رد: مُذكرات وخواطر عابر سبيل
الأجواء الخانقة كانت تزهق روحه .. فيفرّ منها دونما تفكير , باحثاً عن نقاء ..
كان يرى الأسر والقيد .. أن يُمضي ساعات من عمرهـ في حبس كهذا الحبس القسري !
بين أسوار الأنفاس الملوثة ... والملونة .. !
جرّب أن يخرق العادة .. فهو يحب المغامرات والبطولات !!
اقترب من تلكـ الأنفاس .. تصاعدت أبخرة من حوله ملونة .. هالته تلكـ الألوان .. زاغ بصرهـ ..
هذا أحمر قانٍ .. وذلكـ أصفر فاقع يسر الروح .. وذلكـ قرمزي .. وهذا .. وذاكـ ..
دارت به رأسه ..
ومضت الأيام .. وأصبحت تلكـ الألوان لوناً واحداً هو لون أنفاسهم الملوثة !!
لون الدخان الرمادي المائل إلى السواد !
أدمن أنفاسهم .. وغشته أبخرة أرواحهم المحترقة من لهاث !!
إجترّ تلكـ الأنفاس الملوثة من صدورهم لينقذهم من الهلاكـ !
غرق المسكين .. وشرق .. ومات .. ومازالت أصوات ضحكاتهم تعلو وتعلو ..
ودخان أنفاسهم قد عجّ في المكان فحجب وجوههم ..
واختفت صورته خلف تلكـ السحب السوداء !!!!
|