الموضوع: الهمم العظاام
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2012, 01:00 PM   #2
عاشق جديد
 
الصورة الرمزية ذيب العذرا
رقـم العضويــة: 108136
تاريخ التسجيل: Jan 2012
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 26
نقـــاط الخبـرة: 11

افتراضي رد: الهمم العظاام

فأما التخلية فهي ترك مثبطات الهمم وأسباب انحطاطها.. ومنها:

أولا: حب الدنيا وكراهية الموت: وهما صنوان لا يفترقان، وقرينان لا يختلفان من أحب الدنيا كره الموت ولابد.

وحب الدنيا رأس كل خطيئة، وهو أصل التثاقل إلى الأرض، والانغماس في الشهوات والتشاغل بها عن المهمات. وكراهية الموت يورث طول الأمل، والقعود عن المكارم خشية المخاطر، والهمة لا تسكن قلبا جبانا:

حب السلامة يثني عزم صاحبه.... عن المعالي ويغري المرء بالكسل

فحال خسيس الهمة كحال القائل:

أضحت تشجعني هند فقلت لها.... إن الشجاعة مقرون بها العطب

لا والذي حجت الأمصار كعبته.... ما يشتهي الموت عندي من له أرب

للحرب قوم أضل الله سعيهم.... إذا دعتهم إلى حوماتها وثبوا

ولست منهم ولا أهوى فعالهم.... لا القتل يعجبني منهم ولا السلب

فإذا أحببت الدنيا وكرهت الموت

فدع المكارم لا ترحل لبغيتها.... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي



ثانيا: الكسل والخمول: وهما منابت العجز، ولكنه عجز القادر على العمل المتراخي عنه، المتثاقل إلى سفاسف الأمور، المتخلف عن عظائمها.. ومثل هذا تراه دائما في ذيل الركب راضيا بأقبح الأعمال وأحقر الوظائف لقلة همته.. ولله در ابن الجوزي حين قال: "سفول همة الكساح أنزله في جب العذرة".



قال رجل لخالد بن صفوان: مالي إذا رأيتكم تذاكرون الأخبار، وتدارسون الآثار، وتناشدون الأشعار وقع عليَّ النوم؟ قال: لأنك حمار في مسلاخ إنسان.

قال المتنبي:

ولم أر في عيوب الناس عيبا.... كنقص القادرين على التمام



ثالثا: التسويف والتمني: وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، كلما همت نفسه بالخير أعاقها بسوف حتى يأتيه الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب.

فالتمني بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم

إذا تمنيت بت الليل مغتبطا.... إن المنى رأس أموال المفاليس

قال رجل لابن سيرين: رأيت في منامي أني أسبح في غير ماء، وأطير بغير جناح فما تفسير ذلك؟ قال أنت رجل كثير الأماني والأحلام.



رابعا: مصاحبة سافل الهمة: فيسرق طبعك منه فإن الطباع سراقة

ولا تجلس إلى أهل الدنايا.... فإن خلائق السفهاء تعدي



خامسا: الانشغال بحقوق الزوجة والأولاد: بمعنى الإمعان في تحقيق رغباتهم وطلباتهم خاصة مالا حاجة له وإن ضاع لها العمر أو حمل ذلك على تعدي حدود الشرع وقد قال الله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) (التغابن: 14)، وقال - سبحانه -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون: 9).

ذيب العذرا غير متواجد حالياً