الكابوس
حلم مزعج يوقظ النائم من رقاده عادة ، وقد استبد به الخوف والانقباض ، مع شعور بالاختناق في بعض الأحيان . وهو ينتج عن اضطرابات هضمية وبخاصة تلك التي تعقب تناول طعام دسمة خلال الليل . ومن الأسباب التي تؤدي إلى الجثام والكابوس ، الطفيليات المعوية والأمراض العصبية . وأياً ما كان ، فالأطفال أكثر تعرضاً للكوابيس من البالغين .
وبصورة عامة فقد تم تعريف الأحلام على أنها سلسلة من الصور والانفعالات التي تتمثل للإنسان أثناء نومه ، إلا أنه لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي في تكون الأحلام ، بل وتحققها في بعض الأحيان .
ومحاولة تأويلها وتفسيرها كانت منذ قديم الزمان ، فقد تم ذكرها في قصة النبي ( يوسف ) عليه السلام ، إلا أن الدراسات العلمية في هذا الشأن لم تبدأ الا في الربع الأول من القرن العشرين ، حين قام العالم الشهير ( فرويد ) بإصدار أول كتاب يتناول هذه الظاهرة ، وكان تحت عنوان ( تفسيرالأحلام ) ( The Interpretation of Dreams ) ، فقد فسر ( فرويد ) الأحلام على أنها رغبة مكبوتة تجد طريقها إلى الإنسان عن طريق نومه ، وذكر أن تفسير الأحلام يعتمد على رموز معينه – أطلق عليها اسم مفاتيح – يمكن من خلالها فهم الحلم .
ومن ناحية أخرى ، لم يستطع العلماء حتى الآن إيجاد تفسير واضح وراء السبب الرئيسي في تحقق بعض الأحلام وتحولها إلى واقع ، فالظاهرة منتشرة بكثرة ، وهناك العديد من الحوادث المتعلقة بهذا الشأن ، لعل من أشهرها ما حدث عام 1946 ، وفي ( شنغهاي ) بالتحديد ، عندما حلم ضابط بالبحرية الملكية البريطانية يدعى ( داوينج ) بصديقه الضابط ( كودار ) ... الذي يعمل بسلاح الطيران – مستقلاً طائرة من طراز ( داكوتا ) ومحلقاً بها عبر الأفق ، قبل أن تهاجمه عاصفة ثلجية ضخمة تفقده سيطرته على الطائرة ، لترتطم بصخرة كبيرة ويتناثر حطامها على الأرض !!. وعندما نهض ( داونينج ) من حلمه المزعج هذا ، راح فوراً ليطمئن على صديقه ( كودار ) الذي أزعجه الأمر بشدة ، ففي اليوم التالي كان يجب عليه بالفعل أن يقود طائرة من طراز ( داكوتا ) ، ولكن ما جعله يشعر بالراحة هو أن ( داونينج ) قد حلم به وهو مستقل الطائرة مع مجموعة من ثلاثة مدنيين و اثنين من العسكريين ، حيث كان من المقرر أن يكون برفقته اثنان من العسكريين فقط . وفي صباح اليوم التالي تغير الوضع كثيراً ، فقد تقرر وقبل ركوب ( كودار ) الطائرة بدقائق أن يذهب معه ثلاثة دبلوماسيين أيضاً ، وبهذا الوضع فقد تحقق الجزء الأول من حلم صديقه وبكل دقة !! مما جعل ( كودار ) يشعر بذعر شديد ، ولكنه سرعان ما نسي أمر الحلم عندما انطلق بطائرته وتأكد من أن الجو صحو ومثالي للطيران ، ولكن لم تمض سوى ساعات قليلة حتى بدأ الجو بالتقلب ، وراحت سرعة الرياح تزداد تدريجياً ، سرعان ما تحولت الرياح البطيئة إلى عاصفة ثلجية قوية وبعدها بفترة بسيطة ، ارتطمت الطائرة بجبل صخري ضخم لتهوي من ذلك الارتفاع إلى الأرض ، و رغم هذا الحادث المأساوي إلا أن أحداً من ركاب الطائرة لم يصب بأذى . و أول ما قام به ( كودار ) عند عودته إلى ( شنغهاي ) كان التوجه إلى صديقه ( داونينج ) ليريه صورة الطائرة المحطمة ، وسرعان ما تأكد ( كودار ) أن ما رآه ( داونينج ) أن مشهد الطائرة المحطمة في الصورة هو نفس المشهد الذي رآه في الحلم !!.
