منتديات العاشق - عرض مشاركة واحدة

jahfl · #1 02-17-2013, 12:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ أحسن ما يُوَشَّحُ به صدرُ الكلام، وأجمل ما يفصَّل به عقد النظام، حمد الله ذي الجلال والإكرام، والإفضال والإنعام،
ثم الصلاة على خير الأنام، المبتعث من عنصر الكرام، وعلى آله أعلام الإسلام، وأصحابه مصابيح الظلام، فالحمد لله
الذي بدأ خلق الإنسان من طين، وجعله ذا غَوْرٍ بعيد وشَأْوٍ بطين، يستنبط الكامن من بديع صنعته بذكاء فطنته، ويستخرج
الغامض من جليل فطرته بدقيق فكرته، غائصًا في بحر تصرفه على درر معان، أحسن من أيام محسن معان، وأبهج من نيل أمان، في ظل
صحة وأمان، مودعًا إياها أصداف ألفاظ، أخلب للقلوب من غمزات ألحاظ، وأسحر للعقول من فترات أجفان نواعس أيقاظ.
المعلقات، هذا هو عنوان موضوعنا اليوم - إن شاء الله -، وأسأل الله - جلَّ وعلا - أن يوفقني في إتمامه
على خير، وأن يجعل خالصًا لوجهه، يحصل به المطلوب من كتابته ووضعه، إنه على كل شيء قدير.
بالتأكيد يعلم جميعنا أو أكثرنا بشأن المعلقات، تلك القصائد التي كانت في العصر الجاهلي، التي كانت تعلق
على أستار الكعبة، وكانت العرب تمجد هذه المعلقات لجودتها وحسن سبكها، فهي أفضل القصائد قاطبةً
في العصر الجاهلي.

عرفت هذه القصائد بالكثير من الأسماء منها: المعلقات، والمذهَّبات، والسموط، والمشهورات، والسبعيات
بيد أن أكثر أسمائها شهرةً المعلقات.
ويرجع اختبارها وتسميتها بالمعلقات إلى حماد الراوية، فقد ذكر أبو محمد بن محمد النحاس أن حمادًا هو الذي جمع هذه القصائد.
وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد: حتى لقد بلغ من كلف العرب به وتفضليها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم
فكتبتها بماء الذهب في القباطيّ المدرجة، وعلقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال مذهبة امرئ القيس، ومذهبة زهير، والمذهبات السبع، وقد يقال لها المعلقات.
.....
وقد اختلف في عدد المعلقات، فمن العلماء من يجعلها عشر معلقات، ومنهم من يجعلها سبعًا.
وبالطبع فقد اختلف الروايات في المعلقات فلا يمكن الجزم بعدد معين من الأبيات، ولكن عدد أبيات المعلقات العشر مجتمعة في أوفى الروايات هو خمسون وثمانمئة بيتًا.

شعراء القصائد السبع هم: امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى (بضم السين)، وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة،
ولبيد بن ربيعة - رضي الله عنه -.
أما الباقون فهم: النابغة الذبياني، وعبيد بن الأبرص، والأعشى ميمون بن قيس.

حظيت المعلقات بالكثير من المعلقات، ومن تلك الشروح:
شرح أبي بكر الأنباري الموسوم بـ"شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات".
شرح الخطيب التبريزي الموسوم بـ"شرح المعلقات العشر المذهبات".
شرح الزرويني.
شرح السكري "شرح المعلقات السبع".
شرح ابن النحاس "تفسير القصائد التسع المعلقات".

فكل هذه الشروح للعلماء المتقدمين.

هنا المعلقات بملفات صوتية بصيغة Mp3 بصوت شجي وجودة جيدة جدًّا.
سوف تتم إضافة الملفات تباعًا - إن شاء الله -.

من أراد نقل الموضوع ونشره فله ذلك.
إعلان الموضوع

التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 05-07-2013 الساعة 11:53 AM