البداية كانت في منتصف القرن التاسع عشرحيث لاحظ العالم الفرنسي لويس باستير ، أن ميكروب الجمرة الخبيثة القاتل للإنسان والحيوان، لا يستطيع النمو في المعمل، ذا تلوثت الآنية، التي تحتويه بالعفن الموجود في الجو، والتربة الزراعية. وتوصل إلى النتيجة عينها في الوقت نفسه، العالم الإنجليزي ويليام روبرتس
الذي كتب مندهشاً في عام 1874، أن أنواعاً كثيرة من البكتيريا، لا تنمو في وجود فطر البنسيليوم وظل هذا الاكتشاف حبيس الكتب القديمة لمدة 48 عاما .
في العام 1928 م ، كان ذلك هو التغير الكبير في مسار حياة فليمنج ، بل في حياة البشرية كلها ، وكم من الصدف قد لا نقيم لها وزنا في حياتنا وهي قد تغير الكثير .
ربما لم يعرف البعض عن فليمنج كونه فوضويا، فهو كثيرا ما كان ينسى المزارع أو الأطباق التي قام باستنبات وزراعة البكتريا عليها
وفي إحدى الأيام كان فليمنج يعمل في معمله على تجارب حول البيكتيريا العنقودية ، ولكنه قرر فجأة التوقف عن العمل وأخذ إجازة .
وعندما عاد لمعمله فوجيء بأن مزارع البيكتيريا قد تعرضت للهواء مما أدى لتلوثها وتسممها ، فما كان منه إلا أن قام بجمعها والقائها في محلول مطهر بهدف تنظيفها ثم إعادة زراعتها من جديد.
.
ولكن لم يمض وقت طويل حتى قام أحد الباحثين بزيارته طالبا منه إطلاعه على نتائج أبحاثه التي أجراها حول البكتريا الكروية,مما اضطر فيلمنج إلى استعادة بعض هذه المزارع من المحلول المطهر مرة أخرى
وهنا بدأ التاريخ يزيح الستار عن أهم وأعظم إنجاز عرفته البشرية في القرن العشرين,فقد لاحظ فيلمنج أن هناك منطقة دائرية حول العفن كانت هي المنطقة الوحيدة التي لم تنمو فيها البكتريا، كان فليمنج قد قرر العكوف لدراسة هذه الظاهرة ،وبعد عدد من التجارب توصل فيلمنج إلى أن هناك مادة ما يقوم العفن بإنتاجها تتميز بقدرتها على تحليل البكتريا وتثبيط نموها ، وأطلق على هذه المادة اسم البنسلين .أي العقار المستخلص من العفونة وان هذه المادة ليست سامة للإنسان أو الحيوان