إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ...2
وإن كان فيها كالنجوم تناسخ***فطالعُهَا سَعْدٌ وغاربُها سعْدُ
وإن قصرت عن شأوها كل فكرة ٍ*** فليست يدٌ للأنجم الزهرِ تمتدُ
فلمَّا عَمُوا عنها وصَمُّوا أَراهم*** سيوفاً لها برقٌ وخيلاً لها رعدُ
ومن لم يلن منه إلى الحق جانبٌ*** بِقَولٍ أَلانَتْ جَانِبَيهِ القَنا المُلْد
وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء ٍ*** ويشفيه من داء به الكي والفصدُ
فغالبهم قومٌ كأن سلاحهم*** نيوبٌ وأظفارٌ لهم فهم أسدُ
ثقاتٌ من الإسلامِ إن يعدوا يفوا*** وإن يسألوا يهدوا وإن يقصدوا يجدوا
وَأَمَّا مكانُ الصِّدقِ منهم فإِنه*** مقالهُمُ وَالطّعْنُ والضَّرْبُ والوعْد
إِذا ادَّرَعُوا كانتْ عُيُونُ دُرُوعِهِمْ*** قلوباً لها في الرَّوْحِ مِنْ بَأْسِهِم سَرْدُ
يشوقك منهم كل حلمٍ ونجدة*** ٍتَحَلَّتْ بِكلٍّ مِنْهما الشِّيبُ وَالمُرْد
بهاليلُ أما بذلهم في جهادهم*** فأنفسهم والمالُ والنصحُ والحمدُ
فلله صديقُ النبيِّ الذي له*** فضائلُ لم يدرك بعدٍّ لها حدُّ
وَمَنْ كانَ لِلْمُخْتَارِ في الغارِ ثانيا*** وَجَادَ إلى أنْ صارَ ليسَ لهُ وَجْد
فإِنْ يَتَخَلَّلْ بالعباءَة ِ إنه*** بذلك في خُلاَّتهِ العلمُ الفردُ
ومن لم يخف في الله لومة لائمٍ*** وَلم يُعْيِهِ قِسْطٌ يُقامُ وَلا حَدُّ
ولا راعه في الله قتلُ شقيقه*** ألا هكذا في الله فليكن الجَلدُ
ومنْ جَمَعَ القرآنَ فاجْتَمَعَتْ به*** فضائلُ منه مثل ما اجتمعَ الزبدُ
وجهَّزَ جيشاً سار في وقت عسرة*** ٍ تعذَّر من قوتٍ به الصاعُ والمدُّ
ومن لم يُعَفَّر كَرَّمَ الله وجهه***جبينٌ لغير الله منه ولا خدُّ
فَتَى الحَربِ شَيْخُ العِلْمِ والحِلْمَ والحِجَى*** عَلِيُّ الذي جَدُّ النَّبيِّ لَهُ جَدّ
ومَن كانَ مِنْ خيرِ الأَنامِ بِفَضْلِه*** كهارونَ مِن موسَى وذلكمُ الجَدُّ
تَوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْبَ ليس لهُ زَنْد*** وإن عجمت أفواهها عودَ بأسهِ
أَفادَتْكَ عِلْماً أَنَّ أفواهَها دُرْد*** يُوَرِّدُ خديهِ الجلادُ وسيفهُ
فذَاكَ إِذَا شَبَّهْتَهُ الأَسَدُ الوَرْد*** وعندي لكم آل النبي مودة ٌ
سَلَبْتُمْ بها قلبي وصارَ له عِنْد*** على أنَّ تذكاري لما قد أصابكم
يُجدِّدُ أشجاني وإن قدم العهدُ*** فِدًى لكُمُ قَوْمٌ شقُوا وَسَعِدْتُمُ
فدارُهمُ الدنيا ودارُكمُ الخُلْد*** أترجونَ من أبناء هندٍ مودة ً
وَقَدْ أرضَعَتْهُمْ دَرَّ بِغضَتِها هِنْد***ُ فلاَ قَبِلَ الرَّحْمنُ عُذْرِي عُداتِكم
فإِنهم لا يَنْتَهُونَ وإِنْ رُدُّوا*** إليك رسول الله عذري فإنني
بِحُبِّكَ في قَوْلِي ألِينُ وَأَشْتَدّ*** فإن ضاع قولي في سواك ضلالة ً
فما أنا بالماضي من القول معتدّ*** وما امتد لي طرفٌ ولا لان جانبٌ
لِغَيْرِكَ إلا ساءني اللِّينُ والمَدّ *** أأشْغَلُ عَنْ رَيْحَانَتَيْكَ قَريحَتِ
بشيحٍ ورندٍ لا نما الشيح والرَّند*** وأَدْعُو سِفاهاً غيرَ آلِكَ سادتي
وهل أنا إنْ وُفقتُ إلا لهم عبدُ*** فلاراح معنياً بمدحي حاتمٌ
ولا عُنِيَتْ هندٌ بِحبِّي ولا دَعْد*** ولا هيَّجت شوقي ظباءٌ بوجرة ٍ
ولا بعثتْ وصفي نقانقها الربد*** ويا طِيبَ تَشْبِيبي بِطَيْبَة َ لاثَنَى
عنان لساني عنك غورٌ ولا نجد***فَهَبْ لي رسولَ الله قُرْبَ مَوَدَّة ٍ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وتَرْوَى بِه كِبْد*** وإني لأَرجو أنْ يُقَرِّبَنِي إِلَى
جَنابِكَ إِرْقالُ الرَّكائِبِ والوخْد*** ولولا وثوقي منك بالفوزِ في غدٍ
لما لَذَّ لي يَوْماً شَرابٌ وَلاَ بَرْدُ*** علَيْكَ صلاة ُ الله يُضْحِي بطيْبَة ٍ
لَدَيْكَ بها وفْدٌ ويُمْسِي بها وفْد
-------------------------------------
يتبع
------------------------------------------------------------------