أعنو إليك بجبهة لم أحنِها يـوما * * * إلالوجـهـك ساجـدا أتــضرع

وإلـيـك أبـسط كــف ذلاً لـم تـكن * * * يـوماً لغيرسؤال فـضلك تـُرفعُ

أنا من علمتَ المذنب العاصي الذي * * * عظُمت خـطاياه فجاءك يهرع




كم من ساعة فرطت فيها مسرفا * * * وأضـعـتـهـا في زائـلٍ لا يـنــفع

كـم بــــتُ لــيــلي كــله مـُـثـاقــلاً * * * وذووالـتـقـى حـولي قـيـامٌ رُكـع






كم زيـنت لي الـنفسُ سـوء فـعالها * * * فـأطـعـتـهـا ضـعـفاً وبـئس الـطّـيـعُ

كم وسوس الخـنـاس فـي صـدري فـلم * * * يـجـدالذي يـعـلوقـفـاه ويـصـفـعُ

كم أقـرأ الآيـات لـونـزلت عـلى * * * شُـم الجـبـال رأيــتـها تـتـصـدعُ


مـالي أرددوعــدها ووعــيـدها * * * مـارقّ قـلبي أوجـرى لي مـدمعُ



كـم مـن نـفـوسٍ بالهـدى ذكـرتـهـا * * * فـمـضـت كـمايـمـضي الـجـوادُ المـسـرعُ

يـاحـسـرتـا أعــظُ الأنـام فـليـتـني * * * نـفـسي وعـظـتُ فـوعـظُ نــفـسـي أنــفــعُ





يـارب حـكـمـتـك أقـتـضـتني مـذنـبا * * * لأجـيء بـابك أسـتـجـيرُوأضـرع

فـتـرى عـبـيـدك تـائـباً مـسـتـغـفراً * * * وأراك غـّـفـــارلـــذنـبٍ يــفــظـعُ

أنـاإن عـصـيتُ فـذاكً مـن نـقـصـي ومـن * * * غـيرالإلـه لـه الكـمال الأرفـعُ

يــارب أنـت خـلــقـتـنـي مـن طـيـنـهٍ * * * ومـن الـذي لأصـــولهِ لاينـزعُ







لـولاهـُـداكً ونـفـحـهٌ عـلـويـهٌ * * * أودعـتـهـا روحـي لـكان المـصـرعُ

فـبـهـا أصولٌ عـلى التـراب تـُرفـعـا * * * وبـهـا أحـلقُ حـيـن تـصـفـرالأضـلـعُ

الطـين يـجـذبـني إلـيـهِ بـشـدهٍ * * * والـروح تـُصـعـدنـي إلـيك وتـرفـع




هـوالإبـتــلاء عـليه ِقـام وجـودنا * * * وبـه نـُـهـيـأ ُ للـخـلـود ونـُرفـع

الـناربالشـهـواتِ حـُـفت فـتـنـهُ * * * فـلـيـمرح الـفـجار ولـيـتـمـتـعـوا

أمـا الجـِـنان فإنـهـامـحـفوفـهٌ * * * بـمـكـارهٍ تـُدمـي الـفـؤاد وتـُـوجـعُ




الـزاد قـلّ والـديـارُ بـعـيـدهٌ * * * والظـهـرنـضـوٌ والـرفـيـق مـضـيـعُ

وهـناك قـطـاع الطـريق طـوائـفـاً * * * شـتـى تـُضـل عـن الـمـراد وتـقـطـعُ

إبـلـيـس يـغـوي والهـوى شـَـرَك لـه * * * والـعـيـشُ يـُـغـري والأمـانـي تـخـدعُ

هـذي الطـريـق وإنـهـا لمـخـلـوقـهٌ * * * ربِ أهـدنـي وأعـِـن عـسـى لاأقـطـعُ



يـارب عـبـدك عـنـد بابـك واقـفـاً * * * يـدعـوك دعـوه مـن يـخـافُ ويـطـمعُ

فإذا خـشـيتُ فـقـدعـصـيـتـك جـاهـلاً * * * وإذا رجـوتُ فإن عـفـوكَ أوسـعُ







يـارب إن أكُ بالحـقـوق مـُفـرطـا * * * فـلاأنـتَ أبـصـربالـقـلـوبِ وأســمـعُ

بـيـن الجـوانحُ خـافـقٌ يـهـوى التـقـوى * * * ويـضـيـقُ كـرهـاً بـالـذنـوبِ ويـجـزعُ



ويـحـبُ ذكـرك والـقـلوب إذا خـلت * * * مـن ذكـرِ ربـي فـهـي بـورٌ بـلـقـعُ

ولـكــم ذكــرتــك خـالـياً فـوجـدتــني * * * والـقـلبُ فـي وجـــلٍ وعـــيـنـي تـــدمـعُ



هـل لـي رجـاءٌ إنـنـي مـمن دعـوا * * * يـوماً إلـيـك وقال : تـوبوا وأرجـعـوا

وحـمـلت مـصـبـاح الهـدايـهِ مـُرشـدا * * * أهـنـاك كـالـقـرآنِ نـورٌ يـسـطـعُ

ومـشيـتُ في ركبِ الـهـُداهِ وإن أكن * * * أبطأتُ في طـلبِ الكمالِ وأسرعوا !

حـسـبـي أحـبـهـمُ وأقـفـوخـطـوهـم * * * ولكـم أرى حـبّ الأكـابرِيـشـفـعُ





يـاربِ مـالـي غــيـربـابـك مـفـزعُ * * * آوي إلـيـهِ إذا يـــعـزُ الـمــفــزعُ

مالي سـوى دمعي إلـيك وسـيلهٌ * * * وضراعتي ولمن سـِواكَ سأضرعُ


إن لم أقف بالباب راجـي رحـمة * * * فـلأي باب غـيـر بـابـك أقــرع

هـذا أوان العفــو فـأعـف تـفضلا * * * يا من له تعنو الوجـوه وتخشع