عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2011, 06:36 PM   #2
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية М О Н Λ М Σ Đ
رقـم العضويــة: 76838
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 2,273
نقـــاط الخبـرة: 304

رد: شعر البوصيري ..... فن مدح الرسول الكريم





إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ


إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْد**** فليس لما أوليت من نعمٍ حدُّ

ُلك الأمرُ من قبل الزمانِ وبعده*** ومالكَ قبلٌ كالزمانِ ولا بعدُ ِ

وحُكْمكَ ماض في الخلائِق نَافذ*** إِذا شئتَ أمراً ليس من كونِه بُدُّ

ٌتُضلُّ وتهدي منْ تشَاءُ منَ الوَرَى*** وما بِيد الإنْسَان غَيٌّ ولا رُشْدُ

دعوا معشر الضلال عنا حديثكم*** فلا خطأٌ منه يجابُ ولا عمدُ

فلو أنكم خلقٌ كريمٌ مُسختم*** بقَوْلِكُم لكن بمَنْ يُمْسَخُ القِرْدُ؟

أتانا حديثٌ ما كرهنا بمثله*** لكُمْ فِتْنَة ً فيها لمِثلِكُمُ حَصْدُ

غَنِيتُمُ عَنِ التأْويلِ فيه بظاهر*** وَمَن ترَكَ الصّمْصَامَ لم يُغَنِهِ الغِمْدُ

وَأَعْشى ضياءُ الحقِّ ضَعْفَ عُقُولِكم*** وشمسُ الضُّحَى تَعْشَى بها الأَعيُنُ الرُّمْد

ْولن تدركوا بالجهل رشداً وإنما*** يُفرقُ بين الزيفِ والجيد النقدُ

وعظتم فزدتمْ بالمواعظِ نسوة ً*** وليسَ يفيدُ القَدْحُ إن أَصْلَدَ الزَّنْد

وما لَيَّنتْ نار الحجازِ قلوبكم*** وَقد ذابَ مِن حرِّ بها الحَجَرُ الصَّلْدُ

وَما هِيَ إلا عينُ نَارِ جَهنَّم*** تَرَدَّدَ مِنْ أَنفاسِها الحرُّ وَالبَرْدُ

أتت بشواظٍ مُكفَهِرٍ نحاسه*** فلوِّحَ منها للضحى والدجى جلد

ُفما اسودَّ من ليلٍ غدا وهو أبيضٌ*** وَما ابيضَّ منْ صبْحٍ غَدا وَهْوَ مُسْوَدُّ

تُدَمِّرُ ما تأتي عليه كعاصفٍ*** من الرِّيح ما إن يُستطاعُ لهُ رَدُّ

تَمُرُّ عَلَى الأرض الشديد اختلافُها*** فَتُنْجِدُ غَوْراً أوْ يغورُ بها نَجْدُ

وَتَرْمِي إلى الجوِّ الصُّخورَ كأنما*** بِباطِنهَا غيظٌ على الجَوِّ أوْ حِقْدُ

وتخشى بيوتُ النارِ حرَّ دُخانها*** وَيَزْدَادُ طُغيانا بها الفُرسُ والهِنْدُ

فلو قَرُبَتْ مِنْ سَدِّ يأجُوجَ بَعْدَما*** بَنَى منه ذُو القَرْنَيْنِ دُكَّ بها السَّدُّ

وَلَمَّا أساء الناسُ جِيرة َ ربِّهِم*** ولمْ يَرْعَها منهم رئيسٌ وَلا وَغْدُ

أَراهم مَقاماً ليسَ يُرْعَى لِجَارِهِ*** ذمامٌ ولم يحفظ لساكنه عهدُ

مدينة نارٍ أحكمت شرفاتها*** وأبراجها والسورُ إذ أبدع الوقدُ

وقد أبصرتها أهل بصرى كأنما*** هي البصرة الجاري بها الجزر والمدُّ

أضاءت على بعد المزار لأهلها*** من الإبلِ الأعناقُ والليلُ مربدُ

أشارت إلى أن المدينة قصدُها*** وَلله سِرٌّ أنْ فَدَى ابنَ خَلِيلِهِ

يروحُ ويغدو كلُّ هولٍ وكربة***ٍ على الناس منها إذ تروح وإذ تغدو

فلمَّا التَجَوْا للمصطفى وتَحرَّمُوا*** بساحتهِ والأمرُ بالناسِ مشتدُّ

أتوا بشفيعٍ لا يردُّ ولم يكن***ْ بِخَلْقٍ سوَاهُ ذلك الهَوْلُ يَرْتَدُّ

فأُطْفِئَتِ النارُ التي وَقَفَ الوَرَى*** حيارى لديها لم يعيدوا ولم يبدوا

فإنْ حَدَثَتْ مِنْ بَعْدِها نارُ فِريَة*** فما ذلك الشيءُ الفَرِيُّ وَلا الإِدُّ

فللَّه سِرُّ الكائناتِ وجَهْرُها*** فكمْ حِكم تَخْفَى وَكَمْ حِكَم تَبْدُو

وقدماً حمى من صاحب الفيلِ بيته***ولمَّا أَتى الحَجَّاجُ أَمْكَنَهُ الهَدُّ

فلا تنكروا أن يحرمَ الحرمُ الغنى*** وساكنه من فخره الفقر والزهدُ

وقد فديت من ماله خير أمة*** ٍ وَلو خُيِّروا في ذلِكَ الأمرِ لَمْ يُفدُوا

فَواعَجَباً حتى البِقاعُ كَريمَة ٌ*** لها مثلُ ما للساكِنِ الجاهُ وَالرِّفْدُ

فإِن يَتَضَوَّعْ منه طِيبٌ بِطَيْبة ***ٍ فما هو إلاَّ المندلُ الرطبُ والندُّ

وإن ذهبت بالنار عنه زخارف*** فما ضَرَّهُ منها ذَهابٌ وَلا فَقْدُ

أَلاَ رُبما زادَ الحَبيبُ مَلاَحَة ً*** إذا شُقَّ عنه الدرعُ وانتثرَ العقدُ

وكم سُتِرَتْ لِلْحُسْن بالحَلْي مِنْ حُلًى*** وكم جَسَدٍ غَطَّى مَحَاسِنَهُ البُرْدُ

وأهيبُ ما يُلقى الحسامُ مجرَدَّاً*** ورَوْنَقُهُ أنْ يَظْهَرَ الصَّفْحُ وَالحَدُّ

وما تلكَ للإسلامِ إلا بواعث*** على أَنْ يجِلَّ الشَّوْقُ أوْ يَعْظُمَ الوَجْدُ

إِلى تُرْبَة ٍ ضَمَّ الأَمانَة َ والتُّقَى*** بها والنَّدى والفضلَ من أحمدٍ لحدُ

إلى سَيِّدٍ لم تأْتِ أُنْثَى بِمِثْلِه***وَلاَ ضَمَّ حِجْرٌ مِثْلهُ لاَ وَلاَ مَهْدُ

ولم يمشِ في نعلٍ ولا وطىء َ الثرى*** شبيهٌ له في العالمين ولا ندُّ


شَبوقد أُحْكِمَتْ آياتُهُ وتشابَهَت*** فَلِلْمُبْتَدِي وِرْدٌ لِلمُنْتَهي وِرْد



-------------------------------------------

يتبع
-------------------------------------------------------------------------------------------
М О Н Λ М Σ Đ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس