يظلمهم الآخرون , دون أن يعلموا ..

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أرحب بكل الأعضاء الحلوين الذين سيزورون موضوعي
و يردون رد حلو و يقيمو صاحب الموضوع
و يشكروه
<< طماعة البنت
أحببت أن أقدم لكم موضوعي هذا كمشاركة متواضعة مني
في مسابقة قصة من الواقع ,
و كل ما أتمناه هو أن تستمتعوا بقراءة ما كتبت 
مع أن القصة مؤلمة و حقيقية
و منذ أن سمعتها من أبي فكرت أن أرويها فجائت هذه المسابقة
كفرصة رائعة
, مع أن قدرتي على كتابة القصص متواضعة جداً و هذه تجربتي الأولى تقريباً في القصص منذ زمن ..
سأترككم مع القصة و بعدها سأكلمكم عن الأسلوب الذي أتبعته في روايتها
بسم الله :

أم سامر , امرأة كالكثير من النساء , بالإمكان وصفها بعدة كلمات
زوجة وفية , أمٌ حنون , جارة طيبة ...
ترملت أم سامر باكراً , بحكم أنها كانت أصغر سناً من زوجها ,
فوجدت نفسها و حيدة , و لم تترك لها الأيام من الأهل
سوى ابنها الوحيد , و بعض الجيران الطيبون ,
فكان ذلك عوناً لها على قسوة الحياة ..
و ككل أم , أرادت أم سامر لأبنها مستقبلاً
أفضل مما نالته هي أو زوجها المرحوم ,
فهيئت له كل الظروف المناسبة لدراسته فهو أبنها الوحيد و نجاحه نجاحٌ لها ..
و في خضم ذلك غاب عن بالها أن تربي لدى ابنها
ضميراً يشعر على الأقل بتضحيتها ,
فتسللت الأنانية و الطمع إلى قلب ابنها
بعدما اعتاد الحصول على كل ما يحتاج أو يريد ...
و هكذا , و على هذه الحال مضت السنين ,
فدرس سامر و نجح في دراسته و امتهن مهنة محترمة ,
و صعوداً على أكتاف أمه , اشترى بيتاً و سيارة
في زمنٍ كان ذلك حلماً لكثيرٍ من الرجال ..
و من بعدها اختار لنفسه زوجة لم يطلب منها سوى الجمال
متناسياً الأخلاق و الدين , كحال العديد من رجال هذا الزمن ..
و تمضي الأيام , و يصبح سامر أباً , و يتذكر أن يزور أمه كل شهر ..
و بعد مدة , في المناسبات ,
و بعد مدة , كل سنة ... و بعدها ,
نسي سامر على الأغلب أن امرأة تدعى أم سامر تمت له بصلة قرابة ...
ليسمع في أحد الأيام أن أمه توفيت ..
فبعد عيد الأضحى بعدة أيام , إنتبه بعض المارة و الجيران
إلى رائحة كريهة تملأ المكان .. صادرةٍ عن بيت أم سامر ...
و من ناحيةٍ أخرى بدأو يفتقدون أم سامر ..
و مع اختفائها المريب , و انتشار الرائحة ..
بدأ جيران أم سامر يبحثون عنها ,
فاتفقوا على دخول منزلها ليتأكدوا على الأقل من كونها بخير ..
فوجدوها , و لكن جثة هامدة , فارقتها الحياة منذ أيام ,
و شوهتها الحشرات و القوارض , بصورة تقشعر لها الأبدان .
تماماً كما كان ضمير أبنها ميتاً منذ سنين ...
و بعيداً عن تفاصيل وفاتها , كان ابنها آخر من يعلم بذلك ..
و هكذا تنقلت هذه القصة على ألسنة الناس
إلى أن سمع بها أبي فرواها لنا ...
و لسان حاله يقول : رحمها الله و سامح أبنها .
و بعدها قرأنا الفاتحة على روح أم سامر
و سألنا الله حسن الختام .

أعترف أن الأسلوب الذي اتبعته في رواية هذه القصة
كان رسمياً جداً و جامداً , و كان خالياً من الحوار
لعدم قدرتي على إيجاد حوار مناسب لفكرة هذه القصة ..
طبعاً , لا داعي أن أذكر أنني قمت بتغيير الأسماء الواردة في القصة
فذلك أفضل عند رواية قصة واقعية حقيقية ...
عدا عن أنني قمت بتحوير القصة لتصبح مناسبة لتروى
كتأليف مقدمة لها مع و صف أم سامر مع أني لا أعرفها
لا من قريب و لا من بعيد
, فذكرت لها صفات عامة ثم ذكرت سلبياتها إثناء كلامي ..
فأنا شخصياً لست مع القصص التي تحتم
وجود طرفين سلبي و ايجابي ,
بل كانت الشخصيات متساوية تقريباً ,
و من ناحية أخرى عرضت أثناء كلامي إلى ظاهرة منتشرة في مجتمعنا
ألا و هي تدليل الأمهات لأبنائهم {الذكور} 
و تقديم كل شيء لهم بسهولة , و التساهل معهم عندما يخطئون ..
و كم أكره هذا الشيء لأثره السلبي الواضح
<< كأني شطحت زيادة برا الموضوع
في الختام كم أتمنى أن تكون قصتي قد أعجبتكم
و فهمتم العبرة منها , و أذكر أنها أول تجربة لي في الكتابة منذ مدة طويلة
المدخل و المخرج للموضوع من تأليفي 
و التصاميم من تصميمي و أعتذر لكونها بسيطة هكذا
و لكن .. الكهربا إلي ماعاد نشوف منها غير إنقطاعها 
بسببها تعطل الكمبيوتر و الفوتوشوب فيه 
و أعتذر لأن خلفية الموضوع ما ظبتت
لا أعرف لماذا ><"
و أخيراً , أشكر عزيزتي ساحرة القلوب على هذه المسابقة الرائعة 
و أرجو أن تكون مشاركتي مقبولة لأني قبل قليل قرأت قوانين المسابقة مرة ثانية
و أنتبهت أن المشرفين ممنوع يشتركوا -_-, لكنني إشتركت قبل أن أصبح مشرفة 
و أتمنى التوفيق لكل المشاركين فيها 
ظلمٌ للأخرين , ففكروا كي لا تندموا ..