33- (صُلح الحديبية ):
ولما تطورت الظروف في الجزيزة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين، أخذت طلائع الفتح ونجاح الدعوة الإسلامية تبدو شيئاً فشيئاً، وبدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام، الذي كان قد صدهم عنه المشركون منذ ستة أعوام.
وقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه ، وهو بالمدينة أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك، وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر،وتحرك في اتجاه مكة، فلما كان بذي الحُلَيْفَة قَلَّد الهدي وأشْعَرَه، وأحرم بالعمرة؛ ليأمن الناس من حربه، وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يخبره عن قريش .
الصفحة الرابعة والثلاثون :
34- (مكاتبة الملوك والأمراء ) :
في أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام ، فلما أراد أن يكتب إليهم قيل له :
" إنهم لايقرءون كتاباً إلا وعليه خاتم" ،فاتخذالنبي -صلى الله عليه وسلم - خاتماً من فضة نقشه ( محمد رسول الله ) ،ومن باب التقدير جعل رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - اسم الله فوق اسمه .
1- رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة:
كانت في محرم سنة 7هـ، أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام كما أرسل إلى كثير من الملوك وذلك بعد الهدنة وجو السلام بينه وبين قريش ، فأسلم ، ولما مات صلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب في رجب سنة 8هـ .
2- (الكتاب إلى المقوقس ملك مصر):
كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جُرَيح بن متى الملقب بالمقوقس ملك مصر والإسكندرية ،واختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بلتعة. وبعدما قرأالكتاب المقوقس جعله في حُق من عاج وختم عليه ، ودفعه إلى الجارية ، ثم أكرم رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ورحب به، ولكنه لم يسلم ، وبعث معه جاريتين ، إحدهما كانت مارية ، فتزوجها - صلى الله عليه وسلم - ، فولدت له إبراهيم ، وأما الأخرى فقد أعطاها لحسان بن ثابت .
3-(الكتاب إلى كسرى ملك فارس ):
كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى ملك الفُرس واختار لحمل هذا الكتاب عبد الله بن حذافة السهمي ، فلما قرأ الكتاب مزقه ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أن يمزق الله ملكه ، فحدث ذلك حيث وثب عليه ابنه فقتله .
4- (رسالة إلى قيصر ملك الروم ):
تلقى قيصر ملك الروم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكرم حامله ، ولولا كثرة اللغط وارتفاع الأصوات في مجلسة بعد قراءته لكان له شأن آخر.
5- بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى حاكم البحرين
" المنذر بن ساوى " فأسلم وأرسل إلى النبي يسأله ماذا يفعل مع اليهود والمجوس بأرضه ؟ فأرشده أن يأخذ منهم الجزية .
6- الكتاب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة :
وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هوذة بن على صاحب اليمامة،واختار لحمل هذا الكتاب سَلِيط بن عمرو العامري، فلما قدم سليط على هوذة بهذا الكتاب مختوماً أنزله وحياه، وقرأ عليه الكتاب، فرد عليه رداً دون رد، وكتب إلى النبي :
(ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)، وأجاز سليطاً بجائزة، وكساه أثواباً من نسج هجر.
فقدم بذلك كله على النبي فأخبره، وقرأ النبي كتابه فقال:
[ لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه ].
فلما انصرف رسول الله من الفتح جاءه جبريل -عليه السلام - بأن هوذة مات فقال النبي :
(أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبي، يقتل بعدي)، فقال قائل:
(يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يقتله؟ فقال:(أنت وأصحابك)
، فكان كذلك .
7- الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق :
اختار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب بن خزيمة ،ولما أبلغه الكتاب رمى به وقال:" من ينزع ملكي مني ؟ أنا سائر إليه "، ولم يسلم ، واستأذن قيصر في حرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فثناه عن عزمه، فأجاز الحارث بن وهيب بالكسوة والنفقة ، ورده بالحسنى .
8- كتاب إلى ملك عُمَان :
وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كـتاباً إلى ملـك عُمَان جَيْفَر وأخيه عبد ابني الجُلَنْدَي واختار لحمل هذا الكتاب عمرو بن العاصال عمرو، يقول عمرو بن العاص: (فخرجت حتى انتهيت إلى عمان، فلما قدمتها عمدت إلى عبد ـ وكان أحلم الرجلين، وأسهلهما خلقاً فقلت: (إني رسول رسول الله إليك وإلى أخيك)
فقال: (أخي المقدم على بالسن والملك، وأنا أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك)
، ثم قال:(وما تدعو إليه؟) .
قلت: (أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وتخلع ما عبد من دونه) .
"تفاصيل القصة طويلة راجع الرحـيـق المختوم ص311 "
الخلاصة من القصة :
أن عمرو بن العاص قال :
(أتيت إليه، فأبي أن يأذن لي، فانصرفت إلى أخيه، فأخبرته أني لم أصل إليه، فأوصلني إليه).
فقال: (إني فكرت فيما دعوتني إليه، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلاً ما في يدي، وهو لاتبلغ خيله هاهنا، وإن بلغت خيله لقيت قتالاً ليس كقتال من لاقي ).
قلت :" أنا خارج غداً، فلما أيقن بمخرجي خلا به أخوه "
فقال: (ما نحن فيما ظهر عليه، وكل من أرسل إليه قد أجابه، فأصبح فأرسل إلى ). فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعاً، وصدقا النبي - صلى الله عليه وسلم -
، وخليا بيني وبين الصدقة، وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني.
وبهذه الكتب كان النبي ﷺ قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض ، فمنهم من آمن ومنهم من أبى .
الصفحة الخامسة والثلاثون :
35-غزوة الغابة (أوذي قَّرَد):
هذه الغزوةكانت مطاردة ضد جماعة من بني فزارة قاموا بالاستيلاء على لقاح النبي "الأبل الحوامل ذوات اللبن " صلى الله عليه وسلم
غزوة خيبر: