من الحضارات التي أذهلت العقول
وحيرت البشرية

حضارة الإنكاس

الإنكا هي واحدة من أعظم حضارات أمريكا اللاتينية بناها الهنود الحمر القادمون من أمريكا الشمالية في جنوب البيرو على جبال الأنديز، في القرن الخامس عشر الميلادي.
بنيت إمبراطورية الإنكا في وادي كوزكو على يد السابا إنكا الأول (مانكو كاباك) ثم توسعت وامتدت لتشمل بوليفيا والإكوادور وتشيلي والأرجنتين. وسميت الإنكا نسبة للقب حاكمهم والكلمة تعني (الملك) أو(سليل الشمس).

الشمس عند الإنكا

استمرت امبراطوريتهم العظيمة حتى غزاها الإسبان بقيادة فرانشيسكو بيزارو في القرن السادس عشر الميلادي بعد وفاة آخر ملوكها الأقوياء وتمزقها في صراع بين ابنيه .


هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 960x587 .

كغيرهم من الهنود الحمر، لم يعرف الإنكا نظاما للكتابة ونقلت لغتهم المسماة (رونا سيمي Runa Simi) شفهيا.
لذلك لم يكن لهم آثار كتابية تستمد منها المعلومات عن حضارتهم، لكنها استمدت من البقايا الأثرية المحفوظة في البيرو ومن ما كتبه الإسبان عنهم.

النظام السياسي والإداري

حكم الإنكا امبراطوريتهم بنظام سياسي معقد. وهو نظام فدرالي يتكون من حكومة مركزية يترأسها الإنكا، وأربعة حكومات إقليمية يتزعمها قواد أقوياء، ويقيم هؤلاء جميهم في العاصمة.
للإنكا (الملك) سلطة إلاهية وملك مطلق فهم يعتقدون أنه الإبن الأوحد للشمس التي ألهوها.
ومن مظاهر سلطته أن من يريد الدخول على الملك يجب عليه أن يدخل زاحفا وهو يحمل ثقلا عظيما على ظهره، وأن لا يرفع عينيه عن الأرض أثناء حديثه مع الملك.
وكان الحكام يجبرون عامة الناس على العمل الدائم ولم يكن للفرد فرصة للتسكع والتكاسل. وكان نظام العقوبات وحشيا وعادة ما تنتهي العقوبات بالقتل.

النظام الإجتماعي
يعتلي الهرم الإجتماعي الحاكم المطلق للإنكا وله مرتبة مقدسة كما سبق القول. يليه الأشراف والنبلاء وهم أكثر فئات الشعب سطوة ونفوذا وثقافة، وقد شغلوا أعلى المراكز الإدارية والعسكرية. ومنحهم الملك الأوسمة والهدايا.
سماهم الغزاة الإسبان (ذوو الآذان الكبيرة) لما يعلقونه عليها من حلي ثقيلة. ولرجال الدين والكهنة مرتبة رفيعة تساوي مرتبة النبلاء، وهم يشرفون على تربية أبناء النبلاء وحفظ التعاليم الدينية.
أما الغالبية العظمى من الشعب فهم من الفلاحين الذين يعيشون في الأرياف في وحدات اجتماعية مؤلفة من الأقارب المتحدرين من جد واحد ويقطنون منطقة واحدة ويشتركون في زراعتها.

الزواج
يتزوج رجل الإنكا في سن مبكرة ولكنه لايختار زوجته بل يتم اختيارها من قبل الأسرة والزعماء، وهدفهم الاساسي من الزواج هو التكاثر العددي وذلك لحاجتهم الشديدة للأيدي العاملة.
وقد شاع تعدد الزوجات بين الحكام والنبلاء، والغريب أن الملك يتزوج أخته الشقيقة وذلك للمحافظة على الدم الملكي، ويجعلها الزوجة الرئيسية ويحصر الإرث في نسلها ويكون الملك التالي من ولدها.

الفنون والحرف


كان الإنكا مهرة في الهندسة والإنتاج الحرفي. وكانت عمارتهم معروفة بكبر الحجم ومهارة البناء.
بنوا القصور والحصون ومعابد الشمس، واستخدموا في بناءها حجارة قاسية تنحت بدقة متناهية وترص فوق بعضها بطريقة هندسية رائعة ودون استخدام الطين.
كما كان الإنكا خبراء في الزراعة. أنتجوا محاصيل ممتازة من أهمها الذرة والقطن والبطاطس، وقد ابتكروا نظاما متطورا للري بحيث يحجز الماء في ما يشبه السد ومن ثم يروي الأرض شيئا فشيئا.
صنع الحرفيون عددًا كبيرًا من القطع الفنية الرائعة من الذهب والفضة والمعادن الأخرى. كما نسجوا ثيابًا قطنيّة وصوفيّة رائعة الجمال، وقد تميزوا بالصوف شديد النعومة حتى إن الإسبان حسبوه حريرا عندما رأوه.

الكيبو

هي أداة تتألف من حبل تتدلى منه حبال تختلف في أطوالها وألوانها وتمتلئ بالعقد مختلفة الأشكال والأحجام. استخدمها الإنكا في حفظ السجلات. لكن العلماء توصلوا مؤخرا إلى احتمال أن يكونوا قد استخدموها في الكتابة!!
وقد تمكن العلماء بعد دراسات عديدة استخراج كلمة واحدة هي اسم المدينة الأثرية (بروتشوكو).
إذا تمكن العلماء من اثبات هذه النظرية وفك شفرات الكيبو فسيفتح ذلك لهم أبوابا كثيرة للتعرف على هذه الحضارة أكثر من وجهة نظر أهلها.

مومياوات الإنكا

كان الإنكا يحنطون موتاهم ويضعون معهم بعض الطعام والملابس وغيرها من مستلزمات الحياة لكي يستخدمها في الحياة الآخرة.
وكانت تقام طقوس لمن احس بدنو أجله، تسمى (شامان) يعرف فيها مكان دفنه والمقتنيات اللتي ستكون معه وكيفية تحنيطه.

الديانة

هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 720x414 .

كان الإنكا وثنيين، صنعوا التماثيل بصورة مبالغ فيها. وقدسوا بعض الحيوانات والمظاهر الطبيعية وبنوا لها المعابد. ولكنهم كانوا يعبدون الشمس (إنتي) بصورة أساسية والتي يعتقدون أن إلههم الأكبر (فيراكوتشا) قد خلقها وخلق الطبيعة.
بنى الإنكا معابد الشمس وأهمها المعبد الرئيسي في العاصمة (كوزكو) اللتي أطلق عليها مسمى (مدينة الشمس المقدسة). كما قدموا لها القرابين خاصة في عيدها السنوي، وأنشأوا الأهرامات المدرجة معتقدين أن الشمس تصل إلى قممها مما يجعلها راضية عن الشعب .

مدينة الذهب

(ماتشوبيتشو)..مدينة بقيت أطلالها حتى هذا اليوم. كانت فخرا عظيما لشعب الإنكا وهي مدينة مقدسة عند الإنكا.
وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة كوزكو على قمة تغطيها الغيوم، وترتفع ثلاثة آلاف قدم على سطح وادي يورومبابا، ويحيط بالقمة " هاماتشو بتشو " القمة القديمة، و" هويانا بيشو " القمة الحديثة، ولم يتعدى عدد سكانها / 750 نسمة /، وكمقر إجازة للإمبراطور فإنها لم تكن مركزاً ينتج احتياجاته الذاتية من الغذاء، وكانت المدينة من مراكز حضارة الأنكا القليلة التي لم يكتشفها الأسبان ساعة غزوهم لذلك لم يذكروا أي شيء عنها، وربما يعود السبب بعدم وصول الأسبان إلى القصر هو موقعه الغامض الذي كان يضم بعض أهم مقدسات الأنكا، والذي كان مجهولاًَ لأغلب الشعب، والمدينة مبنية من الغرانيت الأبيض المحلي، ومثل معظم مباني مدن الأنكا فإن أحجار البناء مقطوعة بحرفية عالية ولا تستخدم مونة إسمنتية في بنائها إنما توضع الأحجار فوق بعضها البعض بحيث لا يمكن إدخال نصل سكين بينها فيما يتم تركيز السقوف الخشبية بطريقة مائلة لتوجيه المطر في بيئة مطرية، وبسبب الرطوبة العالية فإن السقوف كانت تآكلت منذ زمن.
عثر عليها المستكشف (هيرام بينجهام ) الذي ذهل من ما رأته عيناه، فقد كانت تحتوي على مباني ضخمة ومعابد مكسوة بالذهب فبدت وكأنها مدينة من ذهب. وهي أيضا من عجائب الدنيا السبع.

انهيار حضارة الإنكا

كانت أرض الإنكا زاخرة بالجواهر الكريمة والمعادن النفيسة خاصة الذهب، لدرجة تداولها بين عامة الناس وبسطائهم. وذلك ما أثار أطماع الإسبان فغزوها مستغلين انقسامها الداخلي بعد حكم تواصل حتى 14 جيلاً. انتهت فترة الصراع عندما تمكن الكابتن الإسباني (مارتن جراسيا) من مصاهرة ملكهم (توباك أماريو) ثم أسره وتخلص منه. عندها فقط وقعت كوزكو تحت سيطرته وبدأ سلب خيرات الحضارة الموغلة في القدم، وظلت كوزكو تحت سطوة الإسبان حتى دمرها زلزال قوي عام 1650م.

حضارة لا مثيل لها

أثارت حضارة الإنكا جدلاً كبيراً لدى علماء وباحثي الحضارات القديمة لكونها لم تقلد أيا من الحضارات القريبة منها بل كل ما فيها مبتكر من شعبها، فلو نظرنا مثلاً للأهرامات الضخمة التي بنوها، كانوا يجلبون لها أحجارا هائلة الحجم من الجبال البعيدة بطرق نقل أثيرت حولها الأقاويل حتى أن البعض اعتقد أن كائنات فضائية ساعدتهم في ذلك.
رغم أن هذه الحضارة اندثرت، إلا أنها لاتزال باقية بعجائبها وأسرارها مابقي التاريخ.

