وصف الحمى للمتنبي
وزائرتي كأنَّ بها حياءًً فليس تزور إلافي الظلامِ
بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلدٌعن نفسي وعنها فتوسعه بأ نواع السقامِ
كأنَّ الصبح يطردها فتجري مدامعها باربعة سجامِ
أراقب وقتها من غير شوقٍ مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شرُ اذا القاك في الكرب العظام
ابنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت انت من الزحام
جرحت مجرحا لم يبق فيه مكان للسيوف ولا السهام
الا يا ليت شعر يدي اتمسي تصرف عنان او زمام
يقول لي الطبيب اكلت شيئا وداؤك في شرابك والطعام
وما في طبه اني جواد اضر بجسمه طول الجمام
تعود ان يغبر في السرايا ويدخل من قتام في قتام
فامسك لا يطال له فيرعى ولا هو في العليق ولا اللجام
فإن أمرض فما مرض اصطباري وإن أحمم فما حمُ اعتزامي
|