عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2011, 01:09 AM
الصورة الرمزية Al3asq 2  
رقـم العضويــة: 89414
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 279
نقـــاط الخبـرة: 103
من أين جاء الشر؟!!؟





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير يأصدقاء اليوم
اقدم لكم بحثي حول الشرسنبُين لكُم في هذا الموضوع
تعريف عن الشر كيف ظهر وكيف حصل ومن ثم سنتعرف
على المعتقدات التي اعتقد بها بعض الاشخاص ولا أريد
ان افسد عليكم الموضوع اقرؤا وستعرفون ماذا يحصل وماذا يجري
اسف جداً لا أحُب المقدمات الطويلة لأن
الموضوع طويل ولا أريد ان يصيبكُم
الملل



لماذا يتصرف الإنسان في بعض الأحيان بصورة فاضلة وأخلاقية وفي حالات آخرى يكون قادراً على ارتكاب أفظع
الجرائم؟ سؤال حاولت المدارس الفكرية والدينية الإجابة عليھ منذ بدء التاريخ.



قصة المھندس النمساوي جوزيف فريتزل الذي قام باحتجاز ابنتھ واغتصابھا لما يقارب الربع قرن في قبو منزلھ، أو قصة
السيدة الأمريكية تشاينا أرنولد التي قامت بقتل طفلتھا الرضيعة بوضعھا في فرن المايكرويف، وقصص الحروب
والتعذيب التي تغطي كافة أرجاء الأرض... أمام كل ھذه القصص، تتبادر الى الذھن أسئلة في غاية الأھمية: ما ھو
الشر؟ لماذا ھو موجود؟ ھل الإنسان شرير الى ھذا الحد؟ولماذا؟ الإجابات مختلفة، لكنھا ليست مقنعة دائماً... بعض
الفلاسفة، كسقراط ، يرون أن الشر ھو مجرد الجھل وعدم القدرة على فھم ماھية الخير... أما بالنسبة لآخرين كھيغل،
فالشر ھو الوجھ الآخر للخير، وجھ لا مفر منھ ولا بديل عنھ... أديان كثيرة، على الجانب الآخر، تتحدث عن الشر
المطلق الذي ھو فوق العالم الطبيعي الذي نعرفھ: إنھ الشيطان... إلا أن رجال الدين يتحدثون عن الإلھ العادل
والرحيم واللطيف، لكنھم يختلفون عندما يتم التوجھ إليھم بالسؤال: لماذا يوجد ھذا الشيطان؟ لماذا لم يترك الإلھ الكون
خيراً بالمطلق؟ الفيلسوف الإغريقي Epicurus أبيقور( 324-270 قبل الميلاد) قام بوضع معضلة لا تزال قائمة حتى
الآن حول ھذا الشأن: » الرب، إما أن يكون راغباً في إزالة الشر لكنھ لا يستطيع، أو أنھ يستطيع لكنھ لا يريد، أو أنھ لا يريد
ولا يستطيع... إذا كان يريد ولا يستطيع، فھو عاجز؛ إلا أن ھذا ليس من مواصفات الرب... وإذا كان يستطيع ولا يريد فھو
ليس خيّراً؛ وھذا عكس مواصفات الرب تماماً... إذا كان لا يريد ولا يستطيع، فھو عاجز وليس خيراً، أي أنھ ليس رب
على الإطلاق... أما إذا كان يريد ويستطيع، فلماذا الشر موجود إذا ؟.

