12-14-2012, 07:14 AM
|
#5
|
إدارة المنتدى
رقـم العضويــة: 2
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الجنس:

المشـــاركـات: 29,711
نقـــاط الخبـرة: 6777
Facebook : 
Twitter : 
Linkedin : 
Youtube : 
|
رد: ~.●سلسلة نقٱشٱٺ أسرية .● مۋسمهٱ ٱلثٱني.●~
صباح النور والسرور، والسلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بخير ولله الحمد، وآملُ من الله تعالى أن تكوني كذلك أنتِ وساري أعضاء الموقع ذكوراً وإناثاً.
في مثل هذا الصباح الباكر، وفي مثل هذه النفحات المُباركة لمثل هذا اليوم العظيم يوم الجُمعة، فجُمعة طيبة ومُباركة عليكم جميعاً.
باركَ الله فيكِ على افتتاح مثل هذه المواضيع المُهمة سواءً للذكور أو الاناث، وسيفيد المُتزوجين وكذلك من هُم مُقبلين على الزوار فمُتصفحي الموقع من الشباب (الشريحة العُظمى) في الموقع، فمن المُفيد مثل هذه المواضيع للمُستقبل القريب أو حتى البعيد، أو قد يكون سبباً توجيه الأطفال لأهاليهم حول السلوك الصحيح وأهمية النقاش 
مِما لا شكَ فيه أن النقاش والحِوار الإيجابي لهُ العديد من الفوائد الإيجابية مِما يؤدي لزرع وتوثيق شخصية الأولاد (هُنا نعني ذكوراً كانوا أم إناثاً) ولكن يجب أن يمتزج الحوار ببعض الضحك والمُزاح كي تذهب غشاوة الجديّة والرسمية بين الأهل وأولادهم ففي العديد من الأوقات ننتقل من الحوار إلى الجدال نوعاً ما أو يُمكننا القول حديّة الحوار مما يُسبب ضعف أو كبت لبعض مشاعر الطفل وبهذا يُصبح الطفل خائفاً نوعاً ما من إكمال الحوار أو إنهائه بالقبول دون النقاش
لهذا الجانب الفُكاهي بالإضافة إلى الابتسام من طرف الأهالي سيكون مصدر ثقة وتوطيد لهذا النقاش في نفوس أولادهم.
كما أنني سأُركز على بعض السلبيات في الأهالي والتي قد تُضر بالنقاشات في المُستقبل (حتى وإن لم يكن هذا موضوع نقاشنا ولكن له أهمية كُبرى وعظمة في تأسيس نقاش سليم بين الأسرة):
في كثيرٍ من الأوقات والأماكن نرى (جدالاً) حاداً بين الأب والأم مما قد يؤدي إلى (نزاع) وهذا يؤثر وبشدة في نفسية وعقلية الأولاد بالأخص حينما ذلك أمامهم، فعلى سبيل المثال إن قامَ الأب بالصراخ على الأم بعد جدالٍ كبير في حين حضور أطفالهم فهذا سيؤثر بالسلب على نفسية الأطفال بحيث ستُزرع في عقلية الأطفال أن الأب عقيم النقاش بحيث أنه سيفرض رأيه بالنهاية بشتى الوسائل (ضرب، صراخ، ..إلخ)
وما قد يُهدم العلاقات بين الأولاد والأهل هو مُمارسة الضرب سواءً أكان ضرب الوالدة أمام أطفالها، أو ضرب الأطفال بحد ذاتهم (على كل صغيرة)، هذه المُمارسات الخاطئة (السلبية) ستؤثر سلباً على عقول ونفسيات الأطفال بحيث قد تنتج في المُستقبل بعض الشذوذ فيهم، فقد يُصبح الطفل (ذكر) مُتطرفاً للضرب وحُب القتالات خارج المنزل ومع أيٍ كان أو العكس أن يكون جباناً وذو شخصية سلبية لا تمتاز بطرح الرأي أو النقاش وتقبل الآراء أكانت صحيحة أم خاطئة، وهلم جرا من هذه الحالات المُخيفة.
