كلنا يعرف معنى فتنة المحيا ، ولكن ما هي فتنة الموت ؟؟؟
في صلاتنا بعد التشهد نقول : اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات
إنها فتنة شديدة الخطورة ولا تقل خطورة عن فتنة الدنيا
وهي أن يأتي لك الشيطان وأنت في سكرات الموت فيغويك بأن تكفر بالله ، أو بأن تموت على دين النصارى ليضمن لك الجنة
والميت في تلك اللحظة ضعيف خائف مرتعد ، لا يرى من حوله من البشر ، لأنه في سكرات الموت الأخيرة
والعياذ بالله قد يضعف فيخضع لرغبة الشيطان
روي عن الإمام أحمد بن حنبل " من حديث للشيخ عمر عبد الكافي " أنه في سكرات موته جلس إلى جواره ابنه يلقنه الشهادة
فكان يقول له : والله لا أقولها أبدا ، فارتعد ابنه والحاضرون ، الأمام أحمد لا يقول الشهادة ، وبعد لحظات من الإلحاح من ابنه
أفاق الإمام لحظات فقال فيها : يا بني لا تثقل على المحتضر ، فأنت لا تدري أين هو ، فسأله ابنه ولماذا قلت لي كذا ..
قال : تمثل لي الشيطان يغويني ويطالبني بكلمة الكفر ، فكنت أقول له: والله لا أقولها أبدا
فتلك لحظة حاسمة يريد الشيطان أن يفوز بالعبد وخاصة المؤمن في النار معه ، ولكن يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا بالقول الثابت وفي الآخرة
فما معنى الثبات في الآخرة ؟ هذا ما قلناه أولا
وثانيا ما بعد الدفن ، يسأل العبد عن ربه ودينه والرسول الذي أرسل في قومه
ويجيب بثبات من يثبته الله فيقول - اللهم اجعلنا منهم يا رب - ربي الله وديني الإسلام ورسولنا محمد
ولو لم يثبت الله المرء لا يذكر شيئا منها ، مع أنه يعلم الإجابة جيدا ،فاللسان يثقل عن نطقها فينتهي الاختبار بسقوط ذريع وعذاب شديد في القبر
يليه عذاب الآخرة ولعذاب الآخرة أدهى وأمرّ
اسألوا الله الثبات ، لقنوا المحتضر لا إله إلا الله بأن يقول أحد الجالسين : وحدوا الله
لا يوجهها للميت خاصة بل لكل الحاضرين، فإن استطاع الميت ترديدها سيرددها لا شك في ذلك
ولا تنسوا قراءة يس على المحتضر فهي تهون سكرات الموت
هدانا الله سبل الإيمان والتقوى