تعريف الشر المتوافق عليھ بين الجميع ھو أنھ نقيض الخير؛أي أنھ كل ما لا يرغبھ أحد أما البحث عما
ھو أكثر دقة من ھذا فسيدخلنا في خلافات معقدة... لماذا؟ فلنأخذ مثال القتل: فمع أننا جميعاً نعتبره تمثيلا
فعلياً للشر؛ إلا أنھ كان ضرورياً لوضع حد لطموحات ھتلر المجنونة مثلاً... كذلك فالعديد من
الأديان تعتبر القتل الناتج عن الحروب سبيلا لنشر الخير (كالجھاد في الدين الإسلامي، والحروب الصليبية في الدين
المسيحي وغيرھا) اليوم، علماء الإجتماع والنفس والإيثولوجيا (أو السلوك الحيواني) والتطور البيولوجي يعملون
على دراسة الشر بصورة أكثر واقعية دون أن يتوقعوا الوصول الى تعريف كلي شامل بل من أجل التوصل الى
سبب وجوده الطب تمكن من اخبارنا أن أشكالا عديدة من التصرفات العنيفة من الممكن عزوھا الى حالات مرضية نفسية.
عالم الإيثولوجيا النمساوي Eibl Eibesfeldt من معھد ماكس بلانك ومؤسس الفرع العلمي "الإيثولوجيا البشرية"
يرى الخير والشر، الإيثار والأنانية كتصرفات غريزية في الإنسان كانت نتاجًا للتطور البيولوجي خلال ملايين
السنين: وھو صراع مستمر بين غريزة التملك والدفاع عن المجال الحيوي (Territory) لذلك الإنسان من جانب
وبين غريزة التعاون مع الآخرين من جانب آخر.


لماذا يوجد الإيثار؟

يقول البروفيسور ستيفان ھارناد Stevan Harnad الباحث في جامعة كيبك في مونتريال كي يكون الإيثار
موجوداً، يجب أن تكون الحاجات الأساسية للإنسان (كالماء والطعام والمسكن والجنس) مشبعة لھذا فالأفراد في
مجتمعات الدول الأوروبية الشمالية، حيث ھناك توزيع عادل للثروة وھناك ظروف رفاھية أفضل، لا يعانون من الظلم
وھناك شر أقل... في حين أنھ في الدول التي تشح فيھا المصادر والثروات وتزيد فيھا الكثافة السكانية، يكون
فيھا ظلم أكثر وجرائم أكثر وانعدام للمساواة... ووفقاً لما كتبھ تشارلز داروين عام 1851 (القبيلة المكونة من عدة
أفراد مستعدين لتقديم العون لبعضھم البعض بشكل متبادل والتضحية بأنفسھم من أجل المصلحة العامة، ستكون
منتصرة على بقية القبائل) إذاً فإن عملية الإختيار الطبيعي Natural Selection تفضل بقاء واستمرارية كل
عضو من تلك القبيلة (و سلالته) على أفراد آخرين قرروا العيش بشكل منفرد




مفهوم الشر: منذ التاريخ وحتى اليوم


ما ھو الشر؟ سؤال حاول الإنسان ايجاد اجابات له على مر العصور ومع طول المدة التي استغرقھا
البحث في ماھيته، فا
لإجابة النھائية لا زالت بعيدة.الفيلسوف الإغريقي سقراط (470-399 قبل الميلاد)
كان يؤكد أن الإنسان ھو عبارة عما تمثله روحه؛ أي ما يمثله منطقه و وعيه؛ لھذا فلا داعي لھذا اللھاث
المتواصل والمتشنج وراء المتع والثروات كل ھذه مسارات مزيفة الخير يمكن الوصول إليه عن طريق العناية
بالروح و المعرفة وحدھا قادرة على جعل الروح وفق طبيعتھا الأساسية الخيّرة والكاملة... ومن ھذا التفسير قدم
سقراط الوعي والمعرفة على أنھما فضيلة في حين أن الجھل رذيلة... فمن يقترف أموراً شريرة، يقوم بذلك
لأنه في حقيقة الأمر يتجاھل الخير؛ لھذا ھو ضحية الجھل.

