عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2012, 11:56 PM
الصورة الرمزية systeme19i  
رقـم العضويــة: 76841
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 531
نقـــاط الخبـرة: 38
وفاة والدي ...........تابع للمسابقة


كنت دائما يا إخوتي قرّاء "منتدى العاشق".. أعيش الدّنيا مثل مغامر.. وأخطّط للغد..وهكذا خططت لحياتي الآتية من أجل بيتي وأهلي وهدف وعالم خاصّ بنا فأنا أكبر إخوتي ..لكن ليست كلّ الحياة بنفس اللّون.. وها هي حكايتي مجرد دموع انتهت فجأة.. في ذالك اليوم الذي سأحكي لكم أهمّ مشاهده.

يومها أتى الفجر اليوم الخميس بخطى وئيدة،وبوجه فضي بريئ، والليل يأخذ معه كيس الأحلام، والكوابيس ودفء السرير، تقلقه خطوات المارة، وقرقعة الأحذية في الشوارع، أتململ في السرير، وكأنني كنت أحلم، وكأن الحلم ما زال مستمرا.. الأغنية التي ما زالت تحزنني كلما استمتعت إليها.. إنهاتعيش في خلاياي.. النغمات قريبة وكأنها بداخلي.. "والدي".. أرددها أناأيضا، والدتي تفتح ستائر النوافذ، الضوء يدغدغ عيني.. أتثاءب، أتمطي لأفتح عيني ببطء..قلبي ينبض بجرح.. نفس المشاهد تعاودني.. تلقى عليّ قيودها.. تسحبي من الفراش..والدتي تحضر معها صينية القهوة، وقطع المادلين(حلوى جزائرية ).. إنها تعرف عشقي لهذه الحلوى.. لكنها لا تدري ما الذي حدث أمس.. أتقلب في فراشي متألما..هاربا من الألم.. لقد قالت لي حرفيا الممرضة في مستشفي أورساي بفرنسا : "أوالدك فلان فقلت نعم وأنا أنتظر وعروقي تتصبب فردت بصوت متقطع لقد توفي .إدارة المستشفى تأسف لذلك ."

ليس سهلا أبدا هذا الذي يحدث!! أبدا. أتقلب هاربا من أمس.. فنحن نعيش في الجزائر وذهب والدي ليعالج في فرنسا وكنا كل ساعة نستعلم عن حاله و ذات يوم .............,عندما اتصلت بالمستشفى ليلة البارحة هاتفيا، ما إن سمعوا صوتي حتى بدؤو يتبادلون السماعة خشيت أن ينقلو لي الخبر فوقع الإختيار على ممرضة والدي لتقول لي : " أوالدك فلان" فقلت "نعم"فردت "لقد توفي ,إدارة المستشفى تأسف لذلك "، وقبل أن تقول أي شيء آخر قطعت الخط في وجهها.. أتململ مثل جريح في فراشي، والدتي للمرة الثانية، تقول لي: "إنهض يا ولدي لتشرب قهوتك"، أردّ عليها بتعب. ...الهاتف يرن.. أرتجف.. أشعر بقشعريرة.. أنتفض مثل مجنون غير مصدقا لما قيل لي كيف؟؟؟ والدي ذلك الرجل القوي الذي تركنا و النشاط يملؤه و البسمة لا تفارق وجهه؟؟..كيف أنقل الخبر لوالدتي وإخوتي؟؟!!,أسرع لأردّ على الهاتف.. أجد أخي الأصغر ممسكا بالسماعة، انتزعتها من بين يديه:"من؟" الصوت الأجش الذي سبق لي سماعه، يعيدني إلى حزني، إنه صوت الممرضة مجددا.. تعتذر مرة أخرى ..و أنا في حيرة و في نفسي أقول أردّ بأي شيء وأقول أي شيء.. إذن لقد مات أبي فعلا ..

طيف ما رشّني بماء النار، واختفى في دمي..يداي تتصببان عرقا... ذراعاي ترتعشان..العرق يرسم خيوطا على رقبتي... أردّ متقطع الأنفاس.. لم أسمع ما قالت فيما بعد..ودعتها وارتميت على أقرب كرسي.. والدتي تقف مدهوشة أمام اصفرار وجهي.. ماذا حدث؟لم أستطع أن أقول شيئا، طلبت من والدتي أن تسندني لأعود إلى الفراش.. وأنا أتمدد سقطت قطرات من الماء على وجهي لأرفع بصري لأجدها دموع أمي فإحتضنتني وهي ترتعش و تقول :"لقد مات ؟؟!!!-بعد برهة -لكن هذا قدر الله "الواقعة بللت ما في وجهي.. دموعي سماء.. القلب يمطر.. الريح تهب من جميع جنبات القلب، كية أمس زادتها كيّات اليوم.. سماء القلب تمطر.. ولكن بعد مرور الأيام أدركت قضاء الله فالحمد لله على كل حال .-----

--في ذكرى والدي--

رد مع اقتباس