السلام عليكم

أشكرك على التعقب والتعقيب وأسير معك على نهج المحبة التي تنطلق من نقطة لكن هل يظل الحب متزمتا في نقطة الإنطلاق ، دعني أوضح أكثر ، نحن نحب بيتنا ولا نفضل غيره حتى لو كان قميئا ومنه نخرج للحي فنحب حينا وندود عنه أمام من تسول له نفسه الإنتقاص من ناسه ثم نعبر الشارع إلى الضفة الأخرى فينضاف لحبنا بلد بأكمله حتى كل الوطن فلمذا نتوقف إذا هل لأنهم غسلوا أدمغتنا على حدود خاصة رغم أنها لا تستطيع تأمين الحياة الكاملة في ظلها ...
إننا يا أخي الكريم جنس عاقل يصنع الحدث والزمان والمكان ولسنا حيوانات تكتفي بمنطقة نفوذها وتحددها بروثٍ أو تبوُّل

نحن مسلمون أولا وحبنا لله يجعلنا نحب كل المسلمين قاطبة وعليه أن يكون متوازنا ومنطقيا ثم نحن عربا قد يكون لنا أجداد ضاربون في التاريخ قدموا بطريقة أو أخرى من أصقاع كثيرة لذلك أرى أن حب الوطن ليس من الإيمان كما شحنونا لأن الإيمان فقط بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ليبقى حب الوطن بدعة استعمارية استطاع أن يفرق بها أمة الإسلام شرقا وغربا وضمَّن توزعها بزرع إسرائيل في قلب الأمة العربية إدراكا منه وتجربة من أن العرب عندما يتحدوا تحت راية الإسلام يصنعون التاريخ وهاهم هم اليوم بعد كل التمزيق الخاصل بدأوا يقسمون أهل البلد الواحد إلى فئات بعد أن وزعوه إلى طبقات وها أنت كما ترى وتُعايش اللغط الدائر بين القروي والحضري بين العربي والبربري رغم أنهم مختلطون نسبا ومن زمن بعيد
سأطيل عليك إن تتبعت الخطى في الأمر لكني سأتركها نقطا لحصافتك تتمم الباقي الذي ابتعدت عن مذاكرته
إن اعترافك بحبك لبلدك لأن فيه مناظر جميلة يدل على أن جانب الحب فيك له لا يبتعد كثيرا عن حضورك فيه ولو ابتعدت إلى ما خلف الحدود قليلا لرأيت من ملك الله ما ينسيك مناظر بلدك

لقد ناقشتك التأريخ ولم أناقشك المناظر وجئتني بحملتين أذكر أني قرأتهما في الكثير من المقررات التي واكبت مسيرة التعليم في بلد مايزال جاهلا مقارنة بمن جاؤوا وراءه وصنعوا المعجزات لأنهم أحبوا التواجد في كل العالم

إشهد يا أخي على أني أنا الآخر أحب المغرب كذلك لكن ضمن الوطن الإسلامي قاطبة فكل مكان في الكون له جماله وروعته الخاصة

شكرا لك أخي وألف شكر على المتابعة الدؤوبة وتقبل تحيات

عبد العزيز