هادي بعض الصور لبقايا حضاراتهم

حضارة المايا

كانت حضارة المايا واحدة من أعظم الحضارات التي عاشت في المنطقة التي شملت وسط المكسيك جنوباً باتجاه جواتيمالا، بيليز، السلفادور، ھوندوراس واراجوا حتى كوستاريكا.
طوّر سكان المايا مجتمعا منظما ، كانوا من أول من طوّر لغة مكتوبة في العالم، وصلوا الى مستوى علمي متقدم، و أنشأوا مبان و معالم كبيرة ثقافة فاقت المستوى الذي كان سائدا في مناطق مختلفة من العالم.

لماذا اختفت تلك الحضارة؟



المعروف عن المايا أنھم كانوا من أكثر الشعوب إيماناً بضرورة تقديم الأضحيات البشرية خصوصاً للآله فينوس (كوكب الزھرة) و الذي كانوا يحضرون له عدداً من الفتية و الفتيات لقتلھم عند ظھور الإلھ فينوس في السماء في مناسبات كانت تأتي كل عشرين عاما.ً

حسب اعتقادھم، كانت الأضحيات البشرية بمثابة الطلب من الآله بأن ينقذھم و ينقذ حضارتھم.
لتجنب التھديدات التي كانت تحيط بعالمھم، إتجه المايا الى علم الفلك، الذي كانوا أساتذة فيه، و قاموا باستخدام معارفھم الفلكية في التنجيم الذي آمنوا بقدرته على إزالة الأخطار المحدقة بحضارتھم (أو الحد منھا).

لھذا قاموا أيضا بوضع تقويمين؛ واحد للإستخدام المدني و الآخر للإستخدام الديني... و قاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادھم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل.

هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 860x504 .

الأيام و الأعوام كانت بمثابة كائنات حية بالنسبة لھم، و كل منھا لھ قوة خاصة (إما إيجابية أو سلبية).

فينوس كان الآله الأعظم من الناحية التدميرية؛ لھذا كان عليھم دائما إبقاءه ھادئا بتقديم الأضحيات البشرية.

كما نعرف، فكل تلك الشعائر، القاسية جدا بطبيعتھا، لم تفدھم في شيء... فنھايتھم جاءت بكل الأحوال.



طور سكان المايا لغة خاصة بھم و تمكنوا من إنشاء أھرامات عظيمة الحجم و مبان متعددة الطوابق... و مما تم اكتشافه أيضا أنھم كانوا أول من لعب كرة القدم في التاريخ... المدن الرئيسية مثل كوبان، تيكال و كاراكول ھُجرت بالكامل و ابتلعتھن الغابات المحيطة.

عندما تعرف الإسبان على تلك الحضارة في القرن السادس عشر، كان المايا مجرد مجموعات صغيرة من البشر الذين كانوا دائمي الحديث عن حضارتھم التي ازدھرت بين الأعوام 200 و 800 ميلادية.

الشمس عند المايا

بعض الآلة لحضارة المايا

ما الذي أوصلھم الى النھاية؟

كان المايا يعتبرون أنفسھم أسياد العالم (على الأقل، العالم المعروف لھم)... لھذا فقد استغلوا مواردھم الطبيعية دون حساب... احتفظ أفراد العائلة الحاكمة و الطبقة العليا من المجتمع بحاجز يفصلھم عن بقية أفراد الشعب الفقير بالإعتماد على أساليب مختلفة منھا الدين... حتى أفراد تلك الطبقة العليا كانوا مفرقين فيما بينھم و في حالة عداء دائم... كل ھذا أدى الى إھمال المصلحة العامة.

الزراعة كانت من أسس اقتصاد المايا في بيئة كانت مناسبة في البداية، فقاموا بالقضاء على الغابات المحيطة بمدنھم ليفسحوا المجال للزراعة... و توسعوا في زراعتھم باستمرار.

صعوبة المواصلات جعلت الوصول الى بعض المناطق لجمع المحاصيل أمرا في غاية الصعوبة؛ فھم لم يعرفوا الدواليب (أو العجلات) و لم يستعملوالات في الشحن... ثم أنھم ركزوا في زراعتھم على محاصيل الذرة في اقتصاد معتمد على عامل واحد مشابه للاقتصاد المعتمد على النفط اليوم.

بسبب الاستخدام غير المتوازن للتربة و المياه... ظھرت مشاكل لم تتمكن الطبقة الحاكمة من إيجاد حلول عملية لھا، فلجأت للحلول الدينية و الشعائرية كالأضحيات البشرية مما أدى الى تفاقم المشكلات و بمرور الوقت أصبح الجفاف و من ثم الأعاصير و تفشي الأمراض من الأمور دائمة الحدوث و معھا انتھت ثقة المواطنين بالحكام مما أدى الى ثورتھم عليھم في مدن عديدة... و في النھاية، ھجر المواطنون تلك المدن تماماً... و انتھت حضارة المايا... بفضل المنجمين.

صور لبقايا حضارتهم




هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 740x502 .



هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 1200x764 .

يتبع