عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-11-2013, 12:23 AM
الصورة الرمزية most wanted  
رقـم العضويــة: 175072
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الجنس:
العـــــــــــمــر: 28
المشـــاركـات: 43
نقـــاط الخبـرة: 20
Facebook : Facebook
Youtube : Youtube
Icons28 الى أمي { قصيدة شعرية }





القصيدة :

إلى أمي

أسرج حصان الشعر للكلمات واخطبُ وداد القرب بالقبلات

وانشر حنينَ الوجد في قيثارتي علَّ الهوى يشدو مع النغمات

نادت عنادلُ خافقي مشتاقةَ هذي شجوني فجّرت آهاتي

ماذا أنا إلا بقايا مهجةٍ زرعت بذورَ الشوق في الخلجات

قد بات يسكنه الهيام مولهاً صباً سما بالحبِّ والرعشات

أمي إليكِ مع الأثير رسائلي جزلا تثيرُ سواكب العبرات

فهتفت بالحرف الحرون مناديا أطلق عنان الشعر في الأبيات

واسفح شواظ القلب في تذكارها علَّ البيان يجودُ بالكلمات

أمي وتاهت بالمدى صرخاتي وتفجرت من ُبعدها لوعاتي

أمي ويهتف في دمي شريانه وجداً يبوحُ بأعذب اللهجات

أنتِ الذي سكبَ الحنان بداخلي وتربّعت قلبي مع النبضات

اقدح زناد الشعر في وثباته واشرح عطاء الأم بالآيات

في كلِّ سطرٍ أستفزُّ حماستي أحي الشعور يفيض بالخطرات

فأزيدُ عزماً أن أحقق رغبتي في مدح شخصٍ عالي الدرجات

حمل الضياء وكان نور بصيرتي ضحّى لأجلي مشرقَ الضحكات

يا نطفةً سكنت على أحشائها وتطوّرت في رحمها حالاتي

وسقت عصارةَ قلبها لطفولتي وتكاملت في بطنها قسماتي

وخرجت للدنيا بأنة طلقها طفلاً رضيعاً يهفو للحلمات

ورضعتُ أعذبَ ما يجود حليبها من بين فرثٍ صافيَ الديمات

ونشأتُ أقطفُ من معين عطائها جوداً شهياً ناضج الثمرات

حتى غدوتُ من العواطف معلماً رجلاً رصيناً كامل الملكات

أو بعدَ كلِّ عذابها وشقائها هل تكتفي في مدحها كلماتي

أعلنت أنّي لن أتوبَ عن الهوى مادام صدري عامر النفحات

سأظلُّ أُعلي ذكرها في خافقي حتى ألاقي راضيا سكراتي

لن أكتفي بمشاعري في وصفها سأظلُّ أدعوا خاشعاً بصلاتي

أمي ويعبقُ طيفها في خاطري ويظلُّ يرسم ُحالماً لوحاتي

يوم ارتحلتِ ولم أكحل مقلتي من رؤيةِ الوجه العطوف بذاتي

أخذتكِ في ركب المنون سفينةً قد عجّلت في موكب الرحلات

قادتكِ نحو الموت دون تمهّلٍ خطفتكِ رغم تقاصر السنوات

ففقدتُ نهر العطفِ في جريانه وحُرمتُ أجمل كائنٍ بحياتي

ورجعتُ أحمل دمعتي متأثراً شلت فؤادي شدةُ الصدمات

لكنهُ أمرٌ قضى بمراده ربٌ قديرٌ نافذُ الغايات

رحلت بكلِّ بساطةٍ ووداعةٍ فشعرتُ عند رحيلها مأساتي

من ذا يهدهدُ مقلتي ويصونها من ذا يكفكفُ حانياً دمعاتي

من ذا يسهّر عينه متفانياً عند السقام مداوياً علّاتي

جفّت ينابيعُ المودة بعدها وبقيتُ وحدي حاملاً خيباتي

وشعرت أنّي ما أزالُ مقصراً في وصف شخصٍ مفعم الرحمات

يا ربِّ فاغفر ما وسعتَ تكرماً وافرش لها في واحة الجنّات

واجعل دعائي قربةً في برّها فعسى الوفاءُ يزيدُ بالحسنات

من كتابة اسعد الناصر

التعديل الأخير تم بواسطة most wanted ; 04-11-2013 الساعة 10:44 PM