و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
كيف الحال أختي أنونا ؟ عساكِ بصحة و عافية و ما تشتكين من بأس
اممممم ، كلامكِ صحيح ، بأن المشكلة في أنفسنا و ليس في الزمان
و لكن أليس الزمن جزءًا من كل تلك التغييرات ، و صحيح أن أغلبنا لم يعد يهتم الآن سوى بشيء تُعرف بـ " الترفيه " بجميع أنواعه
و كل ما حدث في البلدان العربية من ثورات و .. و ... إلخ ، فإنما كان بقضاء الله و قدره ، و نحن لا نستطيع أن نحارب معهم جنبًا إلى جنب
بأجسادنا و لكن قلوبنا و دعواتنا طالما رافقت كل من وقع عليه الظلم و أبلاه الله بمصيبة عظمى ، حيث أعظم ما أنعم الله علينا الدعاء ،
قال صلى الله عليه و سلم " إنما تنصرون بضعفائكم " فماذا يعني كلام رسول الله ، أي دعاء الضعفاء هي التي ستسقط عظمة هؤلاء الجبابرة و الطغاة بين آن و لحظة ،
فيجب علينا أن لا نيأس من الدعاء ، و ليس كما يقول بعض الناس : على الاقل ندعو لإخواننا المسلمين ، فأنا لا أوافقهم الرأي ، الدعاء عبادة لا يدركها من يجعل في قلبه حب طاعة الله ، الدعءا ليس أقل شي بل أعظم شي نفعلها من أجل أن ننصر ضعفاءنا
و هل تعلمين بأنه ساد حرب بين الدولة الأيوبية و بين دولة نصرانية حيث مني النصارى بهزيمة ساحقة لعدة مرات و ليس مرة واحدة ،
و هذا يدل على قوة الإسلام و أهله ، و لكن ذاك الملك النصراني تعلم شيئًا واحدًا خلال حروبه مع المسلمين ، أنهم لا يستطيعون هزيمة المسلمين بالسلاح ، و إنما أرادوا أن يغزونا تفكيريًا
فما زالت هدفهم هذه قائمة حتى الآن ، فحيث أطاحوا بنا بالقنوات الفضائية ، ثم الغناء و الرقص ، ثم تقاليدهم المنتنة ، لكي يشغلونا عن ديننا و الأخوة فيما بينما و يجعلونا جنسيات لها أراضي محددة و ليس قلوبًا متحدة ،
أما عن الصلاح ، فحيث أنا فيه ، كل شخص قد بذل جهده في نشر دينه بالتعاليم الصحيحة ، حيث لم يكتفوا بذلك ، فحتى الآن
القنوات الفضائية استغلوها في نشر الوعي الإسلامي بين أوساط الناس ، و كذلك أرسلوا البعثات إلى أنحاء العالم ، و لكن بقي نحن ،
ماذا تجاه ديننا في عالم الانترنت ، ماذا قدمنا للمجتمع حيث نكون جيلًا يُعتمد عليه حقًا ، ما الذي تعلمناه في بيوتنا من الأخلاق؟
كفانا قولاً بأننا ما زلنا صغارًا حتى نفعل هذه الأمور ، فماذا عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قاد جيشًا بعمر الـ15؟ ، أليسوا قدوة لنا حتى
نحقق ما خُلقنا لأجله ، الهمة و الصبر و الإقبال على الدين هو الذي سيصلحنا يا إخوتي
أم كنا غافلين فحسب عما حولنا ، و لكن أعتقد أن لدينا الوعي الكافي لندرك بل و لنعمل من أجل تحقيق هدف رسولنا صلى الله عليه و سلم
و أن نعود بمجدنا كمسلمين ، و أن نكون كيَد واحدة ، نقبل على وجوه الطغاة بإصرار و قوة و نحطم أبواب الظلم و التفرق
أعتقد أنني بهذه الكلمات لم أوفى بشي ، و لكن عسى أن يصلح بكلماتي أشخاص و يهدي بها آخرين
و شكرًا لكِ أختي العزيزة أنونا على الموضوع الجميل
تحياتي