لذلك، ما بُني على أساس صحيح فسيبقى صحيحاً بعد توفيقٍ من الله وكرمه، فيجبُ علينا كأهالي إن تحول نقاشنا (نقاش الرجل مع زوجته) إلى جدال فعلينا أن نُلينه بتقبل آراء الوجهتين، والابتعاد عن مكان وجود الأطفال كي لا يؤثر عليهم بالسلب وأفضل مكانٍ لنقاش الزوجين هو غرفتهما، بحيث إن أصبح النقاش جدالاً فيُمكن تداري الأمر فيما بينهما بحيث لا يرَ الأطفال ما يجري من جدال حاد، كذلك كتوصية هامة للرجال وهي للآسف تقبع في كُل شخصٍ فينا وهي الصراخ وكثرة إعلاء الصوت وهذا يؤثر سلبياً على الأطفال سواءً أكان بحضورهم (وجهاً لوجه) أو بحضورهم (في المنزل وسماع ذلك الصراخ)
النقطة الأُخرى، هي الصداقة فيما بين الأهالي وأبناءهم. من المعروف أن الأُم هي الأقرب لقلب أولادها (ذكوراً وأناثاً) بحيث يأتي الطفل ليعترف بما اقترفه من خطأ، وبالتالي تقوم بتصحيحه (بنقاش إيجابي ممزوج بالحب والحنان)، ولكن ما تمت زراعته في عقول الكثير من الأطفال رُبما بسبب المُمارسات الخاطئة والتي تم التنويه عنها سابقاً هي عدم مُصادقة الأب (صحبته) مما يؤدي لاختصار النقاشات أو عدم خوضها معه، وإن دخلا في نقاش فسيكون نقاش ممزوج بالهيبة من الوالد وهذا يضر كثيراً بالأخص للذكور ففي مراحل من العُمر (أخص بالذكر 16 - 20) سيحتاج الشاب مُخالطة أبيه وتكوين علاقة صداقة فيما بينهما، شريطة أن لا يُخالط تلك الصداقة قلة الأدب والحياء، فيبقى الأب والداً وتاجاً على رأس أولاده مهما تقدم بهم السن
ففي حال تم تكوين هذه الصداقة ويخالط هذه الصداقة روح الدعابة والمزاح، فستكون النتائج والثمار مُذهلة لأبعد درجة فعلاً، نفسياً وعقلانياً.
نعود للأساس، النقاشات الأُسرية مُفيدة للغاية ويجب أن تمتزج أولاً بالصدق فيما يتم التحدث عنه، التزام الأطراف كافة باحترام كافة الآراء والأفكار، تقبل النقد البناء مع الحوار لطريقة تلافيه، تسلسل النقاش مع الانتهاء من كل نقطة، التزام الآداب، ..وهلم جرا من هذه السلوكيات الصحيحة.
ثقوا تماماً إخوتي وأخواتي الآباء والأُمهات وحتى الأطفال، ما إن اجتمعت وكثرت هذه الجلسات الأُسرية البناءة فستكون الأُسرة مُترابطة، تُحب بعضها البعض، بناءة لبعضها البعض، يحترم كل فرد الآخر والمزيد من الثمار الإيجابية.
أما عن ثمارها في المُجتمع أخص بالذكر على الأطفال: الاحترام في المُجتمع واحترام وجهات النظر، تقبل النقد البناء، انطلاق الأولاد نحو آفاقٍ جديدة تخلوها الشوائب (لأن الأهالي سيتطرقون لما هو صائب وما هو خاطئ أثناء النقاشات الأسرية)، بنية صحيحة للطفل مما يُتيح له تقبل وإبداء الآراء، وما إلى ذلك من ثمار لا أستطيع ذكرها لكثرتها.
فأنصح الجميع، الاكثار من هذه النقاشات البناءة، زرع الحب والمحبة والإخاء فيما بينكم وبين أطفالكم، وطدّوا عملية الاحترام فيما بينكم البين مع التقيد بالآداب العامة، السماح بإبداء الآراء وعدم التفضيل والتمييز بين أولادكم سواءً في سنه أو في جنسه، وثقوا تماماً أن الحصيلة ستكون شاب أو فتاة قد خرجوا إلى الحياة بعقلية ونفسية سليمة بعد توفيق وإذن من الله تعالى.
قد يكون القول أسهل من الفعل، وقد يخال البعض أن ما كتبته يُعد شبهَ مُستحيل، لكن ثق تماماً
أنهُ لا مُستحيل إن لم توهم لنفسك أنه مُستحيل 
فبعد كُل غشاوة مُمطرة قوس قُزح جميل، وبعد كُل ظلام (ليل) نور (صباح)، فلا تجعل الأفكار الهدّامة
تُعكر صفو أحلامك التي يُمكن انجازها ببذل المُسببات، ثق فيما وهبك الله فيه وثق فيمّن تتعامل معهم
وإن كانت لديك الخصال السيئة، فحّاول تبديلها بحسنات، لا تقل لا يُمكنني فكُل شيءٍ مُمكن إلا ما جعلته لنفسك مُستحيلاً.
باركَ الله فيكِ، ومعذرةً لإطالتي فلي فترة طويلة لم أخض أي نقاش ولم أُبدي رأيي في موضوع مُعين.
خالص التحية والتقدير 
|
|
|