حب بارد
حب بارد
تقف على الشاطئ الصخري بسكون
النسيم يبعثر شعرها الحريري ليكشف عن أسرار جمالها الساحر
تقف مودعة بصمت ثقيل
متأملة بعينيها الحزينتين تفاصيل وجهه الضاحكة
غصّة في أعلى حلقها تمنعها من الكلام
ركب القارب ثم انبثق صفير حاد
وبدأ البخار يتصاعد ليعانق نواح الغيوم
وراح يبتعد نحو البعيد ملوحاً
والأمواج المتداخلة بحزن الغروب المعهود كانت غاضبة
وهديرها لا يكاد يكون مسموعاً أمام ضجيج الأفكار المتلاطمة
وثيابها الرطبة تلتصق بجسدها الندي
والدموع تسيل ببطء فوق برودة خديها
تهز رأسها كمن يصحو من حلم غير محبب
تنظر إلى القارب الذي راح يختفي تدريجياً في الأفق
وتدير ظهرها للأمواج والقارب والسماء والأفكار المتداخلة
وتعود إلى غرفتها تنتظر وصول رسالته الأولى
|