كما أن هناك حادثة أخرى فيها شيء من الطرافة والغرابة في نفس الوقت ، ففي عام 1883 وبعد يوم حافل من العمل ، شعر الصحفي ( إدواردسامسون ) بالنعاس ، فقرر أن ينام في مكتبه في مقر عمله بالجريدة ، واستيقظ في الثالثة من فجر اليوم التالي إثر حلم مزعج رأى فيه مجموعة كبيرة من الناس يحاولون الهرب من بركان ثائر ، ومجموعة من السفن المحطمة ، بالإضافة إلى أن الشمس كانت زرقاء اللون ، فكتب حلمه الغريب هذا على ورقة حتى لا ينساه فيما بعد ، وتركها على مكتبه ليذهب بعدها إلى منزله . وفي ظهر اليوم نفسه عثر محرر الجريدة على ورقة ( سامسون ) ، واعتقد أنها قصة حقيقية ، فأعاد صياغتها ونشرها في الجريدة ، وحين عرف ( سامسون ) بما حدث اعتذر كثيراً وأكد لرئيس تحرير الجريدة أن ما كتبه على الورقة كان مجرد حلم ، ولكن بعد يومين فقط من نشر الخبر ، وردت الأخبار أن جزيرة ( كراكوتا ) قد ثار فيها بركان هائل تسبب في موت ما يزيد عن ( 36 ) ألف شخص ، وبغرق عشرات السفن ، وبدت الشمس شديدة الزرقة بسبب الأبخرة والغازات و الرماد البركاني المتناثر !! أي تماماً كما حلم ( سامسون ) ، الأمر الذي أثار حيرة الآلاف من الناس الذين قرؤوا خبر ثورة البركان قبل حدوثه بيومين وبكل تفاصيله !! وكان واضحاً للجميع أن حلم ( سامسون ) لم يكن سوى رؤيا .
ومن القصص الغريبة في هذا المجال ، قصة حدثت في الكويت وقد رواها لنا دكتور مختص في علم النفس وتقول القصة :-
( أن فتاة كويتية يجر في حياتها أي أمر مميز يستدعي الاهتمام ولكن حياتها تغيرت منذ ذلك الحلم !
ففي أحد الليالي شاهدت تلك الفتاة في المنام رجلاً غريباً لا تعرفه طلب منها الاتصال بصورة ضرورية وأعطاها رقم هاتفه !!
عند استيقاظ الفتاة من النوم تعوذت من الشيطان وكان الغريب في الأمر أنها كانت لا تزال تذكر رقم الهاتف جيداً ، لم تهتم الفتاة للموضوع و مرت الأيام والليالي ليتكرر نفس الحلم من جديد بصورة جديدة فقد شاهدت نفس الشاب في المنام يعاتبها لعدم اتصالها ويطلب منها الاتصال بصورة ملحة قبل فوات الأوان وخلال أربعة أيام فقط وأعطاها اسمه الأول !!
استيقظت الفتاة من النوم وراحت تقرأ القرآن بصورة مستمرة وأخبرت أهلها بالحادثة العجيبة ..
واستمرت الفتاة في قراءة القرآن ، ورغم ذلك تكرر الحلم في الأيام الأربعة التالي لمشاهدتها الأخير ، وهنا طلبت الفتاة من أحد أهلها التأكد من مصدر الرقم ...!
فذهب ليتأكد من اسم صاحب الرقم ، وهنا كانت المفاجأة المذهلة !!
فقد كان صاحب الرقم نفس الاسم الأول الذي حصلت عليه الفتاة من الحلم ..!
وهنا زاد توتر الفتاة من هذا الحلم ...!
وأصبحت تفكر جدياً في الاتصال به حتى ترتاح من العذاب النفسي الذي تعانيه ، وفعلاً قررت الاتصال على الرقم .. ردت عليه امرأة بدا أنها كبيرة في السن ، ودار بينهم هذا الحوار العجيب :-
الفتاة :- السلام عليكم ...
المرأة :- وعليكم السلام والرحمة ...
الفتاة :- هل ( .... ) موجود ؟
المرأة قد بدا على صوتها الدهشة :- ماذا تريدين منه ...؟؟
الفتاة :- لدي بعض الأعمال معه هل يمكنني محادثته ...؟
المرأة :- أختي من تطلبين توفي قبل أربعة أيام !!
وهنا تحديداً كانت المفاجأة التي ألجمت الفتاة عن الحديث ...!!
ماذا كان يريد منها هذا الشاب ...؟؟
وهل كانت ستفيده في أمر ما في حالة اتصالها به قبل وفاته ...!
أصيبت الفتاة بعد هذه الحادثة بصدمة وتلقت علاجاً نفسياً لفترة من الزمن بعد هذه الحادثة .
إلى هنا تنتهي هذه القصة الغريبة وقد اعتقد الكثير من العلماء أن الأحلام قد تكون في بعض الأحيان رسائلاً عقلية غامضة تأتي من المستقبل بصورة أو بأخرى ، إلا أن الروحانيين لم يعجبهم هذا التفسير ، فهم يعتقدون أن الروح ترتقي عند النوم بطريقة لا تصل إليها عند اليقظة ، لذا فإنها تستطيع الاتصال بالعالم الآخر ومعرفة الحوادث المستقبلية ، بل ولقاء بعض الموتى !!. وقد يستغرب البعض من النقطة الأخيرة يحدث فيها مشاهدة للموتى ، وهو ما يعتقده الروحانيون نوعاً من الاتصال ، غير أن تفسيرهم هذا لم يحض بقبول علمي .