عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2011, 06:36 PM   #3
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية М О Н Λ М Σ Đ
رقـم العضويــة: 76838
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 2,273
نقـــاط الخبـرة: 304

رد: شعر البوصيري ..... فن مدح الرسول الكريم



إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ...2



وإن كان فيها كالنجوم تناسخ***فطالعُهَا سَعْدٌ وغاربُها سعْدُ

وإن قصرت عن شأوها كل فكرة ٍ*** فليست يدٌ للأنجم الزهرِ تمتدُ

فلمَّا عَمُوا عنها وصَمُّوا أَراهم*** سيوفاً لها برقٌ وخيلاً لها رعدُ

ومن لم يلن منه إلى الحق جانبٌ*** بِقَولٍ أَلانَتْ جَانِبَيهِ القَنا المُلْد

وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء ٍ*** ويشفيه من داء به الكي والفصدُ

فغالبهم قومٌ كأن سلاحهم*** نيوبٌ وأظفارٌ لهم فهم أسدُ

ثقاتٌ من الإسلامِ إن يعدوا يفوا*** وإن يسألوا يهدوا وإن يقصدوا يجدوا

وَأَمَّا مكانُ الصِّدقِ منهم فإِنه*** مقالهُمُ وَالطّعْنُ والضَّرْبُ والوعْد

إِذا ادَّرَعُوا كانتْ عُيُونُ دُرُوعِهِمْ*** قلوباً لها في الرَّوْحِ مِنْ بَأْسِهِم سَرْدُ

يشوقك منهم كل حلمٍ ونجدة*** ٍتَحَلَّتْ بِكلٍّ مِنْهما الشِّيبُ وَالمُرْد

بهاليلُ أما بذلهم في جهادهم*** فأنفسهم والمالُ والنصحُ والحمدُ

فلله صديقُ النبيِّ الذي له*** فضائلُ لم يدرك بعدٍّ لها حدُّ

وَمَنْ كانَ لِلْمُخْتَارِ في الغارِ ثانيا*** وَجَادَ إلى أنْ صارَ ليسَ لهُ وَجْد

فإِنْ يَتَخَلَّلْ بالعباءَة ِ إنه*** بذلك في خُلاَّتهِ العلمُ الفردُ

ومن لم يخف في الله لومة لائمٍ*** وَلم يُعْيِهِ قِسْطٌ يُقامُ وَلا حَدُّ

ولا راعه في الله قتلُ شقيقه*** ألا هكذا في الله فليكن الجَلدُ

ومنْ جَمَعَ القرآنَ فاجْتَمَعَتْ به*** فضائلُ منه مثل ما اجتمعَ الزبدُ

وجهَّزَ جيشاً سار في وقت عسرة*** ٍ تعذَّر من قوتٍ به الصاعُ والمدُّ

ومن لم يُعَفَّر كَرَّمَ الله وجهه***جبينٌ لغير الله منه ولا خدُّ

فَتَى الحَربِ شَيْخُ العِلْمِ والحِلْمَ والحِجَى*** عَلِيُّ الذي جَدُّ النَّبيِّ لَهُ جَدّ

ومَن كانَ مِنْ خيرِ الأَنامِ بِفَضْلِه*** كهارونَ مِن موسَى وذلكمُ الجَدُّ

تَوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْبَ ليس لهُ زَنْد*** وإن عجمت أفواهها عودَ بأسهِ

أَفادَتْكَ عِلْماً أَنَّ أفواهَها دُرْد*** يُوَرِّدُ خديهِ الجلادُ وسيفهُ

فذَاكَ إِذَا شَبَّهْتَهُ الأَسَدُ الوَرْد*** وعندي لكم آل النبي مودة ٌ

سَلَبْتُمْ بها قلبي وصارَ له عِنْد*** على أنَّ تذكاري لما قد أصابكم

يُجدِّدُ أشجاني وإن قدم العهدُ*** فِدًى لكُمُ قَوْمٌ شقُوا وَسَعِدْتُمُ

فدارُهمُ الدنيا ودارُكمُ الخُلْد*** أترجونَ من أبناء هندٍ مودة ً

وَقَدْ أرضَعَتْهُمْ دَرَّ بِغضَتِها هِنْد***ُ فلاَ قَبِلَ الرَّحْمنُ عُذْرِي عُداتِكم

فإِنهم لا يَنْتَهُونَ وإِنْ رُدُّوا*** إليك رسول الله عذري فإنني

بِحُبِّكَ في قَوْلِي ألِينُ وَأَشْتَدّ*** فإن ضاع قولي في سواك ضلالة ً

فما أنا بالماضي من القول معتدّ*** وما امتد لي طرفٌ ولا لان جانبٌ

لِغَيْرِكَ إلا ساءني اللِّينُ والمَدّ *** أأشْغَلُ عَنْ رَيْحَانَتَيْكَ قَريحَتِ

بشيحٍ ورندٍ لا نما الشيح والرَّند*** وأَدْعُو سِفاهاً غيرَ آلِكَ سادتي

وهل أنا إنْ وُفقتُ إلا لهم عبدُ*** فلاراح معنياً بمدحي حاتمٌ

ولا عُنِيَتْ هندٌ بِحبِّي ولا دَعْد*** ولا هيَّجت شوقي ظباءٌ بوجرة ٍ

ولا بعثتْ وصفي نقانقها الربد*** ويا طِيبَ تَشْبِيبي بِطَيْبَة َ لاثَنَى

عنان لساني عنك غورٌ ولا نجد***فَهَبْ لي رسولَ الله قُرْبَ مَوَدَّة ٍ

تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وتَرْوَى بِه كِبْد*** وإني لأَرجو أنْ يُقَرِّبَنِي إِلَى

جَنابِكَ إِرْقالُ الرَّكائِبِ والوخْد*** ولولا وثوقي منك بالفوزِ في غدٍ

لما لَذَّ لي يَوْماً شَرابٌ وَلاَ بَرْدُ*** علَيْكَ صلاة ُ الله يُضْحِي بطيْبَة ٍ


لَدَيْكَ بها وفْدٌ ويُمْسِي بها وفْد


-------------------------------------
يتبع
------------------------------------------------------------------
М О Н Λ М Σ Đ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس