عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2012, 12:20 AM   #9
عاشق فلتة
 
الصورة الرمزية мɪsτy••
رقـم العضويــة: 67453
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,043
نقـــاط الخبـرة: 527

افتراضي رد: فعاليـة " الصحابة " هل تعرفهم حقاً . . ؟ احكي لنا عنهم











أهمية قصة عبد الله ذي البجادين للشباب:


الصحابي الذي سوف نتكلم عن قصته اليوم هو صحابي قصته مفيدة جداً للشباب وأنا في كل مرة أقص هذه القصة أتمنى أن يكون الشباب في حالة من التركيز على هذه القصة لأن في قصة هذا الصحابي لم يترك أي شيء ليكون حجة للشباب أو سبب بعده عن الله،

وهذا الصحابي هو عبد الله ذي البجادين لكن أسمه الحقيقي هو عبد العُزة المُزني، والعزة كان صنم من الأصنام ومُزّينة هي قبيلته وهي مكان يقع بين مكة والمدينة.





ما هي قصة هذا الصحابي؟ وما مدى أهمية سماع الشباب لهذه القصة؟

هذا الصحابي أسلم وهو في عمر السادسة عشر تقريباً ومات وهو في عمر الثالثة وعشرين فالقصة في مجملها تتحدث عن سبع سنوات وهي فترة قصيرة لكن عندما يرى الشباب قيمة هذا الصحابي عند الله وقيمته عند الرسول صلى الله عليه وسلم سيدركون مدى غلاوة هذا الصحابي وأهميته؛ ومدى أهمية قصته للشباب هو أنه كان فيه عدد من الصفات مشابه لمعظم الشباب، وكل ظروف حياته تُفند حُجج الشباب لعدم التدين.



مقارنة ظروف الصحابي بظروف الشباب في عصرنا الحالي:
هذا الصحابي كان شاب في غاية الثراء وكان مُنعم لدرجة كبيرة ومستواه الاجتماعي في غاية الرفعة والعلو وأبوه كان من سادة مُزّينة وبالتالي فمستواه ووضعه الاجتماعي في غاية الرقي وهو يقترب من مستوى معظم الشباب الآن إذاّ فهذه ليست حُجة لعدم التدين، بعض الشباب له حُجة من نوع آخر وهي أنه مازال صغير أو مراهق وها هو عبد الله ذي البجادين كان لا يزال في عمر السادسة عشر، وقد يجد بعض الشباب الحُجة في أن الصحابة التقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن عبد الله لم يلتقي بالنبي في معظم حياته، وقد يقول بعض الشباب أن الصحابة كانت معلوماتهم الدينية كثيرة بالنسبة لهم في الوقت الحالي وها هي قصة عبد الله تُفند هذه الحُجة أيضاً فهو لم يكن يعرف إلا أربع أو خمس سور من القرآن أي أنه ليس بالشيء الكثير مما يعني أن معلومات أي شاب في وقتنا الحالي قد تكون معلوماته أكثر من معلومات عبد العُزة عندما أسلم، وقد تكون من حُجج الشباب في عدم التدين هو عدم وجود الصحبة الصالحة وأن المجتمع لا يُشجع على التدين لكن بالمقارنة بحياة هذا الصحابي فقد كان يعيش في بلد كلها من عبدة الأصنام؛ ومن كل هذا أعتقد أن حالنا الآن أفضل.

بعض الشباب يظنون أنهم يختلفوا عن الصحابة تماماً وكأن هؤلاء الصحابة من عالم آخر غير عالم الصحابة لكن ما يجب أن يحدث أن يضع الشباب الصحابة نصب أعينهم وكأنهم المرآة لهم فلو تصور الشباب أن ظروفهم مثل ظروف الصحابة لحاولوا الوصول إليهم وعندها لن يتخيلوا أنهم بعيدين كل البعد أن الوصول إلى المستوى الديني للصحابة.



قصة عبد الله ذي البجاذين:
أبوه وأمه ماتوا وهو لا يزال طفل والذي قام بتربيته هو عمه، كان عمه في غاية الثراء وأنفق عليه الكثير ولذلك كان هذا الشاب مُنعم منذ صغره لدرجة أن في هذه المدينة التي كان يعيش فيه مدينة مُزّينة كان الشباب يلبس ملابس فقيرة وفي نفس الوقت كان عبد الله يلبس أغلى وأرقى أنواع الثياب ولم يكن يقبل أن يلبس الملابس المُصنعة في مُزّينة لكنه كان يلبس الملابس المستوردة من الشام، وفي نفس الوقت الذي كان الشباب فيه في مُزّينة لا يمتلك كل واحد منهم سوى بغلة هزيلة كان هو يمتلك فرسين وكل هذا دليل على مستواه المادي الرفيع، وكان عمه من سادة مُذينة وصاحب قرار في هذه المدينة؛ وكان هذا هو المحيط الذي عاش به عبد الله حتى أتم السادسة عشر من عمره.
قصة إسلام سيدنا عبد الله:
عندما أتم السادسة عشر من العمر حدثت قصة في غاية الغرابة في حياته ( وهي غريبة بالنسبة لنا الآن ) لأنه تحول ما بين ليلة وضحاها والذي حدث أنه عندما أتم السادسة عشر كان هذا هو وقت هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة فأثناء هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة كانوا يمرون على هذه المدينة وهم مسرعين لأن قريش كانت تلاحقهم وفي هذا الوقت الذي كان الصحابة يمروا فيه على هذه المدينة يشاء الله أن يلتقوا بعبد العزة المُزّني فيعرضوا عليه الإسلام؛ عرضوا عليه الإسلام بالرغم من خوفهم من قريش ومعرفتهم أنها تلاحقهم إلا أن كل تفكيرهم كانوا رفعة الإسلام ونحن الآن عندما نتذكر كل مواقف حياتنا نجد أنه كان أمامنا العديد من الأشخاص لمساعدتهم لكننا لم نقم بذلك؛ وعندما عرض عليه الصحابة الإسلام قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأسلم عبد العزة المُزّنّي ومنذ هذا اليوم تغير حاله تماماً ويقول الصحابة أنه كان يقول لهم انتظروا حتى أتعلم منكم الدين وأتعلم منك الإسلام فيقولوا ولكننا نخشى قريش فيقولوا ولكني أريد أن أتعلم الإسلام فيقولوا سر وراءنا لتتعلم فكان يسير وراء الصحابة وعندما كانوا يقرءون القرآن كان هو يردد ورائهم فتعلم القرآن مشياُ على الأقدام ( قارنوا هذا بحال المصاحف في بيوتنا الآن وقد غطاها التراب )، وكان في كل يوم يقف على أبواب مدينته مُذينة وعندما يلقى مجموعة من الصحابة يمروا من أمام المدينة يقول انتظروا حتى أسير ورائكم لأتعلم القرآن وبالفعل يسير ورائهم حتى يجد أنه أبتعد عن مُذينة عشر أو خمس عشر متراً فيعود،
لماذا لم يكن يخرج بفرسه؟ لأن الصحابة كانوا من الفقراء لذلك لم يكن من المعقول أن يسير الصحابة على أقدامهم وهو يركب فرس وهو الذي يطلب العلم منهم، هل رأيتم كيف تغير هذا الشاب المُنعم فكان في كل يوم يخرج خلف الصحابة ليتعلم منهم وعندما يجد أنه أبتعد عشرة أمتار أو أكثر يعود وفي أثناء رحلة عودته كان يقوم بتسميع كل ما حفظه من الصحابة وفي اليوم التالي يخرج لينتظر من يمر به ويستوقفه ويقول له أنتظر حتى أسمع عليك ما حفظته ممن كانوا قبلك وظل هكذا حتى تعلم عدد من سور القرآن.
هنا أريد أن أتوقف وأسأل هل القرآن غالي علينا إلى هذا الحد؟ وهل يوجد بيننا من هو حريص على تعلُم القرآن إلى هذا الحد؟ لكن عبد العزة المُذني تعب حتى تعلم القرآن بالسير وراء الصحابة في كل يوم ليتعلم منهم القرآن.
وفاء سيدنا عبد الله لعمه:
في يوم من الأيام التقى عبد العُزة بأحد الصحابة المهاجرين الذي سأله لماذا تجلس في مُذينة؟ وما الذي تفعله فيها؟ وقال له طالما أنك تريد أن تتعلم الدين تعالى معنا على المدينة لأن الرسول أمر المسلمين جميعاً بالهجرة إلى المدينة فما كان من عبد العُزة إلا أن قال للصحابي أُهجر قبل أن يُسلم عمي؟ هل تروا الوفاء الموجود داخل هذا الشاب لعمه الذي صرف عليه الأموال، ونحن الآن يوجد بيننا شباب أهاليهم تعبوا معهم وبالرغم من ذلك يدخل الشاب إلى منزله ويكون أهله موجودين ويتمنوا لو أنه يجلس معهم ولو عشر دقائق إلا أنه يدخل إلى حجرته ويغلق عليه بابه ويجلس في حجرته بالساعات ليتحدث في التليفون؛ لكن ما نريد أن نسأل عنه الآن هو أين الوفاء للآباء؟ وأين وفاء كثير من الشباب والبنات الذين يتركوا أهلهم بالساعات ولا يسألوا عنهم؟ وكل ما أتحدث عنه الآن ليس هو العقوق وإنما هو عدم الرغبة في التواجد مع الأهل.
لكن هذا الشاب الوفي عبد العزة المُذني كان يريد أن يجلس مع عمه حتى يُسلم وهذا هو الحرص الأهل ولذلك أرجو من كل شاب أبوه أو أمه لا يُصلوا أن يجري ويتوسل إليهم ويقبل أيديهم ويقول لهم أن الصلاة هي أهم شيء، ومن لها جارة تحبها توجهها إلي الأشياء التي يجب ألا نغفل عنها لأننا يجب أن نأخذ بأيدي من حولنا، فها هو عبد العزة ظل في مُذينة ثلاث سنوات أملاً في إسلام عمه وتنتهي غزوة بدر وتنتهي غزوة أحد وهو لازال مصر ولا يريد أن يترك عمه،
صبر سيدنا عبد الله على عمه أملا ًفي إسلامه:
وأكبر مثال على الصبر هو استمرار عبد العزة المُزّني لمدة ثلاث سنوات في الذهاب إلى عمه على مر الأيام فيقول له يا عمي هناك رجل أسمه محمد يقول ثم يقُص على عمه كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيغضب عليه عمه ويثور ويُسب فيمشي عبد العزة ثم يعود إلى عمه بعد يومين يقول يا عمي أنا سمعت أنه يقول كذا وكذا وكذا ثم يقُص عليه كلمات النبي فيرد عليه عمه نفس الرد فيعود إليه بعد يومين ويعيد عليه الكلمات؛ ما كل هذا الحماس بالرغم من أنه لا يعرف من القرآن إلا القليل؟!
كل هذا الحماس لأن هذا الأمر في غاية البساطة ويحتاج إلى إيمان بالله وعلم بأن الإنسان مهما امتدت حياته فأنها قصيرة وأن الإنسان نهايته إما إلى جنة أو إلى نار وأن في النهاية سيقف الإنسان بين يد الله وأن كل إنسان من الطبيعي أنه يود الدخول الجنة ومن الطبيعي انه يخشى دخول النار وأن يكون مشتاق للقاء الله فلو أن كل هذه الأشياء تجمعت في إنسان سيجد أن لسانه ينطلق بكلمات عظيمة؛ وهذا الصحابي كانت لديه كل هذه الأحاسيس فظل على جانب عمه ثلاث سنوات وعمه كان يرفض وكان عبد العزة إذا أراد أن يصلي يذهب إلى مكان بعيد في الصحراء ويختبئ لكي لا يراه أحد وهو يصلي في كل يوم خمس مرات، ما كل هذه الصلابة؟! وهل ترون أن المجتمع من حوله يساعده أم لا؟ بالطبع من الواضح أن مجتمعه لم يكن يساعده بل على العكس ومن هنا يجب أن يتيقن كل شاب في وقتنا الحالي أن وضعنا الحالي أحسن وأسهل بكثير حيث أن عبد العزة ظل على ما كان عليه لمدة ثلاث سنوات بالرغم من أنه لم يلتقي بالصحابة إلا مرات قليلة كما أنه لم يحضر العديد من الدروس ولم يستمع إلى شرائط الدروس الدينية كما يحدث معنا الآن لأنه لم يكن متوفر له ما لنا اليوم كل ما بنى عليه إسلامه هو عدد من لقاءات الصحابة والسير خلفهم.

التعديل الأخير تم بواسطة мɪsτy•• ; 07-21-2012 الساعة 12:29 AM
мɪsτy•• غير متواجد حالياً