كونفوشيوس أوMaster Kung (ولد في الصين عام 551 قبل الميلاد) قدم الأمور بنفس أسلوب سقرط
تقريباً... فقد ساند فكرة أن الإنسان خيّر بطبعه وأن الشر ينتج عن الجھل
الكتب المقدسة تقدم النظام الأخلاقي على أنه قادم من الرب... لھذا فالخير وفقاً لھذه النظرة تحول
الى طاعة الأوامر الإلھية... أما الشر فھو ارتكاب الآثام؛ أي مخالفة التعاليم الدينية

معتقدات عن الشر

يقول الدكتور روي بوميستر Roy Baumeister أستاذ علم النفس في جامعة فلوريدا (ما يتوجب علينا معرفتھ أولاً
ھو أننا جميعاً قادرين على ارتكاب أمور قد يراھا آخرون شريرة، وحشية، و عنيفة... فھذا يعتمد على الظروف المحيطة
التي تسمح لنا بتفسير الأحداث) ھناك أمور كثيرة يسود اعتقاد بصحتھا في حين أنھا غير صحيحة... وھذا عدد منھا

1- ليس صحيحاً أن من يرتكب أموراً شريرة يفعل ذلك دائماً برغبتھ و بصورة متعمدة ربما يبدو الأمر ھكذا
بالنسبة للضحية أما بالنسبة للمتسبب بالشر، فھناك دائماً عذر مقبول ومبرر منطقي

2- ليس صحيحاً أن ھناك من يرتكب أموراً شريرة لمجرد شعوره بمتعة ارتكابھا... فھناك دائماً سبب يدعوه
لذلك ليس ھو حب الشر بحد ذاته.

3- ضحية الشر ليست دائماً بريئة وخيّرة ففي حالات كثيرة الضحية ترتكب أموراً تؤدي بالطرف الآخر
الى ردة فعل شريرة؛ وتجعلھ مقتنعاً تماماً بأن ما يقوم به له ما يبرره.

4- الشر ليس حكراً على الإنسان كما تدعي بعض المعتقدات؛ فھو موجود في المملكة الحيوانية أيضاً

لماذا الشر؟

لا يوجد أي شخص يرى نفسھ شريراً على الإطلاق كل من يرتكب شروراً (من وجھة نظرك)
قام بھا لوجود أسباب مشروعة ومنطقية (من وجھة نظره) وفقاً لرؤية أستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد
ألبرت باندورا Albert Bandura ربما يكون السبب ھو أن القواعد الأخلاقية لدى الإنسان ليست ثابتة
وعميقة في داخلھ كما نعتقد؛ يعود ھذا الأمر على الأغلب الى أنھ في الماضي اضطر لإرتكاب أعمال مريعة
في صراعه من أجل البقاء على قيد الحياة متجاھلاً تلك القواعد. من جانب آخر، ومن أجل البقاء أيضاً،
فقد كان ضرورياً اظھار العدو بمواصفات الشرير وذلك لتحريك المشاعر المزروعة داخلنا والتي ترغب
بشدة في أن نكون خيّرين حتى عندما نتوجھ الى الحرب لقتل الآخرين... ولإظھار العدو بتلك الصورة،
فھناك حاجة الى آلة دعائية تحرك مشاعر أفراد القبيلة، المدينة، أو الدولة في حقيقة الأمر، قد تكون ھذه الروايات
المختلفة حول أصل الشر و منبعھ الرئيسي مجرد أسلوب ابتدعھ الإنسان مع بدء تاريخھ ليرمي مسؤولية أفعالھ
(التي لا يرضى ضميره عنھا عندما ينظر إلى مرآة نفسھ) على قوة سُفلية سماھا بالشيطان أو العفاريت أو وساوس
العالم الآخر لكن ما يتوجب على الإنسان فعلھ ھو البدء بتحمل نتائج أفعالھ بنفسھ و النظر الى الآخرين كأفراد مماثلين
لھ، مھما اختلفت أفكارھم ومعتقداتھم وتاريخھم ولغتھم.

وفي أمان الله