الموضوع: بكاء الحبيب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-01-2010, 09:10 PM
الصورة الرمزية الكناري  
رقـم العضويــة: 28254
تاريخ التسجيل: Dec 2009
العـــــــــــمــر: 38
المشـــاركـات: 1,565
نقـــاط الخبـرة: 10
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الكناري
بكاء الحبيب

ما للحبيب أهم فيه يشقيهِ
أم أنه الحب أبكاني ويبكيهِ


إن كان حبي له هما يعذبهُ
سأكتم الحب في قلبي وأخفيهِ

أو كان دمعي الذي أخفيت يحزنهُ
سأنكر الدمع في عيني وأنفيه

أو كان شعري على أعتابه سبباً
لِما يعاني وماراقت معانيه

سأجمع الشعر كل الشعر من كتبي
وفوق رفٍّ من النسيانِ ألقيهِ

ما قلت شعري لكي يشقى الحبيب به
أو كان غير ولائي في قوافيهِ

لوكنت أدري بأني حين أنظمهُ
أشيعُ فيه الأسى مما أعانيهِ

لما سمحت لصوت أن يرددهُ
وما سهرت مع السمارِ أرويهِ

عفو الحبيب فما للحزن قد خلقت
هاذي العيون ولا للدمع تجريهِ

قد أطرت لؤلؤاً عيناه من شجنٍ
وانحل عقدً نظيمٌ من لآليهِ

عقد تناثر في الخدين منصهراً
من حر نار تلظت في مآقيه

يمد يمناه نحو الخد يجمعه
فيهرب الدمع من يمنى تداريه

ينساب للصدر مثل السيل منحدراً
من قمة التل مشتاقاً لواديه

وليس يجدي من اليسرى محاولة
أن تبعِد الدمع عن صدر يواليهِ

فالصدر للدمع محتاجاً إذا نزفت
فيه الجراحُ وبات الهمُ يضنيه

ما للحبيب أحزاناً جاء يسألني
الحزن عندي ولكن لست أعطيهِ

إن كان في الدمع سرُّ لا يبوحُ بهِ
فهل يظنُّ بأني لستُ أدريهِ

والله أدري ولكني سأكتمه
وفي الفؤادِ سجيناً سوف أبقيهِ

إخفاؤه السِّر عبءُ قد ينوءُ بهِ
من يحمل الجمر في كف سيكويه

فليعلم الخل أن الهم مشترك
وأن بحر الهوى غابت موانيهِ

وإننا في زورقٍِ والموج يلطمهُ
وليس غيرُ إله الكون ينجيهِ

وليعلم الخل أني في محبتهِ
أسترخص الروح إن الروح تفديهِ

إن يذرف الدمع عينيه خوف غدٍ
فإنني من غد الأيام أحميهِ

وإنني حافظ للعهدِ مابقيت
في القلب تجري دماءٌ في مجاريهِ

فالانتظار وإن شبت حرائِقهُ
بين الضلوع فإني لست أقصيهِ

هو الدليل على حُبي العظيم فما
كان انتظاري سوى الإخلاص أُبديهِ

يبكي الحبيب فدنيا الحب باكيةٌ
والطير من حزنه تبكي أغانيهِ

وبان قطر الندى من كل نرجسةٍ
كأنه الدمعُ والأزهار توريهِ

حتى السماء يغطي الغيمُ زرقتها
كما يغطي الأسى عيني معانيهِ

مع الحبيب عيون الناس باكيةٌ
تعطيه من عطفها مالأم تعطيهِ

لئِن بنى في عيون الناس منزلهُ
فأنا لِمنزِلِهِ المعمورِ راعيهِ

يبكي الحبيب فيا عيني مالكما
لا تسقيان فؤاداً ضاع ساقيهِ

هل جف دمعكما من نار عاطفتي
أم أنه الصبر يجديني ويجديهِ

تلك العواطف عندي في تدفقها
كأنها البحر والأمواج تُعليهِ

وفي فؤادي عطاءٌ لا حدود لهُ
مهما تدفق فالإخلاص يُثريهِ

لو كان عندي جناح الطيرِ لانطلقت
روحي إلى ذالك الباكي تواسيهِ

وتحمل الفرحة الكبرى وتزرعها
في كل درب حبيبُ القلب يمشيهِ

فكفكف الدمع ياخلي وكُن نغماً
لايعرف السعد إلا من يُغنيهِ

فأنت ماكنت للأحزان أغنية
بل أنت شعرٌ وفي الأفراح أُلقيهِ

دع الشجون لقلبي فهو يعرفها
وهو الخبيرُ بما فيها من التيهِ

وكُن سعيداً مدى الأيام مبتسماً
من يخلص الحبَّ يستعذب مآسيهِ
رد مع اقتباس