، وإن كانا في جملة واحدة.
ويضيف الدكتور جواد إلى ذلك: أن ( أجاب عليه ) عند الفصحاء يفيد معنى ( غطاه وغطى عليه) ولما كانت الإجابة إبانة وإفصاحا وليست تغطية وجب أن نقول : أجاب عن ، وإجابة عن.
شكرا للمتابعة ودمتم بخير
عبد العزيز:1 (41):
|